رئيس “التيار العوني” في لبنان “يحاضر” في ذكرى 7 آب: كنت أشعر أثناء وجودي في الحكومة إنني في سجن أقسى من سجن 7 آب!
“المدارنت”..
أشار نائب ورئيس “التيار العوني” جبران باسيل، الى أن “نضال التيار سيستمر في قضايا أساسية ووجودية كالنزوح والشراكة والحقوق ووجود الدولة بمفهومها الكامل التي نتمسك بها على رغم فقدان الناس الامل بها”، وقال: “ننفتح بالسياسة حينًا، ونواجه في أحيان أخرى، لأن الهدف تخليص البلد”.
وشدد في لقاء مع موقوفي 7 آب (سابقًا) في المقرّ العام لـ”التيار العوني”، في حضور نواب وكوادر من “التيار”، على أن “7 آب يمثل التضحية والنضال ليس فقط لوصول أشخاص، بل لايصال الناس والبلد مع التيار”، متسائلا “ماذا ينفعنا أن يصل شخص الى موقع مسؤولية، ولا يوجد أحد حوله، والمثل على ذلك هو من يتشاحنون في موضوع الرئاسة، فما هو الأهم الرئاسة أم أن نخلص البلد والناس؟”.
أضاف: “نحن نضحّي ونتنازل لأننا ندرك الاخطار التي تواجهها البلاد في ظل الفراغ الرئاسي والنزوح والحرب التي يهدوننا بها كل يوم، وعلى مجتمع دمروه اقتصاديا وماليا والأسوأ أنهم دمروه معنويا وأفقدوه الثقة بالبلد والدولة”، مضيفا “إن مراحل النضال كثيرة ولكن لـ7 آب معنى خاص لدينا ويعنينا، ذلك أن العديد ضحوا أكثر واستشهدوا وسجنوا ولكن 7 آب كان حدثا جماعيا تعرض فيه مركز التيار ككل للإستهداف وسجنت كل قيادته واتهمت بالعمالة لاسرائيل وسعوا لإلغائنا”.
أضاف: “النضال اليوم، أصعب بكثير من 7 آب، فحينها كنا ندرك أنها تهمة ألصقت بنا زورا وأدخلتنا الى سجن في النهاية، كنا سنخرج منه، ولكن الاستهداف الذي نتعرض له أصعب بكثير من 7 آب، كنت أشعر بأنني أثناء وجودي في مجلس الوزراء في سجن، أقسى من 7 آب، وأنني مرتبط بأشخاص لا يشبهوننا، وهذا الامر دفعنا ثمنه في 17 تشرين لأنه بدخولنا الى الحكومة ومجلس النواب باتوا يعتبروننا من المنظومة”، متسائلًا “هل من دخلوا الى مجلس النواب جرّاء 17 تشرين أصبحوا من المنظومة؟!”.
وقال: “اذا تواجدنا مع المنظومة على طاولة حوار أو في مجلس النواب، فهذا لا يعني أننا أصبحنا جزءا منها، بل لخوض المواجهة في شكل مختلف”. أضاف: “17 تشرين الاول 2019 كانت أقسى علينا من 13 تشرين 1990، إذ إن 13 تشرين كانت عملا عسكريا انتهى في وقته بينما كانت 17 تشرين عملية إغتيال سياسي معنوي لمسيرة تيار وشعب بأكمله اتهم بأسوأ أمر يحارب ضده”.
وتابع: “في 7 آب كانت المواجهة في الشارع أما اليوم في الحكومة، فالمواجهة تكون سياسية من نوع آخر، ومن هنا يكون هناك شعور بالمحدودية ولا نستطيع التعبير عن الغضب والنضال بالطريقة التي كنا نعبر عنها في الفترة السابقة”.
وقال باسيل: “في 7 آب 2001 لم يكن هناك أي أمل بخروج السوريين من لبنان ولكن الامل كان داخلنا والايمان بقضيتنا، وهذه الثقة هي التي دفعت بالتيار الى أن يكمل المسيرة وألا يتزحزح”.
أضاف: “طالما التيار مستقل ووطني وحرّ في السياسة فلا خوف عليه، وطالما لديه نظام ومؤسسة والتزام بالمؤسسة فلا خوف عليه تنظيميا، وطالما لديه مبادئ وأخلاق وقيم لا خوف عليه من الناحية القيمية والوجودية والاخلاقية، وهذه هي العوامل التي تدفعه الى البقاء والاستمرار”.
وتابع: “نتطلع الى المستقبل ونرى شبابنا وبالنا مطمئنا إلى أن التيار ومسيرته مستمران ولكن نرى أيضا خروج أشخاص في كل المراحل، وذلك سيحصل نتيجة مصالح وطموحات ونتيجة أخطاء لكن من سيثبت هو من سيبقى في المسار ولن يخرج عنه وهكذا يستمر التيار”، مضيفا “طالما نحن ثابتون، فلا خوف على التيار وسيبقى بالروحية والنضال نفسيهما، لسنا حزبا عقائديا، ولم نولد من “ميليشيا”، بل من جيش لبناني، ومن وطن متنوع بطبيعته. هذا لا يعني أن تنوعنا وحريتنا يجب أن يؤدّيا الى تهديم تيارنا، لأن ذلك يوصل الى الفوضى والتفلت وعدم الالتزام وعدم الاحترام للمؤسسة التي صنعتنا”.
وختم رئيس “التيار العوني”: “من ناضل في 7 آب، له الفضل في استمرار مسيرة النضال في التيار، ولكن هذا لا يعطيه أحقية على غيره بالتيار، لأن لا أحد له أحقية على غيره إلا بقدر التزامه بالتيار ووفائه له، والسجن في 7 آب، لا يعطي أحدًا الحق ليخطئ أو يخرج عن المسار، أو لا ينتمي الى القضية التي تمثلها 7 آب أو التيار الوطني الحر”.