المطلوب سحق رأس الأفعى وليس العبث بجحرها!
خاص “المدارنت”..
العديد من الانظمة الدکتاتورية التي أثارت مشكلات وأزمات في العالم، وأثارت غضب وإستهجان مختلف الاوساط السياسية والمعنية بحقوق الانسان، وغيرها، والتي تأثرت بالمواقف الدولية الرافضة لها وإضطرت أخيرا الى الرضوخ لها أو الانهيار والسقوط، ولکن أي من هذه الانظمة، لم يصل الى الدور والتأثير السلبي للنظام الايراني منذ تأسيسه ولغاية اليةم.
غير إن الملفت للنظر والمثير للسخرية، هو إن هذا النظام وعلى الرغم من السياسات الدولية المختلفة المتخذة ضدّه الى جانب العقوبات والضغوطات المتباينة المفروضة عليه، ومع الاخذ بنظر الاعتبار التأثيرات السلبية لکل ما يجري ضده على الصعيد الدولي، فإنه لا يزال قائمًا.
يطرح العديد من الاسباب والتفسيرات المختلفة لمسألة بقاء النظام الايراني وإستمراره، لکن ليس هناك من سبب يمکن أن يصل الى مستوى تعليل بقاء النظام الايراني، بفشل السياسات والاجراءات الدولية المتخذة ضده منذ الـ45 عاما الماضية، والتي بُنيت على أساس مُسايرته وإسترضائه ومن إن إسقاطه أمر غير ممکن!
المثير للسخرية والتهکم هنا، هو أن النظام الايراني، المستغل والموظف للعامل الديني کغطاء من أجل تحقيق أهدافه وغاياته، يسعى من جانبه الى إستخدام مسألة بقائه وإستمراره، رغم کل تلك السياسات والاجراءات المضادة له، وفق سياق ديني زاعما بأن بقائه مسألة ترتبط بالسماء! لکن الأنکى من ذلك، إن الشعب الايراني و”منظمة مجاهدي خلق”، المعارضة الايرانية الابرز والاقوى بوجه هذا النظام، يعزون الامر الى عدم جدية تلك السياسات والاجراءات، ومن إنها سطحية لا تمس النظام تحديدًا، بل وحتى تحرص في الغالب على إبقاء مساحة معينة ليلعب بها.
التعامل الدولي مع هذا النظام أصبح مثل لعبة القط والفأر، وحرص ويحرص النظام الايراني کثيرا على التکيف مع هذه اللعبة، فهو وعندما يجد هناك ثمة شدّ دولي في الحبل عليه، فإنه يبادر الى إرخائه، والعکس صحيح، والحقيقة إنه لم يتسنَ منذ تأسيس النظام والى هذا اليوم، إتخاذ سياسة وإجراءات جدّية في مستوى التحديات والتهديدات التي يمثلها لبلدان المنطقة والعالم، وهناك ثمة تباين واضح جدًا بهذا الصدد لصالح النظام، وعندما نقول لصالح النظام فإن ذلك يعني إنه في غير صالح الشعب الايراني والمعارضة الرئيسية ضد النظام أي “منظمة مجاهدي خلق”.
منذ تأسيس هذا النظام، فإن معظم السياسات والاجراءات الدولية المضادة له وبإختلاف أشکالها وأنماطها وحتى مضامينها، فإنها کان مبنية على نهج واسلوب يسير بسياق بالامکان وصفه وتشبيهه بالتعرض والعبث بجحر الثعبان، وليس أي شئ آخر، وقطعا عندما يعلم الثعبان، أن هناك ثمة خطر محدق به، فإنه يسعى الى تلافي ذلك، ويضمن سلامته، بمعنى آخر وأقرب لما نقصده، فإن ما يجري لغاية اليوم، يفتقد طابع المباغتة والمفاجأة للنظام الايراني، ومنذ بداية الامر، يرکز على إن المستهدف هو الجحر وليس الثعبان نفسه، ومن دون إستهداف الثعبان وسحقه، فإن هذا الامر سيستمر کجدل بيزنطي يخدم الثعبان وليس خصومه!