الاحتلال يواصل عدوانه على غزة ويحاصر 400 ألف شخص في جباليا ومحيطها.. شهيد في طوباس/ الضفة وإعتقال 25 فلسطينيًا!
“المدارنت”..
يواصل جيش الاحتلال الإرهابي الصهيوني، تكثيف استهدافه لمنطقة جباليا ومخيم اللاجئين فيها ومحيطها شمالي قطاع غزة، وتشديد الحصار على المدنيين واستمرار القصف، وأعلنت طواقم الدفاع المدني صباح اليوم، الأربعاء، الواقع فيه 9 تشرين الأول/ “أكتوبر” الجاري، انتشال جثمان شهيدين إثر استهداف “إسرائيلي” قرب مدرسة الفاخورة في جباليا، فيما واصل ارتكاب المجازر، طالت إحداها عائلة كاملة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
واستهدفت مدفعية الاحتلال المناطق السكنية في شمال قطاع غزة، بما في ذلك بلدات جباليا البلد وبيت لاهيا وبيت حانون، وأفادت مصادر صحفية بأن جيش الاحتلال أقام سواتر ترابية في محيط مخيم جباليا لمنع الحركة نحو الغرب، مما أدى إلى تشديد الحصار على نحو 400 ألف فلسطيني في هذه المناطق.
كما أن استهداف الاحتلال للمناطق السكنية لم يتوقف عند القصف المدفعي، فقد شنّ الطيران الحربي غارات جوية استهدفت محيط مستشفى كمال عدوان، بعد حصاره وتهديد الكوادر الطبية وإطلاق النار على مكتب إدارة المستشفى.
ونقلت مصادر طبية وصحافية، ان الفرق العاملة في المستشفى بدأت بمغادرته اليوم، بسبب استهداف الاحتلال المكثف، وإصداره أوامر عسكرية، طالب فيها مستشفى كمال عدوان والإندونيسي والعودة شمالي قطاع غزة بإخلائها من المرضى والكوادر الصحية وإلا فإنها “ستواجه نفس مصير مستشفى الشفاء بالتدمير والقتل والاعتقال” حسبما أكدت وزارة الصحة في غزة.
كما دمر الاحتلال المخبز الوحيد الذي كان يعمل لتأمين الخبز لأهالي مخيم جباليا، مما زاد معاناة السكان الذين يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية.
وفي تصريحات صحافية، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إن ما لا يقل عن 400 ألف شخص محاصرين في شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الأوضاع الإنسانية تتدهور بسرعة في ظل استمرار القصف والحصار.
وأكد لازاريني أن أوامر الإخلاء “الإسرائيلية” المتكررة تدفع السكان إلى الفرار مراراً وتكراراً، خاصة من مخيم جباليا، وأضاف أن العملية العسكرية تهدد بإفشال حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع.
من جهته، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بالضغط الذي يمارسه الاحتلال على المدنيين في شمال غزة لتهجيرهم نحو مناطق جنوبية تعاني من اكتظاظ سكاني ونقص في أساسيات الحياة.
وقال غوتيريس عبر منصة “إكس”: “نحو 400 ألف شخص يتعرضون للضغط للانتقال إلى منطقة مكتظة بالسكان وملوثة، وتفتقر إلى الماء والطعام والمأوى.” وأضاف أن إصدار أوامر الإخلاء للمدنيين لا يضمن سلامتهم إذا لم يكن هناك مكان آمن يلجؤون إليه.
وفي سياق استمرار العدوان على كافة مناطق القطاع، استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال لخيمة تأوي نازحين من عائلة أبو عبيد في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفادت المصادر الطبية بأن الهجوم أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
كما ارتكب جيش الاحتلال مجزرة في حي الشجاعية بمدينة غزّة، حيث ارتقى 9 شهداء من عائلة فرحات، في قصف طال منزلهم بالقرب من سوق البسطات في الحي الواقع شرق المدينة.
استشهاد فلسطيني في طوباس
واعتقال 25 فلسطينيًا في الضفة الغربية
استشهد فجر اليوم، الشاب الفلسطيني عبد الرؤوف راجح حامد المصري (37 عاماً)، خلال عدوان الاحتلال على مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، حيث جرى استهداف الشهيد داخل منزله.
ونقلت مصادر محليّة، أنّ قوات الاحتلال، حاصرت منزل الشهيد داخل منزله في بلدة عقابا شمال طوباس، فيما تسللت قوة خاصة إلى المنزل، فضلا عن الدفع بتعزيزات عسكرية، لتعزيز الحصار.
وأفادت طواقم الهلال الأحمر بأنها تلقت بلاغاً عن إصابة داخل المنزل المحاصر، إلا أن قوات الاحتلال احتجزت الشاب المصاب، واعتقلته قبل أن تنسحب من البلدة.
وفي وقت لاحق، أكدت مصادر أمنية فلسطينية استشهاد عبد الرؤوف المصري نتيجة إصابته برصاص الاحتلال خلال عملية الاقتحام.
وفي سياق متصل، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة منذ مساء أمس، الثلاثاء، إستمنرت لغاية صباح اليوم، واعتقلت 25 فلسطينياً على الأقل من مختلف محافظات الضفة الغربية، بينهم أطفال وامرأة، بالإضافة إلى أسرى سابقين.
وتركزت الاعتقالات في محافظات الخليل، قلقيلية، جنين، رام الله، نابلس، طولكرم، طوباس، وبيت لحم، حسبما بينت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن حملة الاعتقالات رافقتها عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرح على المعتقلين، إضافة إلى تهديدات لعائلاتهم وتخريب وتدمير في المنازل.
من الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بدء حرب الإبادة الشاملة على قطاع غزة أكثر من 11,200 فلسطيني من الضفة الغربية بما فيها القدس.
وتواصل قوات الاحتلال، سياسة الاعتقالات، كأداة مركزية في سياسة الاحتلال لاستهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي تضاف إلى الاعتداءات المستمرة في غزة، وسط صمت دولي وتقاعس عن محاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة.