عربي ودولي

المواطن اليمني البسيط.. بين آمال انفراج الأزمة ودوامة الاخفاقات!

صور رموز إيرانية في شوارع صنعاء

“المدارنت”..
حفِل هذا الاسبوع بأخبار مطمئنة ومفاجآت في الملف اليمني، بعثت الأمل لدى المواطن البسيط بانقشاع الغمة وانتهاء المحنة.. لكن سرعان ما انتهت ايام الاسبوع بأخبار سيئة وانتكاسات صادمة في ملف الأزمة.. ليعيش الناس اسبوعا حافلا بتناقضات ومفارقات غريبة، افقدت المواطنين الصواب والاستيعاب، واعجزتهم عن فهم ما يجري!
أسبوع يمني مثير للذهول والعجب، حافل بالأنباء المتضاربة؛ والتناقضات الفجة؛ والمفارقات الصادمة؛ عاشه المواطن اليمني البسيط بكل جوارحه، بين الرجاء واليأس، والخوف والامل، وراقب مستجداته بكل شغف، املاً في نهاية أسوأ كابوس في تاريخ اليمن، وظل على اعصابه وهو يتابع سيلا من الاخبار المربكة، وسباق احداث متسارعة لم تلبث ان اختلط حابلها بنابلها!
اسبوع متاهة غرائبية لا تحدث إلا في اليمن؛ افقدت المواطن الصواب والاستيعاب، بدأ بأخبار مبشرة عن انفراجة وشيكة لأزمة يمنية مستعصية، وبشائر مفاوضات سارة؛ وتقارب يمني/ يمني- وتقارب “حوثي”/ سعودي- وتحركات اقليمية ودولية، ووساطات وضغوطات، وفرحة شعبية تعم الأرجاء، لينتهى الأسبوع نفسه بسيل من أخبار الإخفاقات والانتكاسات، والفشل والإفشال، ودوامة تناقضات محتدمة اشبه بنوبة صَرَع!
ثمة مواقع إخبارية امتلأت بأخبار مطمئنة عن انتهاء ازمة الطائرات المختطفة، واتفاق نهائي لتبادل الأسرى، واتفاق وشيك على ملف المرتبات وفتح الطرقات والمطارات، وتوحيد “البنكين” (المصرفين) في عدن وصنعاء، وتنازلات من اطراف الصراع، وحلحلة غير مسبوقة للملف اليمني، ثم بين ليلة وضحاها تبدلت واجهات الاخبار الى منغصات صادمة تتحدث عن تراجع الحوثيين عن اطلاق الطائرات، واحتدام المعركة الاقتصادية، وانهيار اقتصادي وشيك، واغلاق بنوك وشبكات صرافة، وقلق على تحويلات المواطنين القادمة من الخارج، وبنوك ترفض منح المواطنين ودائعهم، وانهيار غير مسبوق للعملة الوطنية..
وأخرى تثير الرعب والهلع تتحدث عن تصاعد لهجة التهديدات وحدة التوترات.. تهديدات حوثية للسعودية تتحدث عن مطار مقابل مطار، وبنك (مصرف) مقابل بنك (مصرف) وتصعيد “حوثي” جديد ضد السعودية، وتصعيد سعودي جديد ضد “الحّوثة”، وتحشيدات عسكرية واستعدادات لمعركة قادمة، وتوقعات بانفجار الوضع عسكريا وعودة الاوضاع الى المربع الأول، وهَلمّ جرّا.
تناقضات صارخة أشبه بكوميديا سوداء؛ تقفز بالمواطن اليمني الى الأعلى، ثم تبطحه ارضا.. ترفعه الى سماوات التفاؤل، ثم تقذفه الى قاع التشاؤم.
ومابين دوامة صعود وهبوط؛ وشدٍ وجذب؛ يبحث المواطن اليمني عمن يفض الاشتباك الحاصل، ويمنحه بصيص امل في انقشاع الغمة وانفراج الكرب، لكنه يسمع جعجعة ولا يرى طحينا، وهو الذي توقع ان يكون هذا العام عاما للسلام وطاولة الحوار، واستبشر باتفاق هدنة وفتح الطرقات في تعز والبيضاء ومارب، كمقدمات مبشرة رفعت منسوب التفاؤل، غير أنك اسمعت لو ناديت حيا.
فكأنما كتب على هذا اليمني المنكوب، أن يعيش مسلسل رعب متواصل، ويراوح في مستنقع لا خروج منه، بسبب “عصابة حوثية” جشعة، قلبت كيان اليمن، وحولت حياة أبناءه الى جحيم لا يطاق، وادخلتهم في متاهة لا نهاية لها.. عصابة متنمرة ترفض أيادي السلام والشراكة الممدودة لها وتُفشل كل الحلول، وتصرّ على اطالة أمد حربها، طمعا في المزيد من المكاسب السلطوية، غير آبهة بتمزق البلد، وتفاقم معاناة الناس وانهيار معيشتهم، وضياع حاضرهم ومستقبلهم!

المصدر: “اليمن اليوم”
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى