مقالات

القيادة التربوية.. فن.. إبداع.. عطاء الجزء (1)

أديب الحاج عمر/ لبنان

خاص “المدارنت”..
المعلم وعيده.. أثني على جهودكم التي قدمتموها، وما زلتم، أتقدم اليكم.. وإلى كلّ مُربّي.. كلّ عام وعطاؤكم في نماء وإلى مستقبل زاهر..
انتصارًا للعمل التعاوني المشترك، وتحقيقا لروح الزمالة الفعالة وتحسين الكفاءة ورفع مستوى الإنتاجية..

القيادة ضرورة تربوية
انطلاقا من قوله تعالى: “﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ…﴾ [المائدة: 2]”. فالتعاون الاجتماعي سنة الهية وقاعدة شرعية تقود إلى وجوب تحقيق العمل الفريقي في المؤسسات الاجتماعية، عموما، وداخل المؤسسات التربوية التعليمية، خصوصا. فلا شيء يثير الاهتمام من دون تعاون.
لذلك أصبح من الضروري، التوجه الى إقامة مدرسة فريق تعاوني، والتي تتطلب قيادة مدركة، واعية منفتحة، تعمل وباستمرار على بناء هيكل تنظيمي سليم، ركيزته عمل الفريق بأداء عالي الجودة، بحيث يمثل أساسا لمعظم الابتكارات التدريسية التعليمية، وانعكاسها التربوي السليم في نفوس النشء.

الإدارة التربوية في جوهرها عملية قيادية، إلى جانب كونها قدرة على التأثير في نفوس أعضاء المؤسسة، من تحفيز وتوفير بيئة تسودها الثقة والتقدير والتعاون والمشاركة والرغبة. فالقيادة أولى مهام مدير المؤسسة التربوية. واهم خصائص مهامه العملية التنفيذية هي:
1/ كونها قيادة تحويلية، تُعنى بحل المشكلات، وانطلاقها جماعية ذات مسؤولية مشتركة، وكونها قادرة على المبادرة والابتكار والتواصل وتمييز الأمور ثم تسديدها وتصحيحها.
كما ومن واجبها اعتبار أعضاء المجتمع المدرسي أهم من العمليات التربوية، لأنهم هم الذين يفكرون ويخططون ويتعلمون ويعلمون وينفذون ويغيرون ويطورون ويصلحون.
2/ وضع الخطة الاساسية الشاملة، حيث تحدد الاغراض والأهداف. وهذا التخطيط الاستراتيجي يعتمد ما يلي:
أ – محور البيئة الداخلية.
ب – محور البيئة الخارجية.
ج – محور التقويم.
التخطيط الاستراتيجي هو جملة من الخطط والبرامج ، طويلة أو قصيرة، الأمد، وكلها تترجم إلى برامج عمل تنفذ بالتتالي، لتحسين مستويات العملية التربوية والادارية، من أجل الوصول إلى الغايات الكبرى، إضافة لضرورة التكيف العام، مع تطلعات القيادة التربوية المركزية.
3/ ضرورة تنظيم العمل التربوي والإداري
هذا يعني ضرورة وجود قيادة تقود العمليات، مراقبة وتسديدا، والتي هي في جوهرها، انساني اجتماعي، مع شرط الاستفادة مما يتاح لها من موارد، مادية ومعنوية.
وهنا تجدر الإشارة إلى الصعوبات والمشكلات اليومية في الإدارة التربوية، وتتلخص في عملية دمج التنظيم الإداري مع مفهوم الرؤى القيادية مع انطلاق عملي واحد. والصحيح أن المشكلة تكمن في أن المديرين يعملون ويديرون أعمالهم من خلال ظروف الامس، بينما يجب أن تتم العمليات التربوية من خلال ظروف الغد والمستقبل. لأن المستقبل يختص فيما يجب عمله، وليس بما تمّ عمله بالفعل.
وللبيان، أن المدير لن يحقق النجاح والفعالية، إلا إذا كانت لديه الكفاية في المهارة الفنية والإنسانية في نمط، متداخل متكامل، مع ضرورة ممارسته لموقع متقدم، كقائد تربوي. وهكذا يصعد إلى مستويات متقدمة في مجال رفع الكفاءة والإنتاجية.
4/ التنمية المهنية.
تتطلب، هذه المهمة، التركيز على العنصر البشري لتحقيق كفاءة القدرة الإدارية، فتعمل الإدارة على توسيع إطار المشاركة البشرية، علما ورايا، دافعا إلى ضرورة استمراريتها، كي يدفع باتجاه تطوير أداء المعلم وتحسينه، من أجل تحقق نوعية إنتاجية عالية الجودة. وبهذا الأسلوب تتجه هذه المهمة لتمثل روح المؤسسة التربوية والتعليمية.
5/ متابعة تنفيذ المناهج وتطويرها.
تتطلب هذه المهمة، قدرة امتلاك الفهم والإدراك الكامل والمتكامل لعناصر المنهج، مع قدرة امتلاك قوى فكرية تحويلية تغييرية، لتحقق ما هو مناسب.
6/ خلق المناخ المناسب للتعلم.
أنها المهمة التي تحدد درجة فاعلية المدرسة، وهذه تتطلب إبراز مجموعة من القواعد السلوكية والقيمية والمعتقدات والمسلمات البديهية، بصفتها سمات عامة، وملامح تميٍز المؤسسة عن غيرها.
أنها مهمة على درجة بالغة الاهمية، باعتبارها من أهم العناصر المؤثرة في العملية التعليمية.
7/ التقدم المستمر في الترتيب، التنظيمي والمؤسساتي.
هذه المهمة، تُعنى بإعادة هندسة العمليات – الإدارية والتربوية والتعليمية- بشكل متواصل، مع ضرورة تعزيز نظام الرقابة والمتابعة الدورية، مع إظهار التمايز العملي، كفاءة ومرونة.
8/ التقويم والتطوير، إداريا وتربويا.
من ضروريات مهام القائد التربوي، الإشراف وتقويم العمل التربوي والإداري، فعليه، إجراء التجارب والدراسات والبحوث ثم يقدم التعديلات اللازمة.. ومن ثم يقوم بإعادة تشكيل المواقف والأهداف، وهنا تكمن أهمية وخطورة دور مدير المؤسسة التربوية (القائد).

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى