الى أهالينا في بعلبك: كلمات قليلة من القلب إلى القلب!

خاص “المدارنت”
كتبت المرشحة لعضوية المجلس البلدي في لائحة “بعلبك مدينتي” ربيعة أحمد طه:
“أريد الكلام قليلا من القلب الى القلب، نحن في مدينة اسمها بعلبك، هذه المنطقة الجغرافية الكبيرة/ الصغيرة، فيها العيش السهل الممتنع، وفيها الناس الطيّبين، الذين لا تتغير طينتهم حتى لو تغيّر الزمان لألف مرّة ومرّة، وما هو معلوم، أنه مع وجود شخص بيننا في المدينة، اهالي بعلبك يعرفونه “حلّة نسب” كما يقول المثل، تبقى حياته مكشوفة أمام الكلّ، لأن زواريبنا ضيقة وكلنا نعرف بعضنا البعض.
ما أريد قوله: أن أهالي بعلبك، الذين ظُلموا على مرّ العقود، وحُرِموا من كل شي اسمه عيش كريم، واصلوا نضالهم من دون يأس، والأهم، هو أن يرتاح المواطن، ونحن من المواطنين الذين يجب أن يرتاحوا أيضًا، وسيواصلون نضالهم من دون يأس.
نحن أخدنا على عاتقنا منذ عشرات السنين، ان نكون وإياكم في معارك النضال الاجتماعي والإنمائي، من أجل إيجاد الحلّ الإيجابي للظروف السيئة التي نعيش في ظلها، وبما أننا “بعلبكية”، ورؤوسنا “بعلبكية”، أعلم جيدًا أن أحدًا لا يقبل أن يبقى في وضع المتفرّج، لذلك، نحن نحاول أن نفعل شيئًا ولا نبقى بين صفوف المتفرّجين، ولذلك، فهذه ليست المرة الأولى التي نقرر فيها المواجهة، إن مواجهاتنا معروفة من قبل الجميع، وكلّ أهالي بعلبك يعرفون ذلك، وقد شاركونا فيها، بدءًا من تحركاتنا من أجل معالجة وضع مياه بركة رأس العين، والعين نفسها هي ملك لفلاحي المدينة، ولمبنى المحافظة، مرورًا بمطالباتنا المتكررة للمجلس البلدي الحالي، ودعوتنا إيّاه الى جمع النفايات، وتحسين خطة السير، والتواصل مع شركة المياه من أجل إيصال المياه الى المنازل.. إلخ..
إني أعلم أن أحدًا من أهالي مدينتنا العزيزة لا يعرفنا جيّدًا ولا يجهل تاريخنا، والاتهامات الباطلة اللي تطالنا في كل مرة نقف فيها بوجه الفاسدين لاسترداد حقوقنا، واتهامات التخوين، وقلب المعارك من انمائية بحتة الى سياسية، باتت قديمة، وبات الكلام فبها موضة مهترئة، لا تمت الى المنافسة الديموقراطية الشريفة بأيّ صلة!
لذلك كله، نسأل: ألا يمكن ان يكون هناك رأيان في نفس المدينة؟ هل هذا ممنوع؟ هل هذا محصور في فئة مهيمنة؟ يمكننا ان نقوم بالتشهير بكم والافتراء عليكم، لكننا لن نفعل، لأننا نؤمن بالعملية الديموقراطية، ونتقبل الرأي الآخر بكل رحابة صدر.
كما اريد ان اقول: تربطنا صداقات وطيدة بأفراد نختلف معهم في الرأي السياسي، لكننا نعيش معهم الحياة الاجتماعية اليومية، ونحبهم ويحبوننا، ونحترم بعضنا في المواقف، لماذا لا تملكون الا اسلوب الفتنة بين الاهل والأصحاب؟ لما لا تحاربون بطريقة الخصم الشريف؟ لماذا لا تكترثون للروابط الاجتماعية والقرابة الموجودة؟ هل يعقل أنه كلما رأيتم الشعب البعلبكي متضامن ومتعاضد، تحاولون تفرقته؟
الى اهلي في بعلبك، ترفّعوا عن المواضيع الفتنوية، فربّنا الأعلى قد لعن من أيقظ الفتنة، المسؤولية هي أن تعوا المصلحة العامة في المدينة، أن تفكروا أنتم، ولا تسمحوا أن يفكر أحدهم عنكم!
لسنا غريبين عنكم، ولسنا بعيدين عنكم، وقد تعرّفتم علينا في الأزمات الصغيرة قبل الكبيرة، وسجلاتنا بيضاء كالثلج على مرتفعات وأعالي صنين.
نحنا أبناء أحياء وزواريب بعلبك وأزقتها، ولسنا أغرابًا عنها، وما نريد الدخول اليه، هي زواريب الفساد. إن مَن تسلّموا المجلس البلدي منذ 12 عامًا، ونهبوا البلدية، ومقدرات مدينة بعلبك، وسيطروا على مشاعاتها الواسعة التي هي ملك للمدينة وكلّ أهاليها، وأهالينا في بعلبك، يعرفون الفساد المستشري في المدينة، وليس بينهم أيّ جاهل لهذا الموضوع.
وأختم: إن مسيرتنا متل العادة، لن تتوقف عند مقعد بلدي أو عضوية مجلس بلدي. نحن منكم، ومعكم كما كنّا وسنبقى دائمًا، في المجلس البلدي وخارجه، معكم سنكمّل المشوار.