ثلاثة أيام في مصر../ الجزء (5)
خاص “المدارنت”..
يتابع موقع “المدارنت” اليوم، نشر الحلقة الخامسة من سلسلة: “ثلاثة أيام في مصر”، لإبن بلدة كامد اللوز في البقاع الغربي، الطبيب اللبناني المقيم في البرازيل، د. بلال رامز بكري، والتي يختصر فيها مشاهداته، ووقائع رحلته الى أرض الكنانة/ مصر، والأحداث التي رافقته في هذه الرحلة السياحية السريعة، بخاصة، وأنها المرة الأولى التي يزور فيها الكاتب هذا البلد العربي العريق، بهدف التعرّف على آثاره، وبعض مناطقه.
كتب د. بلال بكري:
“لم أكن أتصوّر أن الصعود إلى تمثال أبي الهول سيمرّ بذكر أمر قد يبدو رومنسيًا وقد يبدو خادشًا للحياء عند البعض. لم يخطر لي على بال أن العاشق والمعشوقة سيكونان وصفا من أوصاف الهندسة المصرية القديمة ودليلا على عبقريتها. ففي طريقنا إلى أبي الهول سيرا على الأقدام، بعد أن أنزلنا السائق في محيطه المباشر، كان علينا أن نعبر مبنى أثريا ربما كان معبدا أو هيكلا أو كانت له وظيفة أخرى. ومن خلال هذا المبنى الأثري غير المسقوف، أسفل أبي الهول، نصعد في درجات سلالم حجرية للوصول إلى التمثال العظيم. وقد علمت في ما بعد أن هذا المبنى يطلق عليه اسم “معبد الوادي”، وهو أنشئ لخدمة الهرم الثاني، أي هرم خفرع.
استوقفني الدليل السياحي في إحدى قاعات هذا المبنى وراح يشرح لي عن العبقرية المعمارية والهندسية عند المصريين القدماء. وعندما لفت انتباهي إلى الجدران، طلب مني أن أنظر إلى الزوايا المستقيمة استقامة مذهلة. فالزاوية القائمة في الجدران تتكون من أحجار رخامية ضخمة مركبة على بعضها البعض بطريقة متماسكة كالمفتاح وبابه، أو بتعبير الدليل السياحي: كالذكر والأنثى.
لم يكن في المشهد أي شيء من الإباحية. بل على العكس تماما من ذلك. الأجواء مليئة بالهيبة والرهبة. ووقار آلاف السنين من هذه العجائب المعمارية والهندسية يفرض نفسه على المكان، ويستدعي الخشوع والخضوع. لفتني تعبير الدليل السياحي للدلالة على الطريقة العبقرية لتركيب تلك الأحجار الرخامية العملاقة لإقامة الزوايا القائمة التي لا تزال آية من آيات الإتقان والإحكام والعبقرية منذ آلاف السنين.
ليست التفاصيل الكبيرة والمشهد العام للآثار العملاقة هو ما يبهر فقط.
التفاصيل الصغيرة تدل أحيانا على العبقرية والإتقان والإعجاز أكثر بكثير من الصورة الكبرى. ومن هذه التفاصيل الصغيرة ما أطلق عليه الدليل السياحي لقب “الذكر والأنثى” في طريقة بناء زوايا قائمة بلغت درجة الكمال المعجز. وعندما نقول المعجز فإننا نتكلم عن إنسان جميع العصور ولا نخص بالذكر الإنسان القديم وحده. فمن مجموع هذه التفاصيل الصغيرة الإعجازية والعجائبية تولدت تلك الآثار الخالدة العملاقة.
ولعلّ الهندسة المعمارية المصرية القديمة تستطيع أن تأخذنا من الخاص إلى العام، ومن ميدان العمران والهندسة والرياضيات إلى جميع الميادين الأرحب في الحياة. فليست الزوايا القائمة وحدها التي تبلغ غاية الإتقان والإحكام وتمام الصنعة بواسطة طريقة “الذكر والأنثى”، بل الحياة كلها من الأسرة إلى المجتمع فالأمة، الحياة كلها لا تقوم لها قائمة حقة ولا يستقيم أمرها إلا بواسطة الذكر والأنثى عاشقين يضمان بعضهما البعض ويحنوان على بعضهما البعض.
ولئن كانت الأهرامات العظيمة ومعها أبو الهول آثارًا عائدة لملوك ذكور، وتخلّد ذكرى رجال عظماء من سالف الأزمان، هذا إن سلّمنا بالرواية التاريخية الرسمية، فإن العاشق والمعشوقة هما أساس كل هذا العمران الباهر، وأساس كل هذه الحضارة العظيمة، بل أساس الإنسانية بأسرها. وكم من الدروس نستطيع أن نستخلصها إذا ما أمعنّا النظر والتأمّل في كل ما تركه الأقدمون من الآثار. وكم من أبواب الأزل والأبد تفتح لنا كلما أخلصنا في التدبّر والتفكّر في الأوابد والأطلال والصروح والمعابد والهياكل. والإنسان مهما علا أو سفل، ومهما شرّق أو غرّب، ومهما ضلّ أو اهتدى، الإنسان هو الإنسان في كافة العصور والحِقَب.
فليكن ذكر الذكر والأنثى مؤبدا، وليكن عشق العاشق والمعشوقة خالدا. وليحيَ الإنسان الذي يولد من عشقهما كريما نبيلا عظيما.
كنّا قد أنهينا جولتنا السياحية في منطقة الأهرامات وركبنا في السيارة التابعة لشركة السياحة. كانت جولة من العمر دامت قرابة ثلاث ساعات. والوقت لا يقاس بالثواني والدقائق والساعات والأيام، إن هذه كلها إلا مجرّد علامات لا تغني ولا تسمن من جوع. الوقت يقاس بمقدار ما نجد فيه من حياة، وبمقدار ما نحسّ فيه بقيمتنا كأفراد وجماعة منتمين إلى النوع الإنساني الذي أكرمه أكرم الخالقين ويسّر له السبيل إما شاكرًا وإما كفورا. ما بين الساعة الثامنة ونيف والحادية عشرة ونيف من ذلك الصباح التموزي المصري الملتهب حرًّا، كنت قد قمت بواحدة من أكثر الجولات أثرا في حياتي، وبزيارة ستظلّ مطبوعة في تلافيف الذاكرة وفي حنايا الروح ما بقي في هذه العروق نبض وما دام في هذه النفس رمق.
كانت هذه الجولة رغم قِصَرِ مدتها قد نالت مني إجهادًا وإرهاقًا. وقد ابتللتُ من رأسي إلى أخمص قدميّ وابتللت ملابسي بالعرق الغزير. وكنت في حالة من حالات التَّعَب والنَّصَب قد لا تكون من أسوئها، لكنها قطعا لم تكن حالة مريحة. فإلى ساعات السفر الطويلة من ساو باولو إلى الدوحة فالقاهرة أضيفت مغامرة الدخول إلى الهرم الأكبر مع الحرّ الشديد في ذلك اليوم. كان الجدول السياحي المتفق عليه مع الشركة السياحية في ساو باولو يضمّ زيارة إلى متحف من متاحف صنع ورق البردي الذي استخدمه المصريون القدماء لتدويناتهم. وتختتم الجولة بغداء في إحدى مطاعم الجيزة المجاورة للأهرامات.
