مقالات
الساميّة.. عِرق وليست ديانة!
“المدارنت”..
لا تجد الدولة “الإسرائيلية” (كيان الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة) في كل منعطف تاريخي سوى العودة الى تحريك الرأي العام العالمي بإعادة تلك الأسطوانة المُكررة، “معاداة السامية”، وتتعالى معها موسيقى حزينة تذكّر بمعاناة اليهود، والمحرقة النازية. وتثير التعاطف والمشاعر الإنسانية، وتجتهد معها آلة الإعلام لتُنتج أفلاماً، وتكتب روايات تشغل الناس كي ينسى العالم ما ذكر في كتب التاريخ، ووُثّق في كل الأبحاث.. كي ينسي العالم أن السامية عرق، وليست ديانة.
تقول كتب التاريخ إن السامية هي نسب يعود إلى “سام بن نوح”، ويرى بعض المؤرخين والباحثين أن الحضارة السومرية شملت كل الساميين الذين يُشكل العرب أغلبيتهم، وأن أجداد العرب هم الساميون. وقد كانت عاد وثمود من أول هؤلاء، كما أشار القرآن الكريم في سورة “هود”، وسورة “الأحقاف”.
من ناحية ترى الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية، أن الأصل واحد لكل البشر بعد الطوفان، حيث إنهم جميعاً يأتون من نسل سيدنا نوح عليه السلام. كما ذكر القرآن الكريم في قوله تعالى «وجَعَلنا ذْرِيّتهُ هُم البَاقيِين»، فالناس كلهم من ذرية نوح. وأبناء سيدنا نوح هم “سام”، و”حام”، و”يافث”، وتقول الأبحاث التاريخية: إن السامية كلمة تشمل الشعوب الأساسية التي هاجرت سنة 3500 قبل الميلاد من الصحراء العربية إلى ضفاف نهري دجلة والفرات، وبلاد “سوريا ولبنان وفلسطين”، حيث الحضارات المزدهرة.
ويُجمع جميع المؤرخين والباحثين على أن اللغات السامية هي العربية، والعبرية، والآرامية. أما “الحاميون”، فينتسبون إلى “حام”، ابن نوح ويقصد بهم الشعوب التي سكنت القارة الإفريقية. بمن فيهم يهود الحبشة، و”اليافثيون”، وينسبون الى “يافث” ابن نوح وهم أصل الشعوب “الهندو/ أوروبية” الساكنة في منطقتيّ الشرق الأقصى، وأجزاء من الشرق الأدنى القديم “بلاد فارس”، والشعوب الأوروبية.
أما لفظ “معاداة السامية”، فهو اللفظ الذي كرسه الإعلام الغربي المُمول صهيونياً، لجعله الرد على لفظ: “معاداة اليهودية”، وكانت هذه المعاداة منتشرة في أوروبا في القرون الوسطى، ويُذكر أن استعمال تعبير: “معاداة السامية”، ذكر للمرة الأولى عام 1873، حيث ذكره الكاتب الصحافي الألماني (ولهلم مار) وكان متطرف العداء لليهودية.|
لكن هذا المصطلح جاء لمصلحة اليهود، حيث وجدوا فيه بديلاً عن مصطلح: “معاداة اليهود”، المنتشر آنذاك لتحويل المعاداة إلى عنصرية، وهكذا صادف هذا التعبير هوى في أفئدة اليهود، إذ تلقت الجماعات اليهودية هذا المصطلح لاحتكار النسب السامي، وكسب تعاطف العالم معهم، علماً بأن الشعوب اليهودية التي كانت تقطن أوروبا والحبشة، وغيرها، لا تنتمي إلى الأصل السامي. لكن آلة الإعلام الغربي التي كانت تُمَول من الجماعات الصهيونية استطاعت أن تنشر التعبير كأنه حكر على كل من يعتنق الديانة اليهودية، وهذا ما تنفيه كل المراجع التاريخية. وهكذا أصبحت معاداة السامية “تهمة” لكل من يعادي اليهود وتحويل المعاداة التي انتشرت ضد اليهود إلى عنصرية بسبب نسبهم السامي.
وهنا يبرز السؤال، لماذا كان الغرب يعادي اليهود؟ الجواب.. لأنهم كانوا يعيشون في شبه عزلة.. ويمتهنون التجارة، والربا، واستطاعوا تكوين قوة اقتصادية في البلدان التي يعيشون فيها. وكانت تجمعاتهم في أغلبها سرية ويحتفظون بطقوس عبادات سرية ولا يتزوجون إلا من دائرتهم المغلقة.
هذا الغموض وما رافقه من إشاعات مثل “قتل الأطفال المسيحيين”، ومحاولاتهم السيطرة على أهم مرافق الدول التي يعيشون فيها جعلت من “معاداة اليهود”، تعبيراً منتشراً في القرن التاسع عشر، وفي ألمانيا خاصة، حيث أطلق عليهم اسم: “الطابور الخامس” الذي يهدد مصالح ألمانيا. وفي روسيا نُشر الكثير من الكتب من أهمها كتاب: “الخطر اليهودي.. برتوكولات حكماء صهيون”، الذي كتبه الكاتب “ماثيو جولوفينسكي”، عام 1901.
نرى مما سبق، أنه قبل الحرب العالمية الثانية كان العداء لليهود متفشياً بين الشعوب الأوروبية، ومع انتشار أخبار المحرقة والاضطهاد الذي عانى منه اليهود على يد النازيين كان تعبير “معاداة السامية”، مرادفاً لنبذ العنصرية والتعاطف الإنساني، حيث أجادت الحركة الصهيونية استغلاله وتحوّله إلى أكبر تهمة لا يمكن ان يوافق عليها المجتمع المتحضر.
وفي عام 2005 قام المركز الأوروبي لمراقبة العنصرية ورهاب الأجانب بوضع تعريف «مناهضة السامية» جاء كالتالي: «مناهضة السامية هي تصور معين لليهود، يتم التعبير عنه بالكراهية تجاه اليهود». وقامت الخارجية الأمريكية باعتماد التعريف الأوروبي وأضافت إليه «بعض مظاهر مناهضة السامية يمكن أن تستهدف دولة “إسرائيل” باعتبارها كياناً جامعاً لليهود».
رغم أن المركز الأوربي أشار في نهاية الوثيقة إلى التالي «ومع ذلك فإن انتقاد “إسرائيل” بطريقة مشابهة لما يتعرض له أي بلد من انتقادات لا يمكن أن يعتبر مناهضة للسامية». لكن هذه المواقف تتجاهل المراجع التاريخية الموثقة وتكرسها مرادفة لمعاداة اليهود، وهذا ما أعطى مجالاً لـ”إسرائيل”، كدولة، أن تبقى فوق أي انتقاد وتسارع، إلى تشغيل أسطوانة (معاداة السامية)، بكل ما فيها من أنغام حزينة، ومُضللة..
رغم ما نُشر ويُنشر عن أن السامية عرق تجتمع في أصوله الأديان السماوية الثلاث، ورغم الدعوات المتكررة إلى نبذ العنصرية التي تحتكر الأصل السامي والعودة عن التضليل المُتعمد، بقي التجاهل الغربي يردّد: “لا لمعاداة السامية”.. ونردد معه: “لا لمعاداة السامية”، و”لا لاحتكارها”.. ولا “لتشويه الحقائق التاريخية”.
لا تجد الدولة “الإسرائيلية” (كيان الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة) في كل منعطف تاريخي سوى العودة الى تحريك الرأي العام العالمي بإعادة تلك الأسطوانة المُكررة، “معاداة السامية”، وتتعالى معها موسيقى حزينة تذكّر بمعاناة اليهود، والمحرقة النازية. وتثير التعاطف والمشاعر الإنسانية، وتجتهد معها آلة الإعلام لتُنتج أفلاماً، وتكتب روايات تشغل الناس كي ينسى العالم ما ذكر في كتب التاريخ، ووُثّق في كل الأبحاث.. كي ينسي العالم أن السامية عرق، وليست ديانة.
تقول كتب التاريخ إن السامية هي نسب يعود إلى “سام بن نوح”، ويرى بعض المؤرخين والباحثين أن الحضارة السومرية شملت كل الساميين الذين يُشكل العرب أغلبيتهم، وأن أجداد العرب هم الساميون. وقد كانت عاد وثمود من أول هؤلاء، كما أشار القرآن الكريم في سورة “هود”، وسورة “الأحقاف”.
من ناحية ترى الديانات الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية، أن الأصل واحد لكل البشر بعد الطوفان، حيث إنهم جميعاً يأتون من نسل سيدنا نوح عليه السلام. كما ذكر القرآن الكريم في قوله تعالى «وجَعَلنا ذْرِيّتهُ هُم البَاقيِين»، فالناس كلهم من ذرية نوح. وأبناء سيدنا نوح هم “سام”، و”حام”، و”يافث”، وتقول الأبحاث التاريخية: إن السامية كلمة تشمل الشعوب الأساسية التي هاجرت سنة 3500 قبل الميلاد من الصحراء العربية إلى ضفاف نهري دجلة والفرات، وبلاد “سوريا ولبنان وفلسطين”، حيث الحضارات المزدهرة.
ويُجمع جميع المؤرخين والباحثين على أن اللغات السامية هي العربية، والعبرية، والآرامية. أما “الحاميون”، فينتسبون إلى “حام”، ابن نوح ويقصد بهم الشعوب التي سكنت القارة الإفريقية. بمن فيهم يهود الحبشة، و”اليافثيون”، وينسبون الى “يافث” ابن نوح وهم أصل الشعوب “الهندو/ أوروبية” الساكنة في منطقتيّ الشرق الأقصى، وأجزاء من الشرق الأدنى القديم “بلاد فارس”، والشعوب الأوروبية.
