“المدارنت”..
تكللت المشاورات الجارية في جنيف السويسرية، حول الأزمة السودانية والوضع الإنساني القائم هناك، التي تشارك فيها الإمارات إلى جانب أربع دول ومنظمتين دوليتين، بعبور أول دفعة من المساعدات المنقذة للحياة عبر معبر أدري الحدودي مع تشاد، ضمن مسعى دولي لإنقاذ ملايين السودانيين ممن يواجهون اِنعداماً حاداً في الأمن الغذائي في إقليم دارفور، وفي أنحاء البلاد التي تضررت بفعل الصراع الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
دخول هذه المساعدات، بمكانة جرعة أولى للسكان المهددين بالمجاعة، ولم يكن إنجازاً سهلاً في ظل تعقيدات الواقع الميداني واضطراب الأمن، وكانت ثمرة مفاوضات واتصالات ومناشدات عدة، وكان للاجتماعات، التي تستضيفها جنيف بمشاركة الإمارات والولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، دوراً فاعلاً في تحقيق هذه النتيجة بعد لقاء ممثلي القوات المسلحة السودانية (الشرعية) و(ميليشيا) «الدعم السريع» وموافقتهم على وقف الأعمال العدائية وفتح معابر الإغاثة، والسماح بمرور آمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية ولعمال الإغاثة في جميع المناطق.
كان التحرك ملحاً ومطلوباً بأقصى درجات السرعة، لأن الوضع كارثي وفوق الاحتمال، وتكفي الإشارة إليه بأن أكثر من 6 ملايين شخص، مهددون بالمجاعة في أنحاء إقليم دارفور، ولا سيما في الفاشر، فضلاً عن أكثر من 25 مليوناً، أي نحو نصف عدد السكان، في عموم السودان، يواجهون انعدام الأمن الغذائي، بسبب ندرة الموارد واتساع الحرب والكوارث الطبيعية من جفاف وفيضانات، كتلك التي شهدها شمال دارفور، وولايتا الشمالية ونهر النيل، بينما تتفشى الكوليرا في مناطق أخرى مثل ولاية كسلا، شرقي البلاد، التي سجلت مئات الإصابات وعشرات الوفيات بهذا الوباء القاتل.
أوضاع السودان، وحيثما تقلبت وجوهها، أصبحت لا تحتمل، والأرقام المفزعة والإحصائيات المهولة عن ضحايا الحرب والمجاعة والأوبئة والكوارث الطبيعية، تؤكد أن هناك أزمة شاملة تتطلب وقفة السودانيين مع أنفسهم، وتضامن المجتمع الدولي، وأولى الاستحقاقات لتحقيق انفراجة عملية، يجب وقف هذه الحرب الملعونة الدائرة بين أبناء الشعب الواحد، فمنذ أكثر من 16 شهراً والمعاناة تتفاقم، وقد تكون طويلة إذا لم تسارع جميع الأطراف إلى اعتماد الوسائل السلمية، لإنهاء هذا الصراع، عبر المفاوضات والمرجعيات المتفق عليها، فمن دون وقف هذه الحرب، لن تتم محاصرة المجاعة والتصدي للأوبئة والأمراض واستعادة السلم الأهلي الذي بات مفقوداً، وأوصل السودان إلى مشارف الضياع.
قد كان من المؤسف، الإعلان عن إلغاء لقاء كان مقرراً عقده الأربعاء الماضي في القاهرة، بين وفد من الحكومة السودانية، ومبعوث أمريكي ومسؤولين مصريين، ومبعث الأسف أن ذلك اللقاء كان يفترض أن يكون رافداً لما تحقق في اجتماعات جنيف، كما كان سيمثل دفعة أخرى للجهود الرامية إلى صياغة حلّ سياسي، وفق ما تم التوصل إليه سابقاً في منبر جدة.
ل الأمل أن يتم تجاوز كل الخلافات والعراقيل والالتزام بالحوار، ولغة التفاوض سبيلاً لإنقاذ السودان، وملايين المدنيين الذين ضاقت بهم السبل ولا يجدون مكاناً آمناً يلجأون إليه، أما النكوص عن ذلك كله، فسيؤدي إلى اتساع الكارثة، بكل ما تحمله من مخاطر وتهديدات للسودان ومحيطه الإقليمي.
