في ختام أعماله.. زوّار “معرض الكتاب” في العاصمة اللبنانية لـ”المدارنت”: بيروت عاصمة الثقافة العربية
تحقيق وحوار محمّد حمّود
بيروت/ خاص “المدارنت”..
شهدت العاصمة اللبنانية/ بيروت، تظاهرة ثقافية لافتة على مدى تسعة أيام، بعد غياب قسري لثلاث سنوات، فرضته جائحة “كورونا”، وإنفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحيوات أكثر من 120 ضحية. أعدّ لهذه التظاهرة، “النادي الثقافي العربي” في بيروت، عبر استئنافه تنظيم “معرض بيروت العربي والدولي للكتاب” في دورته الـ64، برعاية رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الذي شارك في إفتتاح أعمال المعرض في ((بدأ 3 كانون الأول/ ديسمبر 2022 ولغاية 11 الجاري))، والذي أقيم “مركز سي سايد أرينا”، في الواجهة البحرية الجديدة لبيروت. وشهد المعرض، تهافتًا كبيرًا على شراء الكتب، من زوّّاره، الذين وفدوا من كل المناطق والطوائف والطبقات اللبنانية، على الرغم من الظروف الإقتصادية السيئة التي تعصف بالبلاد والعباد، والتي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وعلى الرغم من حالة التضخم التي طالت كافة السلع، والحاجيات الضرورية التي تهمّ المواطنين، ومنها الكتاب. وأكد عدد كبير مِن المشاركين في اعمال المعرض والزوار، “أهمية استئناف تنظيم معرض الكتاب، الذي يعني عودة بيروت الى دورها الطبيعي، كعاصمة للثقافة العربية في المنطقة.
حمدان” شهد المعرض أكثر من 200 توقيع كتاب
و10 آلاف زائر من تلاميذ المعاهد والمدارس
حمدان
حول المعرض وظروف تنظيمه، التقى موقع “المدارنت”، مسؤول المكتب الإعلامي للمعرض، الصحافي الزميل أكرم حمدان، الذي رحّب بتغطية الموقع لكافة نشاطات المعرض، من حفل الإفتتاح ولغاية إختتام اعماله”.
وقال حمدان: لقد زار المعرض على مدى تسعة أيام، أكثر من 10 آلاف من تلاميذ المعاهد والمدارس، ونحو 100 مؤسسة تربوية وثقافية وكشفية، إضافة الى الآلاف من الجامعيين (أساتذة وطلاب)، شارك بعضهم في أعمال 26 ندوة ثقافية، الأمر الذي عكس التنوع الحضاري والثقافي لبيروت”.
وأكد أنه “كان لافتًا في هذه الدورة للمعرض، كثرة تواقيع الكتب والإصدارات الجديدة المتنوعة (السياسة والتاريخية والأدبية والشعرية)، فقد تجاوز عدد حفلات تواقيع الكتب الـ200، والتي تمت في أجنحة دور النشر المشاركة، وعددها أكثر من 133 دارًا لبنانية، إضافة إلى مشاركة عدة دور نشر ومؤسسات ثقافية من الدول العربية”.
وأشاد حمدان بـ”ممثلي دور النشر، والمؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة العربية، المشاركين في أعمال المعرض، وبزوّاره من كل الماطق، وبخاصة تلاميذ المعاهد والمدارس والمؤسسات الثقافية من أندية وجمعيات كشفية، وكلّ الذين لبّوا دعوة “النادي الثقافي العربي”، الذين أكدوا أن بيروت هي مهد الثقافة وعاصمتها في هذا المشرق العربي”.
ممثل وزارة الثقافة في سلطنة عمان
يشيد باستئناف تنظيم “معرض بيروت للكتاب”
المحرزي
وقال ممثل “وزارة الثقافة والرياضة والشباب” في سلطة عمان، ومسؤول جناح الوزارة في المعرض، الأستاذ سعيد المحرزي: “إننا نقدّر عاليًا العودة الى تنظيم معرض الكتاب العربي والدولي في بيروت، لما له من أهمية للقارىء العربي في هذه الظروف، ما يؤكد على الإهتمام الجدّي بالكتاب، بخاصة، مع ما يصاحبه من حركة ثقافية نشطة، من ندوات وتواقيع كتب وإصدارات جديدة، وهذا دليل على نشاط ثقافي واعد يشهده لبنان، وعاصمته بيروت، بخاصة وأنه كما قيل: خير جليس في الآنام كتاب، ومهما وصلنا الى مراحل متقدمة من الحداثة والمعاصرة، يبقى الكتاب من الحاجات المهمة للإنسان”.
ولفت الى أن “الإقبال على زيارة المعرض والتفاعل مع نشاطاته ممتاز، ومميّز، وهذا ما لاحطناه، من خلال الكثيرين من الزوّار الذين وفدوا الى جناح وزارة الثقافة العمانية، بهدف التعرّف على تاريخ السلطنة، وأهم معالمها الثقافية والسياسية والتاريخية”، موضحًا أن “مشاركتنا في أعمال المعرض، هي رمزية، وليست ربحية، ومعظم زوار جناحنا رغبوا في الاطلاع على تاريخ وحضارة السلطنة.
واشاد المحرزي، بـ”إدارة المعرض، وبتفانيها في خدمة المشاركين من دور النشر وممثلي الدول العربية، والزائرين على السواء، وتأمين كل ما يحتاجه كلّ المتقاطرين الى مقرّ المعرض”، لافتا الى أنه “رأى الكثير من الشخصيات السياسية من وزراء ونواب حاليين وسابقين، وأعلام ثقافية وأكاديمية، ورجال أعمال وإقتصاديين، من كل الطوائف والمناطق اللبنانية، تجول بين أجنحة دور النشر المشاركة في أعمال المعرض، وهذا إن دلّ على شيء، فهو يشير الى نجاح المعرض، ونحن راضون عن مشاركتنا، وسنعيدها في كلّ مرة يتمّ معها إنعقاد تنظيم معرض الكتاب في بيروت”..
مدير “دائرة المخطوطات” في غزة/ فلسطين”
توقيت المعرض ممتاز.. الناس بحاجة الى المعرفة
أبو هاشم
من جهته، لفت مدير عام “دائرة المخطوطات والآثار” في رفع/ غزة/ فلسطين، د. عبد اللطيف أبو هاشم، القادم من فلسطين المحتلة الى بيروت، عبر مصر، الى أنه “يزور المعرض لأول مرّة، وأنه قام بجولة على غالبية دور النشر المشاركة في المعرض، واطلع على الكثير من إصداراتها ومنشوراتها الجديدة”، مضيفا “أهتم بقراءة كتب التاريخ والمذكرات والآثار، وقد جلت في المعرض ولم أجد كلّ ما أبحث عنه من عناوين”.
وأشاد أبو هاشم، بـ”تنظيم معرض الكتاب في هذه الظروف”، مشيرًا الى أن “توقيته ممتاز”، موضحا أن “الناس بحاجة الى المعرفة، والمعرض يجمع أكبر نسبة من الزوار المتنوعين، من حيث الطوائف والمذاهب، ما يجعله مقرّا لتفاعل الطوائف والأديان”.
وقال: “حضرت الى لبنان لمناقشة رسالة دكتوراه تحت عنوان: “دور العلم والعلماء والمؤسسات العلمية في استنهاض المجتمع الإسلامي في العصر الحديث”، والتي أعددتها في “جامعة الإمام الأوزاعي”، ونلت درجة إمتياز”، مضيفا “إذا حصل وتمّ تنظيم معرض للكتاب في بيروت، وإن شاء الله، سيحصل، سأزور بيروت مجدّدًا، ولن أتردد في ذلك، إن بيروت هي من أبرز عواصم الثقافة العربية”.
وختم: “لقد زرت المعرض، من أجل رؤية مدى تأثير الإنترنت والثقافة الرقمية على الكتاب، ورأيت تراجعًا ملحوظًا في طباعة الكتاب، أقدّرها بنسبة تقارب الـ20%، إضافة الى عمليات قرصنة الكتاب التي تتمّ عبر الانترنت، حيث باتت معظم الإصدارات المطبوعة ورقيًا متوفرة على صفحات الانترنت، وهذا سبب رئيسي لتراجع طباعة الكتاب، على الرغم من أهميتها”.
الشاعرة مرتضى: المعرض أكد هوية بيروت كعاصمة للثقافة العربية
مرتضى
بدورها، اشارت الشاعرة سوسن مرتضى، الى انها “تجوّلت في أرجاء المعرض، واطلعت على العديد من المعروضات من الكتب، والإبداعات الشعرية في أكثر من دار نشر”، مشيرة الى أنها “لاحظت غياب الكثير من دور النشر، ربما بسبب تضرر المبنى بإنفجار المرفأ القريب من المكان الذي يستضيف معرض الكتاب، ورغم ذلك، قمت بشراء بعض الإصدارات الجديدة، والأسعار منخفضة نسبيًا، إذا قمنا بمقارنتها بسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية”.
وذكرت أن “هناك نواحي إيجابية عديدة لتنظيم المعرض، فهو يؤكد على حضور بيروت الثقافي في المنطقة العربية، وهوية بيروت، كعاصمة للثقافة العربية، وطالما هناك ناس، سيبقى المعرض، وسيستمر، والناس تشتري الكتاب، ولن تتردد في ذلك، وهذا يعني أننا ما زلنا بألف خير”.
الشاعرة شحادة: بيروت لديها الأمل والإرادة
ولا شيء يعوّق مسيرتها الثقافية والإبداعية
شحادة
من جهتها، أشادت رئيسة “منتدى شاعر الكورة الخضراء” الشاعرة ميراي شحادة، بـ”تنظيم معرض الكتاب في بيروت مجدّدًا”، مؤكدة أن “تنظيم المعرض والمشاركة في أعماله، تؤكد أن باستطاعة اللبنانيين الإستمرار، ولديهم القدرة على المقاومة الثقافية المتواصلة منذ زمن بعيد، على الرغم من كلّ الظروف القاسية التي نعيشها، وأنه لدينا إيمان مطلق بإمكانية النهوض ومتابعة المسيرة الثقافية، رغم الكبوات، وأن بيروت، لديها الامل والإرادة، وأن لا شيء يعوّق مسيرتها الثقافية والإبداعية، متجاهلة الأسعار المرتفعة، وعدم قدرة الناس على تحقيق كل مطالبها وحاجاتها الضرورية”.
وأشارت شحادة الى أن “بعض دور النشر، راعت ظروف الناس، وأخذت نسبة التضخم بعين الإعتبار، وطرحت منشوراتها من الكتب بأسعار معقولة، تتناسب من الاوضاع الإقتصادية للناس، علما أن بعض دور النشر التي تحمل أسماءً طنانة ورنانة في الفضاء الثقافي، رفعت الاسعار، ووصل سعر بعض الكتب الى 500 الف ليرة، أو أكثر، من دون ايّ مبرر”.
واشادت بـ”تنظيم المعرض بشكل عام، وانه حقق نسبة إيجابية نجاح مرتفعة، تعادل 80% من المرّات السابقة، وهذا بحدّ ذاته إنجاز جيّد”، مضيفة “في جناحنا، قدّمنا ونقدّم الكثير من الإصدارات مجانًا، ومن دون أيّ مقابل، ((قَدّمت الشاعرة لنا مجموعة من الإصدارات من دون مقابل/ مشكورة)) فقط لنشجع الناس على مواصلة متعة القراءة، ولدينا بعض الكتب بسعر لا يتجاوز الـ100 ألف ليرة، وبعض دواوين الشعر بـ20 ألف ليرة، أيّ أنها تباع بأقل من سعر الكلفة بنسبة كبيرة، وهناك جمعيات، منها “جمعية تكريم العطاء المميّز”، و”مجلس بعلبك الثقافي”، طلبوا منّا توزيع إصداراتهما على زوّرا الجناح، مجانًا”.
خليل زهر الدين: تنظيم المعرض في هذه الظروف مهمّ جدّاً
زهر الدين
من جهته، قال الأستاذ خليل زهر الدين، من رأس بيروت: “إن تنظيم المعرض في هذه الظروف الصعبة التي يمرّ فيها لبنان، مهم جدًا”، لافتا الى “كثرة التنوّع في المعروضات من الكتب، وأنه يهتمّ بالكتب السياسية والروايات والأدب العربي”، مشيرا الى انه يزور المعرض للمرة الثانية، وأنه يواكب دور النشر والكتاب والإصدارات الجديدة بشكل عام، من أجل الحصول على كلّ جديد إذا استطاع ذلك”.
كلود جبر: سعيد بعودة معرض الكتاب الى سابق عهده
جبر
بدوره، أوضح الأستاذ كلود جبر، من حمانا، أنه “يزور معرض الكتاب في بيروت لأول مرة هذا العام، وأن أكثر قراءاته محصورة الى حدّ ما في اللغتين الفرنسية والإنكليزية، وأنه يقوم في جولة استطلاع على دور النشر، علّه يجد أيّ كتاب جديد يتعلّق ببرمجة “الكومبيوتر” الحاسوب، ويفيده في تخصّصه”، مؤكدًا “سعادته بعودة معرض الكتاب الى الانعقاد مجددًا في بيروت، وهو ما كنّا نفتقده في السنوات السابقة، بسبب جائحة كورونا، وبعدها إنفجار المرفأ الذي طال المكان الذي ينظم فيه المعرض”.
ريلدا سلمون”: أسعار بعض الكتب مرتفعة جدّاً ومرهقة للمواطن
ريلدا سلمون
أما الآنسة ريلدا سلمون، من عاليه، فقد أكدت أن “المعرض جيّد جدّاً”، موضحة أن “قراءاتها باللغة العربية قليلة، وهذه مشكلة بالنسبة لي، وأنها تقرأ الإصدرات باللغتين الغرنسية والإنكليزية، وأنها كانت تزور المعارض الفرنسية”، لافتة الى انها “سعيدة بتنظيم المعرض هذا العام، بعد طول إنقطاع، لأسباب عديدة”.
وتابعت سلمون: “الآن أبحث عن بعض عناوين الكتب المتعلقة بعلوم الآثار والتاريخ، ولكن كما ترى، الأسعار مرتفعة جدًا، بسبب الأوضاع السيئة في البلد، وأصبحت القراءة في هذه الحالة صعبة جدًا، وليست متوفرة أو ممكنة لكل من يرغب في القراءة والمطالعة، فالكتاب الذي يُباع بـ650 ألف ليرة، يعني سعره يعادل الحدّ الأدنى للأجور، إنها اسعار مرهقة للمواطن، وليس باستطاعة أيّ زائر للمعرض أن يحصل على الكتب التي يحب شراءها وقراءتها وإقتنائها، وفي كلّ الاحوال سنحاول الحصول على بعض الكتب التي نهتم في قراءتها”.
حسين جابر: الأسعار عادية وبعض الترجمات ليست جيّدة
جابر
من جهته، أشار حسين جابر، من ميس الجبل، الى أنه “قام بشراء بعض الكتب المتعلقة باختصاصه في برمجة الحاسوب (الكومبيوتر)، وبعض كتب الفلسفة وعلم النفس، وبعض الكتب الدينية”، لافتا الى أنه “يقوم ببحث عن الأديان، وقد وجد عدة عناوين يبحث عنها، ولم يوفق في الحصول على بعض الكتب المطلوبة باللغة الإنكليزية”، موضحًا أنه “وجد بعض العناوين مترجمة”، معتبرا أن “بعض الترجمات ليست جيدة، وتُضيّع جوهر الأفكار الواردة في النصّ الأصلي بالإنكليزية”، معتبرًا أن “أسعار الكتب في المعرض عادية، بخاصة تلك المطبوعة في دور النشر المحلية”.
خريبة: توقعنا أن تكون حركة المعرض والزوار أقلّ ممّا هي عليه
خربية
بدوزره، أكد أحد موظفي “دار سائر المشرق” ميشال خريبة، أنه “كان يتوقع أن تكون حركة المعرض والزوار، أقل ممّا هي عليه، بسبب الأوضاع العامة في لبنان، وبسبب الغلاء وحالة التضخم المتفاقمة، والظروف الإقتصادية الصعبة التي تعاني منها غالبية اللبنانيين، ولكن تبيّن لنا أن الحركة جيّدة جدّاً، والإقبال على شراء الكتاب واقتنائه أكثر ممّا هو متوقع”.
وأشار الى أن “غالبية الزوار تسأل عن سعر هذا الكتاب أو ذاك، قبل أن تقرّر الشراء، وهذا أمر طبيعي في ظل الضائقة المالية التي يعيشها اللبنانيون”، لافتا الى أننا “نعرض الكتب بأسعار متدنية جدّاً، وأن أعلى سعر للكتب المعروضة في جناحنا، لا يتجاوز الـ300 أو 400 ألف ليرة لبنانية، أيّ ما يعادل 10 دولار أميركي، وعلى الرغم من ذلك، فقد زادت نسبة البيع نحو 60% عن المعارض السابقة، وهذا أمر جيد ويبشر بالخير”.
محمد الصغير: حاجة الناس للكتاب مثل الحاجة الى الأكل
محمد الصغير
أما محمد الصغير، من بنت جبيل، فقد أوضح أنه “قام بزيارة المعرض أكثر من مرّة، وأنه اعتاد على زيارة المعارض برفقة أهله منذ كان عمره 11 سنة”، لافتا الى أن “غالبية اهتماماته تتجه الى الكتب الأدبية والروايات والقصص القصيرة، إضافة الى الكتب التاريخية والسياسية”، مشيرا الى أن “لديه عدة إصدارات قصص الاطفال، وأنه أسهم وشارك في إعداد وإنتاج عدة إصدارات، منها: “أنا أسكن ضاحية بيروت الجنوبية”، “9 أمنيات لم تتحقق”.
وذكر أن “أسعار الكتب في غالبية دور النشر معقولة، على الرغم من إنعدام القدرة الشرائية عند غالبية الناس، بسبب الأوضاع العامة في البلد، ولكن حاجة الناس الى الكتاب مثل الحاجة الى الأكل، وبتنا نحصل على القليل من الكتب، ليس كما في مراحل سابقة”.
وفي ختام التحقيق الميداني عن “معرض بيروت للكتاب”، التقينا الشاعر علي أبي رعد، في جناح “منتدى شاعر الكورة الخضراء”، وتسلّمنا منه ديوانه الشعري تحت عنوان: “وطني.. هبّةُ ريحٍ ونَطِير”.. بعد توقيعه.. للشاعر أبي رعد كل الشكر.