التحقيقات تتهم نتنياهو بـ 7 “أكتوبر”.. هل يتذكّر ما قاله لأولمرت؟!

“المدارنت”..
كان ترتيباً ممتازاً. تحقيقات الجيش “الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني) تنشر تباعاً، وأمس تحقيق “الشاباك”. للتحقيقات قاسم مشترك واضح: تحمل المسؤولية؛ لا طمس ولا تبرير. نحن مذنبون، يقول ضباط كبار، بمن فيهم رئيس الأركان. بعضهم استقال. ها هو رئيس الأركان هليفي، الذي ستدخل استقالته حيز التنفيذ، يتصرف كمن يتحمل المسؤولية.
كان ترتيباً ممتازاً؛ لأن الإعلام يعنى بالتحقيقات. ماذا حصل في “ناحل عوز” و”كفار عزة” والاستحكام إياه، وماذا كان في تلك الليلة؟ ومن لم يشارك في الاحتفال؟ ومن يراقب من الجانب؟ من الرجل الذي يتحمل المسؤولية العليا؟ من قرر الاستراتيجية؟ من قال اعتبر حماس ذخراً لنا وتجاهل كل أجراس التحذير في الأشهر التي سبقت 7 أكتوبر. هو ليس في اللعبة. فليلعب الفتيان أمامه.
“ثمة تخوف من أن يأخذ رئيس الوزراء (الإرهابي الصهيوني بنيامني نتنياهو) قرارات على أساس المصلحة الشخصية لبقائه السياسي وليس على أساس المصلحة القومية. هذه كلمات واحد، هو نتنياهو. قال ولم يعرف ما قاله.
ليس واضحاً أن كان تخوف كهذا في موضوع إيهود أولمرت، الذي قصده نتنياهو. ولكن الواضح أن معظم الجمهور يتخوف من أن هذا ما يفعله نتنياهو بالضبط. هو يحرص على بقائه السياسي. واصل اتهام أولمرت: “لا تبدي أي مسؤولية لأنك لست مستعداً لدفع ثمن”. كل كلمة… شريطة أن ينظر نتنياهو إلى المرآة.
لم يكتفِ رئيس “الشاباك” أمس بالنمط الاعتيادي للتحقيقات التي سبق أن نشرت، من حيث تحمل المسؤولية. يبدو أنه مل لعبة الرجل الذي يتنكر للمسؤولية؛ فوجه أصبع اتهام إلى المستوى السياسي أيضاً. لا لأننا كنا بحاجة إلى هذا التذكير، ولكن الحديث يدور هذه المرة عن رئيس “الشاباك” الذي فضل أن يكون كيس الضربات. ربما كسر رونين بار قواعد اللعب، ولكن لا مفر.
نتنياهو هو الذي حثه، بسرعة، على عرض التحقيقات. وهذا لا يعني أن التحقيقات كانت تهمه. التنكر للمسؤولية هو ما كان يهمه. تحمل المسؤولين الآخرين المسؤولية هو ما حفزه. إذن تفضل، إذا كان لا بد من إجراء التحقيق، ينبغي قول الحقيقة، كل الحقيقة. نتنياهو بلور سياسة، وتجاهل التحذيرات، وأصر على تمويل حماس وتطويرها، لذا يتحمل المسؤولية. هذا ليس رأياً، بل حقيقة.
وفي الوقت نفسه الذي يحث فيه كل الآخرين على عرض التحقيقات، يعفي نفسه من التحقيق الأساس. فهو الذي طالب بلجنة تحقيق رسمية على خلفية قضية برامج التجسس. حكيم على الآخرين، هو أبو المفهوم الذي فشل. إذن هناك شيء آخر: حكم واحد للجميع، حكم معاكس لنفسه.
من صلاحيات الحكومة في الأيام العادية إقالة رئيس “الشاباك”، لكنها الآن ليست أياماً عادية. فالتحريض ضد بار يتعزز، بسبب “قطر غيت”. لم تكن هناك خيانة. لكن مما يعرف حتى الآن أنه إفلاس. كيف كنا سنعقب لو اكتشفنا بأن محافل ترتبط بقطر هم مستشارون كبار في مكتب رئيس الحكومة البريطانية. وهذه قطر التي هي معقل الإخوان المسلمين وتمول الحملات ضد إسرائيل، والتي تمقتها الدول العربية، لكنها بعثت بالأذرع إلى مكتب نتنياهو.
لا توجد حدود، ببساطة لا توجد، لتنكر نتنياهو لكل مسؤولية. ينبغي وضع حدود؛ لا لأن رونين بار أراد هذه المواجهة، لكن نتنياهو هو الذي يحرض مؤيديه على كل رؤساء أجهزة الأمن. هو المسؤول عنها. هو القائد الأعلى. هو الذي يفترض أن يحمي الجيش و“الشاباك” والموساد.
لكن كيف قال، وعن حق حين قال: “هناك تخوف من اتخاذ رئيس الوزراء قرارات على أساس المصلحة السياسية لبقائه السياسي وليس على أساس المصلحة القومية”. ليت هذا كان مجرد تخوف.