المجاعة تنهش في أجساد سكان قطاع غزّة!
“المدارنت”..
أجمعت التقارير الدولية على ان المجاعة انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة، وبات موت الأطفال، بسبب سوء التغذية والجفاف، يؤكد انتشار المجاعة، وأن وفاة الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف يشير إلى تعرض الهياكل الصحية والاجتماعية للهجوم وإضعافها بشكل خطير.
حملة التجويع التي تقوم بها “إسرائيل” (كيان الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة) ضد الشعب الفلسطيني، شكل من أشكال الإبادة الجماعية، وتسببت في مجاعة حقيقية وان المجتمع الدولي يجب عليه ان يعطي الأولوية لإيصال المساعدات لغزة عبر البر وإنهاء الحصار “الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني) وبسبب المجاعة والجفاف يرتفع عدد ضحايا سوء التغذية في قطاع غزة إلى 41 شهيدا ووفقا للمصادر الطبية فان نحو خمسين طفلا يعانون من سوء التغذية والمجاعة، شمال غزة، فيما تم تسجيل أعراض سوء التغذية لدى أكثر من 200 طفلا في قطاع غزة.
ويعاني سكان شمال قطاع غزة، البالغ عددهم نحو 700 ألف نسمة، من نقص حاد في المواد الغذائية والخضروات، نتيجة استمرار إغلاق “إسرائيل” للمعابر الحدودية وعدم دخول الشاحنات إلى الشمال، ما يعيد “شبح المجاعة” إلى الواجهة من جديد وفقا لمسؤولين محليين ومنظمات دولية، بينما أكد عاملين في برنامج الأغذية العالمي إن نصف مليون شخص بقطاع غزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع وأن العائلات الفلسطينية لا تحصل في أغلب الأحيان على الحصص الغذائية الكاملة بشكل مستمر.
وفي 7 أيار/ “مايو” الجاري، احتلت قوات الاحتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي ما أدى إلى توقف تدفق المساعدات إلى القطاع وسفر الجرحى والمرضى إلى الخارج لتلقي العلاج، مما ادى الى تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة تحديدا في الشمال بعد أن استنزف المواطنون ما تبقى لديهم من مواد غذائية في ظل شح المساعدات.
وارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة وفقا لما أعلنته مصادر طبية، إلى 38,243 شهيدا، و88,033 مصابين، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وارتكبت قوات الاحتلال 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 50 مواطنا وإصابة 130 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية وأن آلاف الضحايا ما يزالوا تحت الأنقاض وفي الطرقات حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
ما يقوم به الاحتلال من إبادة جماعية وسياساته في توسيع الاستيطان ما كان ليحدث لولا الحماية والدعم السياسي والعسكري اللذان تقدمهما له الولايات المتحدة، ويجب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحمل مسؤولياتهما لوقف جرائم الاحتلال وإنهاء كل أشكال الاحتلال والاستيطان وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وحقوقه غير القابلة للتصرف.
بات أهلنا في مختلف إنحاء قطاع غزة يعانون من المجاعة بكل إشكالها وإنهم يواجهون خطر المجاعة الكبير حيث يتصاعد خطورة الوضع طالما استمر الصراع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية، وأن محكمة العدل الدولية أكدت في أوامرها ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ومع ذلك، يظل مستوى المساعدات غير كاف بشكل واضح وإلى حد كبير في مواجهة ضخامة الاحتياجات وعدم القدرة للتوصل الى وقف لإطلاق النار.
الجهود الإنسانية في غزة تتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار، والتدخل العاجل من مجلس الأمن والقيام بواجباته في معالجة الوضع القائم حاليا باعتباره مسألة ملحة وبالتوازي مع ذلك، يجب بذل الجهود من أجل إتاحة وصول المساعدات الإنسانية، والمفاوضات من أجل السلام وإعادة إعمار غزة وتطبيق حل الدولتين.