إستحالة تغيير السلوك وإمکانية تغيير النظام الإيراني!
خاص “المدارنت”..
لم تتوقف المساعي الدولية الحثيثة من أجل التأثير على النظام “الثيوقراطي” القائم في إيران، في سبيل جعله يغير سلوکه منذ بدايات تأسيس هذا النظام لکن هذه المساعي، إتخذت سياقا واضحا منذ أواسط العقد التاسع من الالفية المنصرمة، ولاسيما بعد أن سعت إدارة الرئيس الاسبق من خلال سياسة سمتها بـ”الاحتواء المزدوج”، حيث کان النظام الايراني الى جانب النظام العراقي السابق مستهدفا بهذه السياسة التي کانت هذه الادارة قد عولت عليها من خلال ممارسة الضغط إحتواء النظامين وإجبارهما على تغيير سلوکهما.
هذه السياسة التي تبين بأنها لم تحقق أيّ نتيجة مع النظام الايراني، تحديدا، وعوضا عن إنتهاج سياسة أکثر تشددا من جانب الولايات المتحدة، بشکل خاص والبلدان الغربية بشکل عام، فإن الذي حدث هو تطور ملفت للنظر، ذلك إن واشنطن وبقية العواصم الغربية الاخرى لجأت الى إعتماد سياسة “الجزرة والعصا”، مع ملاحظة إن التعويل کان مرجحا على الجزرة أکثر من العصا، وشيئا فشيئا توضح الخط العام لهذه السياسة التي تسعى أکثر لإسترضاء النظام ومهادنته من أجل تخفيف تشدده وإجراء تغيير في سلوکه السلبي.
لسنا نقول بأن العصا الغربية من خلال العقوبات المفروضة على النظام والمقاطعة الجارية ضده لم تٶثر فيه سلبا، ولکن يجب القول أيضا بأن الجزرة الغربية من خلال منح الامتيازات والافراج عن جانب من الاموال الايرانية المجمدة، کانت ذات تأثير إيجابي على النظام الى الحد الذي يمکن القول بأنها قد خففت من تأثيرات سوط العقوبات عليه ولاسيما وإن النظام قد تميز بمساعيه المشبوهة من أجل خرق العقوبات المفروضة عليه والالتفاف عليها بطرق وأساليب متباينة، وهذه الخروق لم تشمل تهريب النفط فقط بل وحتى إستيراد مواد معدات وأجهزة يمکن إستخدامها في البرنامج النووي للنظام.
السٶال الاهم الذي يجب أن نطرحه على البلدان الغربية هو: هل تمکنت سياسة الاسترضاء والمهادنة المتبعة مع النظام الايراني، لأکثر من ثلاثة عقود، من أن تٶتي أکلها، وهل إستطاعت التأثير على هذا النظام وفق السياق الذي يأمله الغرب أي تغيير سلوکه أو حتى جانب منها؟ الاجابة الوحيدة والقاطعة التي تفرض نفسها ليست إلا بالنفي القاطع، بل وحتى إن سلوك النظام أصبح أسوءا من السابق بکثير وهذا ما يمکن لمسه بکل وضوح.
سياسة الاسترضاء والمهادنة التي سعت بالاعتماد والتعويل على مزاعم الاعتدال والاصلاح في النظام الايراني لأربع ولايات رئاسية، تبين في نهاية المطاف بأنها لم تکن سوى مجرد هواء في شبك، ولعل المقاومة الايرانية وفي شخص زعيمها السيد مسعود رجوي، قد سخرت من مزاعم الاعتدال والاصلاح وشددت على إنها کاذبة ومخادعة وحتى إن هذا النظام لا يستحمل أدنى تغيير حقيقي، يستهدف نهجه الارهابي المتطرف، وعلاوة على ذلك فقد دعى السيد رجوي، الى وضع حد لسياسة الاسترضاء التي لا يستفيد منها سوى النظام الايراني.
التغيير النظام الايراني لسلوکه أمر في حکم المستحيل لأنه يفتح بابا على النظام لن يتمکن من غلقه فيما بعد لکن وفي نفس الوقت وکما أکد السيد رجوي، فإن تغيير النظام الايراني أمر ممکن من قبل الشعب والمقاومة الايرانية. من هنا فإنه من الاجدى التعويل على أمر ممکن الحدوث کتغيير النظام من خلال إسقاطه من خلال شعبه وليس على فرضية خيالية لا يمکن حدوثها بإنتظار النظام الايراني أن يغير سلوکه!