باتت حربها هدفاً.. هل بقي في غزّة شيء لم تفعله “إسرائيل”؟

“المدارنت”..
شكل الأسبوع الماضي نهاية مرحلة مهمة في الحرب. هذا الأسبوع، الذي نسجل فيه 17 شهراً للحرب، هو الأسبوع الذي استكملت وعرضت فيه تحقيقات الجيش وتحقيق “الشاباك”. رئيس أركان الحرب، هرتسي هاليفي، نفذ مسؤوليته، وبعد أقل بكثير من سنتين في المنصب (نصف ولاية عادية لرئيس الأركان) نقل الصولجان إلى إيال زمير.
كان هذا أيضاً أسبوعاً بعد نهاية المرحلة الأولى في منحى تحرير المخطوفين، فيما يتمترس كل طرف في موقعه. ثمة جملة واحدة فقط لرئيس الأركان الوافد في احتفال نقل القيادة عبرت عن الوضع الذي نحن فيه:
“انتصرنا على حماس. لكنها لم تهزم بعد”. هذه جملة تعبر عن حرج يتملكنا منذ 7 أكتوبر 2023 – أهداف حرب مع جملة كلمات مثل “تقويض حماس عسكرياً وإبادة حماس سلطوياً – مدنياً”، أو تصريحات رئيس الوزراء، ووزير الدفاع ورئيسي أركان تقول: “سنواصل الحرب حتى هزيمة حماس”.
هذه مفاهيم لم نستوضحها قط، بل مفاهيم لا نعرف كيف نترجمها عملياتياً إلى عمل قابل للقياس ميدانياً، وكأننا لم نتعلم شيئاً في الـ 17 شهراً من الحرب ضد منظمة إرهاب. ثمة جملة واحدة فقط لرئيس الأركان الوافد في احتفال نقل القيادة عبرت عن الوضع الذي نحن فيه: “انتصرنا على حماس. لكنها لم تهزم بعد” في أسبوع انتهت فيه المرحلة الأولى من منحى تحرير المخطوفين، بدأت ساعات ثلاث تدق في اتجاهات متعارضة وغير منسقة:
الأولى “الساعة السياسية”: بالنسبة للحكومة، 30 آذار هو غاية لبقائها وضمان ولايتها، فإذا لم تجز ميزانية الدولة، فسيؤدي الأمر إلى سقوطها وإلى انتخابات. والأمر الأخير الذي يحتاجه رئيس الوزراء هو “إغضاب” الشريك سموتريتش (الذي يعارض إنهاء الحرب والانسحاب من محور فيلادلفيا) بقرارات قاسية.
“ساعة استئناف الحرب” عادت لتدق من الجهة الأخرى، “ساعة المخطوفين” لا تتوقف. في كل يوم بعد عودة العائدين من الأسابيع الأخيرة، ننكشف على شهادات قاسية حول شروط الأسر والتعذيب والتجويع وخطر الحياة في أنفاق حماس. يرى الـ 24 مخطوفاً أحياء (هكذا حسب التقدير الاستخبارات الإسرائيلية) أن انتظار الساعة السياسية ونهاية آذار قد يشكل حكماً بالموت على بعضهم.
“ساعة استئناف الحرب” تدق، وتتعاظم التصريحات والتهديدات حول استئناف الحرب، بأساليب وضغط عسكري لم يشهده قطاع غزة. يجدر بنا أن نتذكر بأن الضغط العسكري شكل خطراً على المخطوفين بل أدى إلى قتل بعضهم. سمعنا من العائدين بأن معاملتهم – التي هي صادمة على أي حال – تأثرت بخطوات إسرائيل. بعامة، يبدو أن استئناف الحرب في غزة أصبح غاية بحد ذاته. إذا ما وصلنا إلى وضع تغيب فيه حماس عن قطاع غزة (يبدو كوضع افتراضي فقط)، فمن سيحل محلها ويدير القطاع؟ وهل بالتهديدات باستئناف الحرب التي “لم يشهد لها مثيل حتى الآن” بقيت عناصر عسكرية لم نستخدمها باستثناء مزيد من القوات؟ لا حلول سحرية ولا أًرانب جديدة في الكم:
بتر القطاع، تحريك السكان جنوبا، هجمات متداخلة، امتناع عن هجمات في الأماكن قد يوجد فيها مخطوفون. والكثير من النار وأعمدة الدخان. كل هذا سيترافق وتصريحات ومقابلات صحافية بموجبها “فتحت بوابات الجحيم”، و”هذا ضغط لم يشهد له مثيل حتى الآن”. ثلاث ساعات، تدور كل واحدة في زمنها وباتجاهها، وكل منها تشير إلى ساعة أخرى، وكأننا نعيش في كون منفصل ومنقسم.