تربية وثقافة
بــائــع مــهــــاود..!
خاص “المدارنت”..
هذي الحياة وليل البؤس يطويها؛
فهل لشارٍ ببخس السعر يشريها؟
أبيعها راضيا” لا ربح أطلبه
وأيّ ربح يرجّى والردى فيها ؟!
فالعين فارق الإبصار شعلتها ،
وأختها بثخين الدمع ترثيها .
والجسم رثّت من الأدواء بشرته.
ومهجة أمست الأوجاع تكويها .
حملت يأسي وأوجاعي تمزّقني ،
ورحت أرجو لحالي من يداويها .
فما وجدت سوى الشكوى تواجهني ،
من كلّ ناحٍ وصوت البؤس يحكيها ؛
فالناس في عوزٍ والناس في قلقٍ ،
والناس في كدرٍ . ماتت أمانيها .
والحاكمون حثالات مشوّهة .
حبّ المصالح يشقيها ويعميها .
المال والسلطة العصماء مطلبهم .
والناس من بعدُ للطوفان نهديها !
ما همّ إن جاعوا ، وإن ذلّوا ، وإن قهروا .
الهمّ مصلحتي وكيف أجنيها .
هذا لسانهمو ، والناس عندهمو
قطعان ماشية تسعى في مراعيها .
هذي هي الحال من حولي أعايشها ،
وفي الحنايا سموم اليأس أخفيها .
لكلّ هذا حياتي اليوم أعرضها
في معرض البيع ؛ هل تشرون ما فيها ؟
ما قيمة الحيّ إن ماتت حوافزه
الى الحياة، وبات اليأس يفنيها؟!
ملاحظة:
نظمت هذه القصيدة في فترة سابقة حيث دهمني حصار ضيّق دائرة النظر لديّ، وكنت أعاني من آلام مبرّحة في عينيّ، فكان ذلك يدفعني الى اليأس.
أمّا الآن، وقد تكيّفت مع واقعي الجديد، واستعدت بعض هدوئي، فقد بتّ أنظر الى الحياة بمنظار الأمل والتفاؤل.