لم تكن بي شهوة إلى الطعام في ذلك الصباح. وكانت الساعة الحادية عشرة والنصف تقريبا. ولعل ذلك يعود إلى وجبة الإفطار الدسمة في الفندق بالإضافة إلى الإرهاق إثر الجولة الأهرامية. أما زيارة متحف ورق البردي فقد أبلغت الدليل السياحي والسائق أنني أعفيهما منها. ولعلهما قد ضحكا في سرهما من توفيري عليهما عناء زيارة إضافية، رغم أنها كانت مقررة في الجدول المتفق عليه. لكن لسبب ما ألحّ عليّ الدليل السياحي في قبول وجبة الغداء رغم عدم اشتهائي للطعام في تلك اللحظة. كل ما كنت أريده هو العودة الى الفندق والاستحمام ومن ثم الاستراحة وبعد ذلك مواصلة تجوالي السياحي في القاهرة. أخيرا امتثلتُ لإلحاح الدليل السياحي، وقبلت بتناول وجبة الغداء التي يتضمنّها برنامج الرحلة المدفوعة سلفا.
بعد رحلة لم تتجاوز الربع ساعة من منطقة الأهرامات، وبعد أن عبرنا جسرا يعلو شارع الهرم، وصلنا إلى مطعم أجنبي الاسم في الجيزة. نزل الدليل السياحي من المقعد الأمامي بجانب السائق ونزلت معه. أما السائق المسكين فقد ظلّ ينتظرنا ولم يدخل لمشاركتنا وجبتنا. لم أشأ أن أسأل أسئلة محرجة من نوع لماذا لا تدخل معنا. ولماذا تنتظرنا في الخارج. لكنني خمّنت أن الشركة السياحية لا تغطّي تكاليف وجبة الغداء إلا لزبونها السائح ولدليله السياحي وتستثني السائق المسكين من هذه الإكرامية.
دخلنا إلى المطعم الذي كان شبه خالٍ في تلك الساعة التي كانت تقترب من منتصف النهار. طلب رفيقي مقعدين واستأذنني للجلوس على نفس الطاولة. فأجبت بالإيجاب. نبّهني إلى أن البوفيه المفتوح يسمح لي بتناول الكمية التي أريد من الطعام والحلويات. وهذا يدخل في حساب البرنامج المتفق عليه مع الشركة السياحية. أما المشروبات التي أطلبها فتكون على حسابي. أبلغته بموافقتي. قبل البدء بملء أطباقنا من البوفيه، توجه كل منا إلى دورة المياه.
تفاجأت بأن التيار الكهربائي كان مقطوعا في ذلك المطعم.
وقد أخبرني المرشد السياحي أن تقنين الكهرباء لبضع ساعات في اليوم هو أمر يحصل في مصر هذه الأيام، ولم يذكر لي السبب. لم أسأل عن السبب لأنني لم أكن أمتلك الطاقة للفضول في ظل ذلك الحر الشديد والإرهاق مضافا إليهما انقطاع التيار الكهربائي في ذلك المطعم. وهذا ما اضطرني الى استخدام مصباح هاتفي حين ذهبت إلى المرحاض لقضاء حاجتي. فالمنفذ الوحيد للنور في ذلك المطعم المستطيل الشكل كان واجهته الأمامية.
أما الجوانب والواجهة الخلفية فلا وجود لنوافذ فيها. غسلت وجهي ورأسي، مما خفف من معاناتي مع الحرّ والتعب، وعدت إلى طاولتنا. طلبت من النادل “الحاجة الصاقعة” كما يقول إخواننا المصريون. وتوجّهت إلى البوفيه.
كان البوفيه محتويا على تشكيلة فيها من أنواع وألوان المأكولات من مقبلات وسلطات ولحوم وأطباق أخرى. وكان هناك في مؤخرة البوفيه مكان مخصص للحلويات. الأطباق كلها كانت من النوع المألوف لي. وكلها من الأكلات المنتشرة عالميا. لم أعثر على أي أكلة مصرية كالكوشري أو الفول أو الطعمية. باختصار كان البوفيه بلا هوية تنتمي للمطبخ المحلي. ولكنه كان سلة متنوعة من الأكلات المنتشرة عالميا والمتعارف عليها بين الشعوب. وتحت النور الخافت، ملأت صحني بما تيسّر من طعام وعدت إلى الطاولة.
