الحلّ يبدأ بوقف الحرب
“المدارنت”.. مع قرب دخول الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزّة عامها الثاني، وتوسيعها دائرة الصراع إلى لبنان والضفة الغربية، وفشل المجتمع الدولي في وضع حدّ للتوحّش في القصف الذي يفوق الوصف، ما يعطي حكومة (الإرهابي الصهيوني) بنيامين نتنياهو، الفرصة كي تستكمل مخططها في تغيير خريطة الشرق الأوسط -حسب قول نتنياهو نفسه- فيما تتناقض المواقف الأمريكية بشأن وقف إطلاق النار واستعادة الرهائن، تؤيد «الوسطاء» من جهة، ولا تمارس الضغط المطلوب على إسرائيل من جهة أخرى.
ولأن التصعيد بلغ درجة خطرة باتت تهدد المنطقة والعالم، فإن الوضع يحتاج إلى موقف واضح وصريح بضرورة العمل بكل جهد لوقف هذه الحرب المدمّرة، وهذا ما تعمل عليه دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ترى أن الحل «يبدأ بوقف الحرب في غزة ولبنان، وخفض التصعيد، والحوار البعيد عن الخطاب المتطرف»، وفقاً لكلام د. أنور قرقاش المستشار الديبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة (محمد بن زايد)، الذي جدد تأكيد أن «حلّ الدولتين يبقى حجر الزاوية لوقف مسلسل الأزمات المتكررة وبناء مستقبل أفضل».
الإمارات، تدعو أيضاً إلى استعادة مفهوم الدولة الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها، في ظل الحروب والأزمات التي تهدد الأمن العربي والإقليمي، وفي هذا الشأن يقول قرقاش «إن زمن المليشيات بأبعاده الطائفية والإقليمية كلف العرب كثيراً وأثقل كاهل المنطقة»، داعياً إلى مشروع عربي مستقل ومتصالح مع محيطه، لتحقيق الأمن والازدهار والسلام.
وفي خضمّ ما يستجد على الأرض، وعلى الصعيد الإنساني الذي تضعه الإمارات على رأس سلم الأولويات، لتقود تحركاً عربياً في مواجهة تداعيات التصعيد في لبنان من خلال تكثيف الجهود مع مختلف المنظمات الأممية والدولية استباقاً لتداعيات التصعيد واحتمالات خروجه عن السيطرة، وتأكيد ضرورة التفعيل العاجل لخطط الاستجابة الإنسانية.
ولأن الفعل الإماراتي يواكب لا بل يسبق الكلام، فها هي أولى شحنات المساعدات الطبّية المدعومة من دولة الإمارات تصل إلى بيروت، لمساعدة الشعب اللبناني الشقيق في محنته.
المنطقة عموماً، في مواجهة حالة خطرة تستدعي المزيد من الضغط السياسي الدولي لحمل إسرائيل على وقف الحرب والتصعيد، فيما بات من الواضح أن نتنياهو طوى صفحة الرهائن لينتقل الآن إلى مرحلة جديدة من الحرب بدأ يلبسها لباس العقائد على أمل أن تجعل منه بطلاً، لا متهماً مطلوباً أمام المحاكم الإسرائيلية.
نتنياهو لا يخفي أهدافه، ينكر وجود فلسطين والدولة الفلسطينية، ومستعد لعمل أي شيء لتثبيت رؤيته ل«الشرق الأوسط الجديد»، من منطق القوّة المطلقة فقط، ولتكون إسرائيل القوة الوحيدة في المنطقة.
وإذا كان العالم لم يستطع حتى الآن وضع حد لجنون القوّة المفرطة لدى نتنياهو، ويطلق النار على الشرعية الدولية، وعلى كل القوانين الإنسانية بكل ما تملكه ترسانته من الأسلحة والدعم المفتوح.. فمن يلجمه؟
على دول العالم الكبرى أن تتحمّل مسؤولياتها قبل فوات الأوان، وانفجار قنبلة الشرق الأوسط في وجه العالم.