تقرير أممي: العنف الجنسي في معتقلات سوريا يرقى إلى جرائم ضدّ الإنسانية!
“المدارنت”..
أشارت “لجنة التحقيق الدولية المستقلة”، المعنية بسوريا، التابعة للأمم المتحدة، يوم أمس، الأربعاء ، الواقع فيه 19 من حزيران، الى أن “العنف الجنسي في مراكز الاحتجاز التابعة لـ”الحكومة السورية” (في إشارة إلى حكومة النظام)، والذي يشكل جزءًا من هجوم واسع النطاق وممنهج ضد السكان المدنيين، يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية”.
وبمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، ذكّرت اللجنة بورقة سياسات صادرة عنها في حزيران 2023، وطالبت خلالها حكومة النظام بوقف جميع أشكال الاحتجاز الانفرادي والإخفاء القسري وضمان قدرة المحتجزين على التواصل مع أسرهم، بالإضافة إلى تنفيذ توصيات اتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة، ولجنة مناهضة التعذيب ولجنة حقوق الطفل واللجنة المعنية بحقوق الإنسان.
كما طالبت باتخاذ تدابير استباقية لتعزيز المساواة للمرأة في مسائل الملكية السكنية، بما في ذلك الميراث، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير لتغيير القوانين والممارسات والأعراف والمواقف التي تثنى المرأة عن السعي إلى تحقيق المساءلة عن أعمال العنف، بما في ذلك اعتماد تشريع جديد بشأن العنف ضد المرأة، وإلغاء القوانين التي تسمح بتخفيف الأحكام في حالة وجود دوافع “مشرفة” للقتل أو الجرائم الأخرى ضد المرأة، وإلغاء التشريعات التي توفر حصانة فعلية من الملاحقة القضائية لأفراد قوات أمن الدولة.
اللجنة عبر ورقة السياسات طالبت بزيادة عدد الملاجئ وغيرها من تدابير الحماية لتوفير بديل آمن للنساء الهاربات من العنف الأسري وسوء المعاملة، والسماح للمنظمات بتقديم خدمات الدعم بحرية، والمشورة والتمثيل القانوني.
ومن الأمور المطلوبة من حكومة النظام في هذا السياق، اتخاذ تدابير لمكافحة الزواج المبكر والقسري، وكفالة منح الجنسية لجميع الأطفال المولودين في سوريا من أمهات سوريات الجنسية.
وطالبت اللجنة السلطات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، بوقف جميع أشكال الاحتجاز التعسفي، والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي الانفرادي والاختفاء القسري، ودعت لاتخاذ تدابير لمكافحة الزواج المبكر والقسري، وطالبت هيئة “تحرير الشام” في إدلب، بضمان عدم تطبيق المتطلبات المتعلقة بموافقة الذكور لأي غرض.
كما دعت “الهيئة” و”الجيش الوطني” في الشمال السوري، إلى وقف الإجراءات التي تعرقل البرامج التي تهدف إلى تعزيز احترام حقوق النساء والفتيات، بالإضافة إلى مطالبة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بتحسين الظروف في مخيمي “الهول” و”الروج”، شمال شرقي سوريا.
وفي 13 من شباط الماضي، ذكر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن العديد من السوريين الذين فروا من الحرب يواجهون انتهاكات وتجاوزات جسيمة لحقوق الإنسان عند عودتهم إلى سوريا.
وبحسب تقرير صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فالانتهاكات والتجاوزات الموثقة ارتكبتها الحكومة وسلطات الأمر الواقع والجماعات المسلحة الأخرى في جميع أنحاء سوريا، ومن أبرزها، الاحتجاز التعسفي، والتعذيب، وسوء المعاملة، والعنف الجنسي والمبنى على النوع الاجتماعي، والإخفاء القسري، والاختطاف.