تظاهرات السويداء”.. رفض التقارب مع النظام وتعويم “حزب البعث”!
“المدارنت”..
واصل المتظاهرون في محافظة السويداء جنوبي سوريا، احتجاجاتهم السلمية، للمطالبة بإسقاط النظام، وتطبيق القرارات الأممية المتعقلة بسوريا، رافضين بشكل قاطع محاولات احتواء حركة الاحتجاج وتعويم حزب البعث الحاكم من جديد.
ومزّق محتجون صور رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد إزالتها عن واجهات المؤسسات الحكومية في المحافظة، في خطوة تكررت منذ انطلاق الحراك الذي يقترب من دخول شهره العاشر.
وركزت التظاهرات اليوم، على التذكير بمأساة مخيم الركبان، وضحايا قصف النظام من أطفال إدلب، والخناق الذي يتعرض له اللاجئون السوريون في لبنان، مشددة على ضرورة الإسراع بتطبيق القرار الأممي 2254 والتمسك به باعتباره بداية الخلاص السوري.
وقال الناشط المدني عدنان أبو عاصي لـ”العربي الجديد”: “ما نزال نركز في كل تظاهرة على ضرورة الحلّ السلمي، والانتقال السياسي وفق القرار الدولي 2,254، وفي نفس الوقت نطالب في كل يوم بإطلاق سراح المعتقلين والمغيبين قسرياً في سجون النظام، وسنبقى على هذا النهج الذي بات أهم مبادئنا كحراك شعبي وأساساً للتوافق بين جميع المكونات السياسية والشعبية السورية”.
أضاف “نحن نستطيع مطالبة العالم وتذكيره كل يوم بآلاف المعتقلين مجهولي المصير، ونسعى لتكون حريتهم باكورة الحل السياسي السوري. وقد وجهنا باسم حراك السويداء الشعبي عدة رسائل إلى مؤتمر القمة العربية الذي عُقد قبل أيام في البحرين، وإلى المنظمات الدولية، طالبنا فيها بحرية المعتقلين ومحاكمة رأس النظام السوري وعدم التطبيع مع هذا النظام قبل البدء بالحل السياسي”.
وفي الوقت الذي يسوق فيه النظام، إعلامياً، المحافظ الجديد في السويداء، أكد الناشط المدني أيمن نوفل استمرار الحراك الشعبي رغم التعزيزات العسكرية والضغوط الأمنية والاقتصادية التي يتعرض لها العديد من المتظاهرين، مضيفاً “نحن في مرحلة ثبات تقابل الحشد الذي يؤسسه المحافظ الجديد أكرم علي محمد قبل البدء بعمله، وقد لاحظنا سعي الأجهزة الأمنية والحزبية خلال الأيام القليلة الماضية جرّ الوفود المهنئة وبعض الوجهاء ورجال الدين في مباركات شكلية لمنصب المحافظ”.
وأشار نوفل في حديثه لـ”العربي الجديد” إلى أن أبناء المحافظة يدركون أن المحافظ القادم من خلفية أمنية يسعى لمحاولة القضاء على الحراك الشعبي، ويضع ذلك في سلم أولوياته، مؤكداً أن ذلك “لا يزيد المحتجين إلا إصراراً على المتابعة حتى تحقيق أهدافنا التي تمثل أهداف كل الشعب السوري”.
من جهتها، اعتبرت الناشطة الحقوقية، سلام عباس، أن “الترويج الإعلامي للمحافظ المشهور بتاريخه الإجرامي، والتلويح بصور الوفود لا يعدو كونه فقاعة صابون”.
ورأى ناشط آخر رفض ذكر اسمه لـ”العربي الجديد” لأسباب أمنية، أن “كل المجريات والأحداث الأخيرة، ستصعّد من وتيرة الحراك”، مضيفا “إن مشاركته الأولى في الاحتجاجات اليوم، جاءت بعد اقتناعه بعدم نجاعة الصبر، وبعد انعدام الأمل بالتغيير مع الصمت”، مشيراً إلى “ضرورة إعلاء الصوت، فلا حلّ بديل لذلك”.