محليات سياسية

الرئيس اللبناني في السعودية في أول زيارة الى الخارج يؤكد الحرص على أفضل العلاقات مع السعودية والدول العربية

“المدارنت”.. وصل الرئيس اللبناني جوزف عون اليوم، الاثنين إلى الرياض، تلبيةً لدعوة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه في 9 يناير/كانون الثاني الماضي، يرافقه فيها وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي.

وقال عون إن “تلبيته دعوة ولي العهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية السعودية، ومناسبة أيضاً للإعراب عن تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته، وانتظام عمل المؤسّسات الدستورية، إضافة إلى المساعدات التي تقدّمها المملكةُ للبنان في مجالات عدّة”.

وأشار إلى أنه “يتطلّع بكثير من الأمل إلى المحادثات التي سيجريها مع ولي العهد محمد بن سلمان مساء اليوم، والتي ستمهّد لزيارة لاحقة توقَّعُ خلالها اتفاقيات تعزّز التعاون بين البلدين الشقيقين، كما ستكون مناسبةً لشكر المملكة على احتضانها اللبنانيين الذين وفدوا إليها منذ سنوات بعيدة ولا يزالون، وأسهموا في نهضتها العمرانية والاقتصادية”، وأشارت الرئاسة اللبنانية في بيان، الى أنه “من المقرر أن يجري رئيس الجمهورية المحادثات الرسمية مع بن سلمان في قصر اليمامة، قرابة العاشرة من مساء اليوم”.

وعادت السعودية إلى المشهد اللبناني بعد فتور طويل في العلاقات بين البلدين، وذلك على وقع تبدّل موازين القوى محلياً وإقليمياً، وتراجع نفوذ “حزب الله”، بحيث لعبت دوراً في إطار اللجنة الخماسية التي تضم إلى جانبها قطر، ومصر، والولايات المتحدة، وفرنسا، لإنهاء الشغور الرئاسي بعد تجاوزه عتبة السنتين. وأكد عون مع توليه الرئاسة أنّ “السعودية ستكون أول مقصد له في زيارته الخارجية إيماناً بدور المملكة التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه، وتأكيداً لعمق لبنان العربي أساساً لعلاقات لبنان مع محيطه الإقليمي”، مع الإشارة إلى أنه سينتقل بعدها إلى مصر للمشاركة في القمة العربية.

وأكد الرئيس اللبناني لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، “الرغبة في أن يكون لبنان ضمن رؤية السعودية 2030، ومشيداً بالتحرّك السعودي الذي قاده ولي العهد بإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان. وأشار عون إلى أسباب اختيار المملكة وجهة خارجية أولى له، متحدثاً عن أن “العلاقة قديمة بين السعودية ولبنان من أيام الملك المؤسس (عبد العزيز آل سعود). وكذلك علاقته الأدبية مع الأديب الكبير أمين الريحاني. ومنذ فترة صار الاحتفال بالذكرى المئوية للريحاني (في الرياض). وثانياً: علاقة المؤسس مع البطريركية المارونية. فالعلاقة التاريخية هي الأساس”.

أضاف “السعودية صارت إطلالة للمنطقة وللعالم كله. صارت منصة للسلام العالمي، لذلك أنا اخترت السعودية لعلاقتها التاريخية. وآمل وأنتظر من السعودية، وخصوصاً ولي العهد، أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين، ونزيل كل العوائق التي كانت في الماضي القريب، حتى نبني العلاقات الاقتصادية والطبيعية بيننا، ويعود السعوديون إلى بلدهم الثاني لبنان، واللبنانيون اشتاقوا للسعودية”. ولفت الرئيس عون إلى أنه “خلال الزيارة سأطلب إذا كان ممكناً إعادة تفعيل الهبة (المساعدات العسكرية التي كانت تقدمها السعودية إلى الجيش اللبناني)”.

وقالت مصادر في قصر بعبدا، لـ”العربي الجديد”، إنّ “الرئيس عون سيؤكد خلال اللقاء المرتقب مع ولي العهد السعودي حرص لبنان على إعادة إحياء العلاقات مع المملكة، وتأكيد عزم بلاده على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية والخليجية، ووضع أسس جديدة للتعاون، والعمل على ألا يكون لبنان منصّة للهجوم على الخارج، خصوصاً الدول العربية، أو تصدير أي ممنوعات إليها”. ولفتت إلى أنّ “رئيس الجمهورية سيؤكد أيضاً عزم العهد الجديد، خصوصاً بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام، على بدء عملية الإصلاح، وهو مسار أساسي لإنقاذ لبنان، ومؤسساته، والحصول على دعم خارجي من أجل إعادة الإعمار والنهوض اقتصادياً بالبلاد، وسيطلب في هذا السياق أيضاً من المملكة رفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان، واستئناف العلاقات التجارية”.

وأشارت المصادر إلى أنّ “الاتفاقيات بين البلدين سيجرى التطرق إليها، لكن نستبعد التوقيع عليها باعتبار أنها لم تنجز بعد بالكامل والعمل يجري على إكمال الأمور اللوجستية والقانونية المرتبطة بها”. وكان مدير عام وزارة الاقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر، قال لـ”العربي الجديد”، إن هناك 22 اتفاقية لبنانية سعودية يجري تجهيزها، لافتاً إلى أن “تفعيل العلاقات التجارية والاقتصادية مع المملكة سيكون له مردود إيجابي جداً على المستويات كلها بموجب الاتفاقيات”.

 

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى