تربية وثقافة
“بـصـمـــة” أم نــبــيـــــــل..!
خاص “المدارنت”..
… “بـصـمـــي” يـــا أم نــبــيــــل..! وتبصم أم نبيل، وهي تضمر على نتيجة أبنها في الصف الأول الثانوي.
” عندك سبعة نصر يا أم نبيل… ان شاء الله بدّك تسمعي بنجاح نبيل بالمدرسة”، تقول الجارة التي تعرف “البير وغطاه” كما نقول عادة:
“كبروا وكبر همّن…”.
“ييي ما أحلاهن كانوا هنّي وزغار, لا كانوا يعذّبوا ولا كانوا يعاندوا….”.
حديث غالبا ما نسمعه, خاصة حول فنجان قهوة الصباح عندما تجتمع السيّدات قبل التفرّغ لأعمالهن المنزليّة.
وتتذكّر كل والدة كيف غمرت صغارها بالمداعبات والقبل حتى كبروا واشتدّ عودهم وصاروا يتضايقون من “هالحركات” كما يسمّونها.
كبروا وصاروا يعترضون ويعاندون ويعتبرون أهلهم رجعيّين.
أولادكم يكبرون, ينضجون, يفكرون, يتعرّفون على أنفسهم وعلى أجسامهم التي تمرّ بمرحلة صعبة من التغيّرات الجذرية.
وأنتم وسط هذه المستجدّات تحاولون التمسّك بكل قواكم بالطفل الذي حان وقت رحيله بينما يحارب الكائن الجديد ليأخذ مكانه الطبيعي في الحياة، فتنشأ الصدامات:
– أبني ما بيسمع منّي
– أمي ما بتفهمني
– أيامكم راحت انتو الجيل القديم
– رح كسّر راسك اذا ما بتعمل يلي عم قولو
– …. الخ…الخ…الخ..
وتتعمّق الهوّة بين الطرفين ويكبر الشّرخ وتطول المسافة، ويصل الوقت الذي لا يمكننا اعادة الزمن الى الوراء لأصلاح الأمور… ونندم حيث لا ينفع الندم.
مراهقونا يحتاجون دعمنا لهم, يتعطّشون لمحبتنا غير المشروطة ولثقتنا بقدراتهم.
لا يريدون من ينتقد أفكارهم ويسخر من أقوالهم ويضحك من أعمالهم.
يريدون أن ندفعهم الى الأمام، أن نطمئنهم، أن نثق بهم أولاً حتى ثقوا بأنفسهم.
يحتاجون لمن يحبهم لما هم عليه وليس لما نتصوّرهم.
الكلام الوحيد الذي علينا أن نقوله لهم هو: “كونوا أنفسكم، بمزاياكم ونقائصكم. لا تكونوا آلة ناسخة، تصرفوا بحسب شخصيتكم… كونوا فريدين!”.
لنتعلّم نحن الكبار أن ننظر الى أنفسنا عبر أعين أولادنا المراهقين ودعونا لا ننسى اننا كنا يوماً في سنّهم.
لنحبّهم لما هم عليه وليس لما نريدهم أن يكونوا. نظرتنا اليهم هي التي ستدفعهم الى النجاح. المراهقة هي عمر الحرّيّة والأبتكار والأكتشاف…
وهي أيضا عمر نداءات الأستغاثة: هي الحاجة الى أن نصغي أليهم ونفهم رسائلهم المبطّنة.
واجبنا تجاه من كنّا سبب مجيئهم الى الحياة أن نحبّهم ونمدّ لهم يد المساعدة، وأن نتعاطف معهم وليس أن ندمّرهم.
=======================