مقالات

(حكي بلدي).. تـعـــويـــذات..!

علي شاهين/ افريقيا
خاص “المدارنت”..
أتعجب من الذين يسوّقون بان شفيعاً أو اماماً أو نبياً أو قديساً ظهر ليشفي مريض، او يمشّي مشلول، او يسمّع اصم، او يكلّم ابكم، بحالات خاصة فردية، رغم انه هناك ملاين المرضى والعميان، والمشلولين، ومئات الالاف من البكم والصمّ اشد ورعاً، واكثر تقوى، واطهر دعاء، من نفس الاوصاف، ويتألمون اكثر بآلاف المرات من الم الزائدة الدودية، او شلل نصفي، او تلعثم باللسان، او طرش بالأذنين…
لماذا تقتصر هذه الاعاجيب على حالات فردية في مجتمعات سحقتها الحروب، والامراض، والفقر، والبطالة، والعوز، بشكل جماعي…
لماذا لا نشكر الطبيب، انما نلعنه في حال نجح وفي حال اخطأ ونفتح معركة على صندوق الدفع في العيادات، بينما ندفع نفس القيمة اضحية ونذور على قبور الاولياء، ومزارات الصالحين…
لماذا من يكتب لك حجاب، او يبيت لك استخارة، او يصلي لك ليحرسك من كل مرض، ويحميك من كل شر، ويغنيك من خزائن مال، ويعصمك من كل خطية، نفسه يتلقى العلاج في احدث المستشفيات، وبأشراف امهر الاطباء، ويحرس نفسه بمواكب من الحراس والسيارات، ويودع الملايين من الدراهم في الحسابات، وما ملكت يمنيه من الزوجات، ومن نفس الاموال التي نزرتها، ليشفيك، ويحميك، ويغنيك. ولماذا اماني الفقراء يراد لها ان تتحق بالدعاء، واماني الاغنياء تحقق بالمال، في قسمة اجتماعية مجحفة في التوزيع والتقاسم.
ولماذا يظهر المخلصون بخجل اما في السماء او في الهواء او في المنامات والاحلام، ولا يظهرون على الملأ ويخلصّون الفقراء، والمسحوقين، والمظلومين من واقعهم ومن حكامهم، ومن امراضهم وابتلاءاتهم وأوجاعهم بشكل جماعي…
اخاف ان يتعلق البسطاء بغيب السماء ، بينما ينعم مروجي الخلاص بنعم الارض.
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى