تزايد أعداد ضحايا المجاعة في قطاع غزة.. والعدوّ الصهيوني يمنع وصول المساعدات الى شماله.. و”عصابات غزّاوية” تستولي على مساعدات أممية!
“المدارنت”/ ارتكب جيش الاحتلال الإرهابي الصهيوني، خلال الساعات الـ24 الأخيرة 9 مجازر بحق العائلات المدنية الفلسطينية في إطار حرب الإبادة المتواصلة على أهالي القطاع، راح ضحيتها ضحية 86 شهيداً، ونحو 113 جريحاً.
وبلغ العدد الإجمالي للضحايا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزّة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت إلى 30,717، أغلبيتهم من الأطفال والنساء.
وواصل جيش الاحتلال منذ صباح اليوم، الأربعاء 6 آذار/ مارس، مجازره بحق المدنيين الفلسطينيين، لليوم 152 على التوالي، وذلك عبر القصف الجوي والمدفعي لمنازل المدنيين، أو تشديد الحصار الغذائي ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى مناطق الشمال، ما أدّى إلى ارتفاع نسب الوفيات من الجوع والجفاف.
وقالت مصادر طبيّة الأربعاء، أنّ طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 15 عاماً قد استشهدت في مستشفى الشفاء بمدينة غزّة، جراء سوء التغذية والجفاف، ما رفع حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف في قطاع غزة إلى 18 شهيدا من الأطفال.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن المحاولة التي قام بها لاستئناف تسليم المساعدات إلى شمال غزة الذي بات على شفا المجاعة “فشلت إلى حد كبير” يوم الثلاثاء.
ومنع جيش الاحتلال اليوم الأربعاء، 14 شاحنة مساعدات من الدخول إلى مناطق شمال قطاع غزّة، حسبما أكد برنامج الغذاء العالمي في بيان له.
وقال البرنامج في بيان له من روما، إنّ جيش الاحتلال أوقف قافلة المساعدات عند نقطة تفتيش وادي غزّة، وبالتالي أعادها بعد انتظار عند نقطة التفتيش لمدة 3 ساعات.
وأضاف البرنامج، أنّه تم تغيير مسار الشاحنات التي منعها الاحتلال، ثم أوقفها لاحقا حشد كبير من الناس الذين استولوا على نحو 200 طن.
وأكّد نائب المدير التنفيذي للبرنامج كارل سكاو قائلاً إنه “على الرغم من أن قافلة اليوم لم تصل إلى الشمال لتوفير الغذاء لمن يعانون الجوع، فإن برنامج الأغذية العالمي يواصل استكشاف كل السبل الممكنة للقيام بذلك”.
تجدر الإشارة، إلى أنّ برنامج الأغذية العالمي وعدد من المنظمات الدولية، قد أوقفت تسليم المساعدات يوم 20 شباط/ فبراير الفائت بشكل مؤقت، “نتيجة الظروف الأمنية غير المستقرة، وبعد تعرض قوافله لهجمات من حشود جائعة”.
واستُشهد عشرات المواطنين، وأصيب آخرون، بينهم أطفال ونساء، اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي محافظتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة.
بموازاة ذلك، شنّ طيران الاحتلال قصفاً مكثفاً على مدينة حمد ومنطقة بني سهيلا في خان يونس، أدى إلى ارتقاء شهداء وأعداد من الجرحى حسبما أفادت مصادر صحافية.
وفي رفح جنوب القطاع، استهدف جيش الاحتلال محيط مدرسة شوكة التي تؤوي نازحين، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى.
شهيد من جنين يرفع عدد شهداء
الضفة الغربية إلى 423 منذ 7 أكتوبر
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتقاء الشاب الفلسطيني نور الدين إبراهيم ياسين، البالغ من العمر 18 عاماً، من قرية دير أبو ضعيف شمال جنين، متأثراً بجراح أصيب بها يوم 29 شباط/ فبراير الفائت، خلال اقتحام الاحتلال مدينة جنين.
وشهد محيط مستشفى ابن سينا الحكومي في جنين، تظاهرة عقب الإعلان عن استشهاد الشاب نور الدين، جابت شوارع المدينة، ونددت بجرائم الاحتلال المتواصلة ضد أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبارتقاء الشاب نور الدين، ترتفع حصيلة شهداء الضفة الغربية المحتلّة إلى 423 شهيداً، ارتقوا في اعتداءات الاحتلال على مدن وقرى وبلدات ومخيمات الضفة المتصاعدة، بالتوازي مع حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزّة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وفي إطار الاعتداءات المتواصلة واليومية على الضفة الغربية، شنّ جيش الاحتلال اليوم الأربعاء 6 آذار/ مارس، حملة اعتقالات في مناطق متفرقة، طالت 25 فلسطينياً، حسبما بيّنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
وتركزت عمليات الاعتقال في مناطق الخليل المحتلّة، وطالت الشبان: زيد ماجد الجعبة، ونديم أبو خلف، ووسام وأنس القواسمة، وشادي العويوي، وسيف الدين أبو زينة، وأيمن جمجوم من المدينة، ومحمد ماجد طميزة.
وتوزعت بقية الاعتقالات على مناطق رام الله، بيت لحم، طولكرم، وقلقيلية، وإلى جانب ذلك تواصل قوات الاحتلال تنفيذ عمليات تنكيل واسعة، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين، ومصادرة الأموال، والمركبات، بحسب هيئة الأسرى.
واعتقل الاحتلال من رام الله كلّ من: محمد أحمد الخطيب، من بلدة بيتونيا، وأحمد محمد علقم، وأحمد فراس الحاج (20 عاما)، من بلدة بيت سيرا غربا، والمحرر عمر ناهض البرغوثي (48 عاما)، من قرية دير غسانة، ولؤي زهير البرغوثي (48 عاما)، ومهند سعيد البرغوثي (52 عاما)، من قرية كفر عين، شمال غرب رام الله.
ومن قلقيلية، طالت الاعتقالات الشبّان: عدي مرداوي، والمسن عمر خروب، من بلدة حبلة جنوبا. ومن بيت لحم، اعتقل الاحتلال كلّ من: حسان حسان من المدينة، ومحمد علي عساكرة من قرية العساكرة شرقا.
وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات في مناطق الضفة الغربية إلى نحو (7450)، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت، وتشمل الحصيلة من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
“عصابات غزّاوية” تستولي على المعونات
وتحجبها عن الأهالي في مخيم النصيرات
رصد “موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين” عدّة شكاوى لأهالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزّة، تفيد باستيلاء من أسموهم “شبكات محسوبيات” (عصابات غزّاوية) مرتبطة بمراكز قوى حكومية في قطاع غزّة، على كميات من المعونات والموارد الزراعية وتوزيعها بشكل غير عادل، بناء على المحسوبيات والعلاقات العائلية والاجتماعية، في ممارسة أثار استمرارها خلال حرب الإبادة المتواصلة غضب الأهالي.
وقال أحد أبناء المخيم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين “صالح.ق” وطلب عدم ذكر اسمه كاملا، إن العديد من المواد الإغاثية الأساسية، تؤخذ من كراتين الإغاثة التي تصل إلى مدارس الإيواء ومراكز التوزيع في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليجري بيعها بأسعار خيالية.
وأكد الشاب، استياء العائلات من فساد آليات توزيع المعونات أو سرقة بعضها لغرض بيعه من قبل تجار الأزمات وشبكات المحسوبيات، وخصوصاً حفاضات الأطفال “البامبرز” مشيراً إلى فقدان كميات كبيرة منها كانت قد وصلت قبل أيام إلى مدرسة الحسانية ومركز النادي الأهلي حيث يجري توزيع المعونات للعائلات المسجّلة.
وأضاف الشاب صالح، في إفادة لموقعنا، “أنّ العديد من المواد يجري خصمها من كراتين الإغاثة لبيعها في السوق السوداء، كمادتي السكر والزيت/ السيرج، وهي مواد كانت موجودة في كراتين الإغاثة، واليوم صرنا نراها تباع في السوق السوداء، وفقدت من الكراتين”.
وتدخل إلى المنطقة الوسطى بقطاع غزّة، كميات شحيحة من المعونات، تتولى توزيعها جهات حكومية في القطاع، حيث ما تزال الأجهزة الحكومية تعمل في مختلف المناطق التي يوجَد فيها فلسطينيون، وبعيدة من مناطق الاشتباك وسيطرة جيش الاحتلال، حسب ما أكدت مصادر محلية.
ويتهم العديد من الأهالي، “شبكات محسوبيات” قوامها موظفون ومسؤولون فاسدون في الأجهزة الحكومية، يعرفها أهالي القطاع من قبل اندلاع الحرب، أنها ما زالت تمارس فساداً في إدارة وتوزيع المعونات.
وأشارت شكاوى، إلى أنّ بعض المسؤولين وأصحاب المراكز، ضباطاً في جهاز الداخلية، يحصلون على كميات من المعونات والخضروات بشكل خاص، ويتجاوزون العائلات النازحة التي تسجّل أسماءها للحصول على المعونات.
وبرزت مؤخراً، ظاهرة تجار الأزمات وشبكات المحسوبيات، في عدة مناطق من القطاع، ومنها في رفح جنوباً، وتقوم تلك الشبكات بسرقة المعونات المخصصة للتوزيع المجاني وبيعها في الأسواق، ما أجج حالة الغضب العامة.
وكانت مدينة رفح قد شهدت يوم 28 شباط/ فبراير الفائت، احتجاجات شعبية واسعة، أشعل خلالها المحتجون الإطارات، وطردوا تجار البيع بالجملة من منطقة دوار النجمة وسط المدينة، احتجاجاً على بيع المعونات واحتكار السلع ورفع أسعارها بشكل جنوني.
يأتي ذلك في ظل بداية ظهور ملامح مجاعة شاملة في مناطق قطاع غزّة، ولا سيما الشمالية منها، جراء منع الاحتلال إدخال المساعدات الإغاثية، وارتفاع نسبة وفيات الأطفال جراء الجوع إلى 18 حالة وفاة خلال الأيام الأخيرة، فيما تتواصل حرب الإبادة ليومها 152 على القطاع حاصدة أكثر من 30 ألفاً و700 ضحية.