كان بعض السياح من ذوي الملامح الأوروبية بالشعر الأشقر والعيون الزرق قد أخذوا أماكنهم في المطعم بالتزامن معنا. وشرعت في تناول أول وجبة غداء لي على الأراضي المصرية في مطعم بلا كهرباء، وبالتالي بلا إنارة ولا تكييف. لم أكن أتصوّر أن الدولة المصرية عندها مشكلات في تزويد مواطنيها ومرافقها العامة بالكهرباء على مدار الساعة، وقد تفاجأت كثيرا بهذا الأمر. أعلم، مثلا، أن وطني لبنان منذ عقود يعاني من عدم توفير التيار الكهربائي لمواطنيه، لكن هذه أزمة لا يعود أمرها إلى أي تيار فيزيائي وإنما إلى التيارات السياسية الفاسدة التي وضعت يدها على لبنان ونهبته نهبا واستولت ظلما وعدوانا على ماله العام، فحرمت أبناءه من أبسط الخدمات.
أما في البرازيل، وطني الثاني حيث أقيم منذ ما يزيد عن ربع قرن، فإن التيار الكهربائي مؤمَّنٌ على مدار ساعات اليوم الأربع وعشرين. ولا يحدث إلا نادرا جدا أن ينقطع التيار الكهربائي. وحتى إن حصل هذا فإن المدة لا تطول إلا لدقائق أو بضع ساعات سرعان ما تنقضي بالتصليح السريع والناجز.
رويدك أيها القارئ العزيز، فهذا العنوان لا يتناول غزوا عسكريا ولا اقتصاديا ولا ثقافيا، ولا حتى سياسيا. فمصر والصين دولتان صديقتان قد تعززت صداقتهما هذا العام بدخول مصر في مجموعة البريكس، وهو التكتّل الدولي الذي كان يضمّ خمس دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وإفريقيا الجنوبية. في هذا العام، وعلى إثر تغيرات جيو/ سياسية واستراتيجية هامة في العالم على ضوء حرب أوكرانيا وغيرها من النزاعات، فإن حلف البريكس قد أفسح المجال لبعض الدول النامية بالانضمام إليه. وكانت ثلاث دول عربية من بين هذه الدول، وهي مصر والسعودية والإمارات. إنضمت إلى البريكس أيضا كل من الأرجنتين وأثيوبيا وإيران.
وعليه، فمن غير المنطقي أن يغزو الصينيون اليوم مصر عسكريا ولا أن يمارسوا حيالها أي أعمال عدائية سياسية أو أمنية. فمصر والصين أضحتا أكثر من مجرد دولتين صديقتين، بل صارتا دولتين حليفتين في نفس الحلف الدولي. أما اقتصاديا، فمن نافل القول ذكر أن البضائع الصينية تغزو العالم بأسره، ومصر بطبيعة الحال لا تشذّ عن هذه القاعدة.
الغزو الذي يشير إليه عنواننا هنا هو الغزو السياحي الصيني لأرض الكنانة. ففي الفندق الذي نزلت فيه في مصر الجديدة يصادفك أصحاب البشرة الصفراء والعيون الضيّقة المائلة في ممرات الفندق وفي بهوه وفي المطعم صباحا عند تناول طعام الإفطار. وحين زرت الأهرامات كان الصينيون هناك في كل النقاط في المنطقة الأَثَرية.
وحين دخلت الهرم الأكبر كان الصينيون هناك موجودون بشكل ملحوظ في السراديب والدهاليز، رجالا ونساء، وشيبا وشبابا. وفي المعالم السياحية الأخرى في القاهرة، كان الوجود الصيني لافتا أيضا، مع وجود أدلّاء سياحيين صينيين يوجّهون السياح من بني جلدتهم، ويشرحون لهم عن مصر وحضارتها الخالدة.
أعترف أن هذه الكثافة الصينية السياحية في مصر قد فاجأتني، وإن كنت على علم أن الصينيين يغزون العالم سياحيا في العديد من الأماكن. فعندما سافرت إلى مدينة الريو دي جانيرو البرازيلية هذا العام لحضور مؤتمر طبي وقمت بجولة سياحية، كان الصينيون هناك يتجوّلون ويتعرفون على المعالم الخلّابة للمدينة البرازيلية العجيبة. وفي العام الماضي عندما سافرت الى مدينة فوز دي إيغواسو البرازيلية، على الحدود الثلاثية مع الأرجنتين والباراغواي، حيث تقع شلالات نهر إيغواسو الشهيرة والتي تشترك فيها الأرجنتين مع البرازيل، كان السياح الصينيون موجودون هناك بكثافة أيضا.
وكنت قد علمت من بعض الزملاء الأطباء في البرازيل عن الغزو السياحي الصيني لمناطق أخرى من العالم. فأخبرني البعض منهم أن السياحة الصينية تغزو أوروبا. وقد أخبرني هؤلاء الزملاء أنهم شهدوا بأم العين الكثافة السياحية الصينية في بعض بلدان أوروبا. وهنا لا بد أن أسوق ملاحظة سمعتها من الزملاء البرازيليين بالإجماع، مع التنبيه على أنني أمقت العنصرية والتمييز بجميع أشكالهما. فقد قال لي بعض هؤلاء الزملاء البرازيليين أن التهذيب والأدب ليسا من سمات السياح الصينيين بشكل عام. وأن هذا يلاحَظ بالطريقة التي يعامل بها السياح الصينيون أهل البلدان المضيفة والسياح من جنسيات أخرى.
وأحب أن أشدد مجددا أنني أمقت العنصرية بجميع أشكالها. ولكن ما شاهدته من السياح الصينيين في كل من شلالات إيغواسو ومدينة ريو دي جانيرو البرازيلية وأخيرا في مصر، ما شاهدته منهم في كل هذه المعالم السياحية الرائعة يجعلني أضم صوتي إلى صوت زملائي البرازيليين. فالانطباع العام الذي تولّد عندي عن الصينيين أنهم لئن كانوا شعبا دؤوبا منظما تنظيما عاليا، فإن التهذيب والنظافة ليسا من سماتهم.
ولذلك فهذا الانطباع الذي توكّد عندي في البرازيل جعلني أنفر منهم عندما صادفتهم في مصر. وعلى كل حال، فما رأيته منهم في مصر أيضا قد جاء ليوكّد عندي هذا الانطباع السلبي. وبالإضافة الى هذا وذاك، لم يكن جيدا الانطباع الذي تولّد عندي لدى التعامل في ساو باولو مع بعض المهاجرين الصينيين من أصحاب المحلات التجارية.
وهذا يجعلني أخشى من الصعود الصيني في العالم. فهذا التنّين العملاق، الذي تحكمه منظومة ملحدة، لا يني يجرّد الإنسان من إنسانيته، ويحوّله إلى برغي صغير في آلة الدولة العملاقة. لا رحمة. لا تكافل. لا مودة. الإنسان كفرد لا قيمة له.
الشعب الصيني بأسره مجموعة عبيد عند الدولة والحزب الحاكم، وهناك قلة قليلة من المحظوظين أصابوا ثراء وجاهًا ونجوا من السحق التام الذي راحت ضحيته عامة الشعب. ولا غرابة في تجرد السياح الصينيين من الأدب والتهذيب واتّصافهم بالفظاظة والغلاظة، فإنهم يعكسون منظومة القيم المادية الملحدة التي تقوم عليها دولتهم الجبّارة العملاقة.
لا أكره الإنسان الصيني، لكنني أكره المنظومة الصينية الحاكمة، لو مهما بلغت من قوة وجبروت، فهي في النهاية تنادي بالإلحاد وتحرّم الرحمة والرأفة وتسلب من الإنسان إنسانيته.
(يتبع)