أما لفظ “معاداة السامية”، فهو اللفظ الذي كرسه الإعلام الغربي المُمول صهيونياً، لجعله الرد على لفظ: “معاداة اليهودية”، وكانت هذه المعاداة منتشرة في أوروبا في القرون الوسطى، ويُذكر أن استعمال تعبير: “معاداة السامية”، ذكر للمرة الأولى عام 1873، حيث ذكره الكاتب الصحافي الألماني (ولهلم مار) وكان متطرف العداء لليهودية.|
لكن هذا المصطلح جاء لمصلحة اليهود، حيث وجدوا فيه بديلاً عن مصطلح: “معاداة اليهود”، المنتشر آنذاك لتحويل المعاداة إلى عنصرية، وهكذا صادف هذا التعبير هوى في أفئدة اليهود، إذ تلقت الجماعات اليهودية هذا المصطلح لاحتكار النسب السامي، وكسب تعاطف العالم معهم، علماً بأن الشعوب اليهودية التي كانت تقطن أوروبا والحبشة، وغيرها، لا تنتمي إلى الأصل السامي. لكن آلة الإعلام الغربي التي كانت تُمَول من الجماعات الصهيونية استطاعت أن تنشر التعبير كأنه حكر على كل من يعتنق الديانة اليهودية، وهذا ما تنفيه كل المراجع التاريخية. وهكذا أصبحت معاداة السامية “تهمة” لكل من يعادي اليهود وتحويل المعاداة التي انتشرت ضد اليهود إلى عنصرية بسبب نسبهم السامي.
وهنا يبرز السؤال، لماذا كان الغرب يعادي اليهود؟ الجواب.. لأنهم كانوا يعيشون في شبه عزلة.. ويمتهنون التجارة، والربا، واستطاعوا تكوين قوة اقتصادية في البلدان التي يعيشون فيها. وكانت تجمعاتهم في أغلبها سرية ويحتفظون بطقوس عبادات سرية ولا يتزوجون إلا من دائرتهم المغلقة.
هذا الغموض وما رافقه من إشاعات مثل “قتل الأطفال المسيحيين”، ومحاولاتهم السيطرة على أهم مرافق الدول التي يعيشون فيها جعلت من “معاداة اليهود”، تعبيراً منتشراً في القرن التاسع عشر، وفي ألمانيا خاصة، حيث أطلق عليهم اسم: “الطابور الخامس” الذي يهدد مصالح ألمانيا. وفي روسيا نُشر الكثير من الكتب من أهمها كتاب: “الخطر اليهودي.. برتوكولات حكماء صهيون”، الذي كتبه الكاتب “ماثيو جولوفينسكي”، عام 1901.
نرى مما سبق، أنه قبل الحرب العالمية الثانية كان العداء لليهود متفشياً بين الشعوب الأوروبية، ومع انتشار أخبار المحرقة والاضطهاد الذي عانى منه اليهود على يد النازيين كان تعبير “معاداة السامية”، مرادفاً لنبذ العنصرية والتعاطف الإنساني، حيث أجادت الحركة الصهيونية استغلاله وتحوّله إلى أكبر تهمة لا يمكن ان يوافق عليها المجتمع المتحضر.
وفي عام 2005 قام المركز الأوروبي لمراقبة العنصرية ورهاب الأجانب بوضع تعريف «مناهضة السامية» جاء كالتالي: «مناهضة السامية هي تصور معين لليهود، يتم التعبير عنه بالكراهية تجاه اليهود». وقامت الخارجية الأمريكية باعتماد التعريف الأوروبي وأضافت إليه «بعض مظاهر مناهضة السامية يمكن أن تستهدف دولة “إسرائيل” باعتبارها كياناً جامعاً لليهود».
رغم أن المركز الأوربي أشار في نهاية الوثيقة إلى التالي «ومع ذلك فإن انتقاد “إسرائيل” بطريقة مشابهة لما يتعرض له أي بلد من انتقادات لا يمكن أن يعتبر مناهضة للسامية». لكن هذه المواقف تتجاهل المراجع التاريخية الموثقة وتكرسها مرادفة لمعاداة اليهود، وهذا ما أعطى مجالاً لـ”إسرائيل”، كدولة، أن تبقى فوق أي انتقاد وتسارع، إلى تشغيل أسطوانة (معاداة السامية)، بكل ما فيها من أنغام حزينة، ومُضللة..
رغم ما نُشر ويُنشر عن أن السامية عرق تجتمع في أصوله الأديان السماوية الثلاث، ورغم الدعوات المتكررة إلى نبذ العنصرية التي تحتكر الأصل السامي والعودة عن التضليل المُتعمد، بقي التجاهل الغربي يردّد: “لا لمعاداة السامية”.. ونردد معه: “لا لمعاداة السامية”، و”لا لاحتكارها”.. ولا “لتشويه الحقائق التاريخية”.