بعد نزوح الآلاف من مخيم البريج.. “أونروا”: أوامر الإخلاء تحدث بشكل يومي.. والإعتقالات تتواصل في الضفة الغربية!
“المدارنت”..
نزح آلاف الفلسطينيين، قسراً من مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، بعد تحذيرات وأوامر عسكرية صدرت من قبل جيش الاحتلال الإرهابي الصهيوني بضرورة إخلاء بعض المناطق استعدادا لتنفيذ عملية عسكرية أمس.
وغادر آلاف الفلسطينيين منذ صباح أمس، منازلهم في مخيم البريج ومحيطه، متوجهين نحو مناطق أخرى في وسط قطاع غزة مثل دير البلح والنصيرات.
وادعى جيش الاحتلال في بيان، أن المناطق التي يجب إخلاؤها من الفلسطينيين في مخيم البريج تشهد عمليات إطلاق قذائف صاروخية. وقد دعا إلى إخلاء بلوكات (660 و661 و2220 و2225 و2348) والتوجه إلى “المنطقة الإنسانية المقامة في المواصي”.
ووثقت مقاطع فيديو وصور حركة الأهالي في الشوارع والأحياء التي طلب منهم إخلاءها وهم يسارعون إلى أخذ ما يستطيعون من حاجياتهم الضرورية، حيث لم يستطع البعض الخروج بشيء سوى ملابسه التي يرتديها، بينما وقف الكثيرون حائرون لا يدرون أين يذهبون.
سيدة فلسطينية نازحة قالت لـ”بوابة اللاجئين الفلسطينين”: أردت البقاء إلا أنهم أجبرونا على المغادرة، وجاء ابني أخبرني أننا يجب أن نخرج، وكل الناس يخلون في هذه اللحظات”.
أضافت: “هذه مصيبة لنا.. أنا سيدة كبيرة في السن لا أستطيع النزول والخروج ألهث، وامشي رويدا رويدا”. ولم تتمكن السيدة من جمع سوى القليل من الأغراض وبعض الأدوية الخاصة بها، وأشارت إلى أنها ستتوجه إلى مدارس إيواء النازحين التابعة لوكالة “أونروا”، حيث لا مكان آخر يمكنهم الذهاب إليه.
شاب فلسطيني آخر نزح من شرقي مخيم البريج ندد بالصمت العربي والدولي، وقال :” نحنا هنا كلنا واحد لا يوجد أحد يشعر بنا مهما تحدثنا لا مصر ولا الدول العربية تشعر بنا ولا حتى الأجانب نقول اشعروا بنا يا عالم اشعروا بنا، كل يوم رايحين وجايين لا يوجد إلا نحن بهذا الوضع تعبنا وطفح الكيل لا نعلم أين نذهب”.
فيما قالت سيدة فلسطينية أخرى: قبل 5 أيام نزحنا وسمعنا الآن بالقصف في البريج، وأخرجونا.. سوف أذهب إلى ابنتي في المغازي، وإن تطورت الأحداث هناك سوف أنزح مجددا إلى دير البلح”. وأشارت السيدة أنها خاضت رحلة النزوح من قبل، وهي مضطرة للنزوح عن منزلها في مخيم البريج مجدداً.
يأتي هذا بعد أيام من أوامر إخلاء الجيش الصهيوني التي صدرت للفلسطينيين في الأحياء الجنوبية لخان يونس في قطاع غزة، حيث نزح أكثر من 180 ألف فلسطيني خلال 4 أيام من المعارك العنيفة حول المنطقة، وفقًا لما أعلنته وكالة “أونروا”.
وطيلة الأشهر الماضية، أجبر جيش الاحتلال الفلسطينيين على النزوح والانتقال من حين لآخر، وترك أماكن إقامتهم والتوجه إلى منطقة “المواصي”، التي شهدت مؤخراً مجازر بحق النازحين وسط ادعاءات الاحتلال أنها “إنسانية وآمنة”.
وتفتقر المنطقة التي يزعم الجيش أنها “إنسانية” ويجبر الفلسطينيين على التوجه إليها لأدنى مقومات الحياة الإنسانية، فضلا عن اكتظاظها بالنازحين، وانتشار الأمراض وسط انعدام الرعاية الصحية.
وفي هذا الصدد، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”: إن “أوامر الإخلاء تحدث بشكل يومي تقريبًا للأشخاص في غزة، حيث يضطرون إلى حزم كل ما في وسعهم ثم الهروب، وغالبًا ما لا يتوفر لديهم سوى القليل من الوقت للقيام بذلك”.
وأشارت إلى أن العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، يتعرضون مرارًا وتكرارًا إلى النزوح والانتقال، لافتة أن الأمان معدوم في قطاع غزة دون وقف إطلاق النار.
تواصل العدوان الإرهابي الصهيوني والإعتقالات في الضفة الغربية
من جهة ثانية، شنت قوات الاحتلال حملة اقتحامات طالت عدة مدن ومخيمات في الضفة الغربية المحتلة، اعتقل خلالها 6 فلسطينيين منذ أمس وحتى صباح اليوم الأحد 28 تموز/ يوليو، بينهم أطفال وأسرى سابقون.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن عمليات اعتقال الفلسطينيين تركزت في محافظات مختلفة من الضفة الغربية منها: رام الله، جنين، القدس والخليل.
ووثقت مؤسسات الأسرى ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، إلى أكثر من 9845 معتقلاً، بما في ذلك من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
وفي مدينة جنين، اعتقل جيش الاحتلال فلسطينيا من بلدة البامون أثناء اقتحام الاحتلال البلدة ودهم منزل الفلسطيني محمد حسين لطفي اللبدي، بعد أن دهمت منزله وفتشته، كما دهمت منزلي اثنين من الفلسطينيين زيد محمد فريحات ورأفت حفظي فريحات.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدات وقرى السيلة الحارثية ويعبد وعرابة ورمانة وزبوبا ونزلة زيد، دون إبلاع عن اعتقالات فيها.
وفي مدينة الخليل، اقتحمت آليات الاحتلال بلدة صوريف واعتقلت شاباً فلسطينياً بعد أن دهمت منزله وعبثت بمحتوياته.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، فلسطينياً من بلدة صوريف، شمال غرب الخليل، وفتشت عدة منازل عرف من أصحابها: رياض ولؤي محمود صويلح.
وفي مدينة سلفيت، اقتحم الاحتلال بلدة الزاوية غربي المدينة، وقالت مصادر محلية: إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وداهمت عدة منازل وفتشتها بشكل دقيق، واستولت على تسجيلات كاميرات المراقبة.
وفي مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، اندلعت مواجهات بين جيش الاحتلال وشبان فلسطينيين، وبحسب مصادر محلية، فأن الاحتلال دهم المخيم بأعداد كبيرة من الجنود واقتحم محيط منزل الشهيد محمد مناصرة، واستولى على تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة.
قوات الاحتلال تسحب تسجيلات الكاميرات
خلال اقتحام مخيم قلنديا شمال القدس
ومن مدينة رام الله اعتقلت قوات الاحتلال، الليلة، 3 شبان فلسطينيين من داخل محل تجاري في بلدة ترمسعيا شمالي المدينة.
وفي مدينة نابلس عم إضراب شامل حداداً على أرواح الشهداء الذين قضوا في جراء قصف جيش الاحتلال بمسيّرة مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرقي نابلس، شمالي الضفة الغربية.
ومنذ اندلاع حرب الإبادة الإرهابية الصهيونية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر / تشرين الأول، يكثف جيش الاحتلال عملياته في الضفة الغربية والقدس المحتلة حيث استشهد 592 فلسطينياً إضافة إلى إصابة نحو 5 آلاف و400 جريح، آخرين وفق بيانات المؤسسات الفلسطينية.