تكللت المشاورات الجارية في جنيف السويسرية، حول الأزمة السودانية والوضع الإنساني القائم هناك، التي تشارك فيها الإمارات إلى جانب أربع دول ومنظمتين دوليتين، بعبور أول دفعة من المساعدات المنقذة للحياة عبر معبر أدري الحدودي مع تشاد، ضمن مسعى دولي لإنقاذ ملايين السودانيين ممن يواجهون اِنعداماً حاداً في الأمن الغذائي في إقليم دارفور، وفي أنحاء البلاد التي تضررت بفعل الصراع الدامي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
دخول هذه المساعدات، بمكانة جرعة أولى للسكان المهددين بالمجاعة، ولم يكن إنجازاً سهلاً في ظل تعقيدات الواقع الميداني واضطراب الأمن، وكانت ثمرة مفاوضات واتصالات ومناشدات عدة، وكان للاجتماعات، التي تستضيفها جنيف بمشاركة الإمارات والولايات المتحدة وسويسرا والسعودية ومصر والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، دوراً فاعلاً في تحقيق هذه النتيجة بعد لقاء ممثلي القوات المسلحة السودانية (الشرعية) و(ميليشيا) «الدعم السريع» وموافقتهم على وقف الأعمال العدائية وفتح معابر الإغاثة، والسماح بمرور آمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية ولعمال الإغاثة في جميع المناطق.
كان التحرك ملحاً ومطلوباً بأقصى درجات السرعة، لأن الوضع كارثي وفوق الاحتمال، وتكفي الإشارة إليه بأن أكثر من 6 ملايين شخص، مهددون بالمجاعة في أنحاء إقليم دارفور، ولا سيما في الفاشر، فضلاً عن أكثر من 25 مليوناً، أي نحو نصف عدد السكان، في عموم السودان، يواجهون انعدام الأمن الغذائي، بسبب ندرة الموارد واتساع الحرب والكوارث الطبيعية من جفاف وفيضانات، كتلك التي شهدها شمال دارفور، وولايتا الشمالية ونهر النيل، بينما تتفشى الكوليرا في مناطق أخرى مثل ولاية كسلا، شرقي البلاد، التي سجلت مئات الإصابات وعشرات الوفيات بهذا الوباء القاتل.
أوضاع السودان، وحيثما تقلبت وجوهها، أصبحت لا تحتمل، والأرقام المفزعة والإحصائيات المهولة عن ضحايا الحرب والمجاعة والأوبئة والكوارث الطبيعية، تؤكد أن هناك أزمة شاملة تتطلب وقفة السودانيين مع أنفسهم، وتضامن المجتمع الدولي، وأولى الاستحقاقات لتحقيق انفراجة عملية، يجب وقف هذه الحرب الملعونة الدائرة بين أبناء الشعب الواحد، فمنذ أكثر من 16 شهراً والمعاناة تتفاقم، وقد تكون طويلة إذا لم تسارع جميع الأطراف إلى اعتماد الوسائل السلمية، لإنهاء هذا الصراع، عبر المفاوضات والمرجعيات المتفق عليها، فمن دون وقف هذه الحرب، لن تتم محاصرة المجاعة والتصدي للأوبئة والأمراض واستعادة السلم الأهلي الذي بات مفقوداً، وأوصل السودان إلى مشارف الضياع.
قد كان من المؤسف، الإعلان عن إلغاء لقاء كان مقرراً عقده الأربعاء الماضي في القاهرة، بين وفد من الحكومة السودانية، ومبعوث أمريكي ومسؤولين مصريين، ومبعث الأسف أن ذلك اللقاء كان يفترض أن يكون رافداً لما تحقق في اجتماعات جنيف، كما كان سيمثل دفعة أخرى للجهود الرامية إلى صياغة حلّ سياسي، وفق ما تم التوصل إليه سابقاً في منبر جدة.
ل الأمل أن يتم تجاوز كل الخلافات والعراقيل والالتزام بالحوار، ولغة التفاوض سبيلاً لإنقاذ السودان، وملايين المدنيين الذين ضاقت بهم السبل ولا يجدون مكاناً آمناً يلجأون إليه، أما النكوص عن ذلك كله، فسيؤدي إلى اتساع الكارثة، بكل ما تحمله من مخاطر وتهديدات للسودان ومحيطه الإقليمي.