مقالات

العجز الدولي سي~د الموقف بعد عدوان بيروت!

“المدارنت”..
مع تواصل التصعيد “الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني)، وإعلان حكومة الاحتلال مواصلة عدوانها على لبنان، ولا سيما بعد عملية الاغتيال لقيادات في “حزب الله” والأمين العام لحزب الله (السيد) حسن نصر الله بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، تقف الأسرة الدولية عاجزة عن وقف العدوان فيما تغرق المنطقة في حرب لم تنجح مساعيها الديبلوماسية المكثفة في منع وقوعها.
وعكست الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك بمشاركة قادة دول العالم، الهوة العميقة ما بين الدعوات المتزايدة إلى الهدوء وتكثيف الضربات الإسرائيلية على لبنان ومواصلة حرب الإبادة والتجويع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا في شمال قطاع غزة.
حكومة الاحتلال العنصرية القمعية ترفض الإصغاء لصوت العقل، واستغلت ما حدث في يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لشن حرب إبادة جماعية شاملة على قطاع غزة، وارتكبت ولا تزال جرائم حرب من خلال توسيع عدوانها ليشمل بيروت باعتراف المجتمع الدولي.
ومع مواصلة العدوان الإسرائيلي وتصعيد الحرب الشاملة، بات الوضع معقدا أكثر قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر في الولايات المتحدة، الحليف الأول لإسرائيل حيث فشلت كل المحاولات الأمريكية في إقناع حكومة نتنياهو القاتلة المجرمة باتخاذ بعض القرارات التي تخفض حدة التوتر مما يؤجج حالة التوتر ويرفع مستويات الصراع ويدخل المنطقة  في دوامة عنف صعبة لا تنتهي.
ان إدارة الرئيس بايدن لم تتخذ أي تدابير عملية ملموسة منذ اندلاع الحرب في غزة، لإرغام إسرائيل على تبديل سياستها بالرغم من ان بإمكان  الولايات المتحدة ممارسة المزيد من الضغط بالامتناع عن تسليم المزيد من الأسلحة لدولة الاحتلال وبالرغم مما يجري أعلنت إسرائيل أنها حصلت على رزمة جديدة من المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة 8,7 مليارات دولار في إطار الدعم الأمريكي الا محدود لحكومة نتنياهو في حربها ضد الشعب الفلسطيني.
وتشير تصريحات مسؤولو حكومة الاحتلال إلى الميل لاجتياح الجنوب على غرار ما حدث في قطاع غزة، إذ قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف جالانت: «تل أبيب قررت نقل مركز الثقل من الجنوب في قطاع غزة إلى الشمال، منوها بذلك إلى استمرا العدوان الإسرائيلي على الجنوب حتى في أعقاب اغتيال الأمين العام حسن نصرالله».
يأتي ذلك بينما تناولت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي احتمالات توسيع نطاق الحرب، ونقلت عن وزير الطاقة بحكومة الاحتلال إيلي كوهين أن إسرائيل تبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز «الفاضح» مع لبنان، وفق تعبيره وقال «كوهين»، إن توقيع اتفاق الغاز مع لبنان «كان خطأ منذ البداية، وسوف نحرص على تصحيحه».
وبات من الواضح ان جيش الاحتلال يخطط لاجتياح الجنوب اللبناني مع استمرار الحرب في قطاع غزة وذلك وسط استمرار القصف الإسرائيلي على مواقع لبنانية خصوصًا في الضاحية الجنوبية من بيروت ويأتي ذلك بالرغم من ارتفاع حجم الخسائر الفادحة في الأرواح في صفوف المدنيين اللبنانيين، فضلًا عن عمليات النزوح القسري لقرى الضاحية نحو الشمال وأن الحرب الإسرائيلية على الضاحية ستدخل مرحلة اشمل وأوسع.
العالم بأسره يتحمل المسؤولية إزاء ما يجري من عمليات وما تتعرض له القدس من مشاريع تهويد إسرائيلية وما يحصل للشعب الفلسطيني في غزة وكذلك في الضفة الغربية التي تتعرض لعدوان إسرائيلي يومي متواصل، وحملة استيطان شرسة وهمجية، وإرهاب من عصابات المستوطنين ترعاه وتدعمه الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال.

المصدر: سري القدوة/ “إيلاف”
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى