الموقف الأوروبي وانضمام اسبانيا لمحاكمة الاحتلال!
“المدارنت”..
ما من شك بان مواقف دول الاتحاد الأوروبي، الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، باتت تشكل قاعدة مهمة للعمل الديبلوماسي والعلاقات الثنائية، الداعمة للنضال الوطني الفلسطيني، وما تم اتخاذه من مواقف ايجابية داعمة لنضال الشعب من خلال اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين، والتأكيد على دعم الحقوق الوطنية العادلة للشعب الفلسطيني، ودعم مبدأ السلام القائم على حلّ الدوليتين، ورفض جرائم الحرب المتواصلة التي تمارسها حكومة الاحتلال (الإرهابي الصهيوني) بحق الشعب الفلسطيني، ومخططات الإدارة الأمريكية وسياسة الضم ومشاريع التصفية “الإسرائيلية”.
اتخاذ الدول الأوروبية، وفي مقدمتهم الحكومة الاسبانية (برئاسة بيدرو سانشيز)، قرارا بالانضمام ضد حكومة الاحتلال في الدعوة المرفوعة من جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية، وبتبني إجراءات مناهضة لضمّ حكومة الاحتلال لأراض فلسطينية محتلة، في إشارة واضحة لإمكانية اتخاذ إجراءات عقابية ضد الاحتلال وقياداته، ويأتي هذا القرار في سياق تصاعد الرد الدولي ضد مخططات الضم “الإسرائيلية” ويدل على تشكل جبهة دولية عريضة رافضة لكل أشكال الاحتلال كما تجلى في الموقف الدولي الداعم للنضال الفلسطيني.
في ظل تصاعد جرائم الاحتلال وحرب الإبادة التي تنفذها الحكومة “الإسرائيلية” (الإرهابية الصهيونية) بحق الشعب الفلسطيني تزداد الدعوات للاعتراف الدولي والأوروبي بدولة فلسطين، وفرض العقوبات على الاحتلال من قبل الحكومات الأوروبية والدولية بشكل عام من اجل حماية القانون والشرعية الدولية، ووضع حد لنهج الاحتلال وممارساته العدوانية من اجل تطبيق مبادئ العدالة، ووضع حدّ لكل السياسات العنصرية والحفاظ على الجهود الدولية التي بذلت على مدار الثلاثين عاما الأخيرة من اجل صناعة السلام ووضع حد لأطول احتلال في العالم.
المجازر الدموية وجرائم الحرب التي يمارسها جزار وسفاح غزة رئيس وزراء حكومة الاحتلال مجرم الحرب (الإرهابي الصهيوني) بنيامين نتنياهو، وتحدّي حكومته للقانون الدولي ومواقف الدول الرافضة لمشروعها الاستعماري العنصري، سيضع الحقائق أمام المجتمع الدولي مما سيؤدي الى تزايد العزل الدولي للاحتلال ومحاصرته، واتخاذ خطوات لاستبعاده عن اي شراكة دولية او تعاون دولي وإسقاط كل أوراق التوت عن عورة الاحتلال، فلم يعد لسياسة الكذب والخداع والتضليل مكانتها بمجريات العمل الدولي، ولا مجال لاستمرار خداع العالم بالشعارات الرنانة والمشاريع الوهمية العنصرية التي يحاول التكتل العنصري الأمريكي “الإسرائيلي” تسوقيها كصفقة سلام بالمنطقة.
لا بد من دعم العمل العربي الموحد والهادف الى حشد الجهود الدولية ومواصلة تحقيق الطعم للشعب الفلسطيني الديبلوماسية، وبخاصة في الساحة الأوروبية وصياغة عمل هادف الى تحقيق قيام الدولة الفلسطينية، وإقامة العلاقات بين فلسطين ودول أوروبا والعمل علي تأسيس مرحلة جديدة في مفهوم العمل الديبلوماسي، طالما سعت وعملت منظمة التحرير الفلسطينية للوصول لهذه الخطوات وخاصة علي الساحة الأوروبية.
المواقف الدولية تحمل العديد من المؤشرات الايجابية المهمة الداعمة للشعب الفلسطيني والتي تحاصر الاحتلال، وتفقده الحصانة وتعري مواقفه أمام المجتمع الدولي الذي يرفض الممارسات والانتهاكات التي تمارسها حكومة وتكتل نتيناهو العنصري، وان العالم لم ولن يبقى صامتا، ولن تسكت تلك الأصوات المتصاعدة الرافضة لجرائم الإبادة الجماعية، ولكل محاولات الضمّ “الإسرائيلية” والتي تهدف لفرض نظام ابرتهايد في فلسطين.
اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين، يُعدّ انتصارا للسلام، ولمبدأ حلّ الدوليتين، ويدعم حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وكلنا أمل بأن تعترف حكومات الدول الأوروبية كافة بدولة فلسطين، وان يكون هذا التحوّل بالموقف السياسي الأوروبي، له مدلولاته على مجمل العمل السياسي الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها.