حياتي بين أقلام ودَفتَر!

“المدارنت”..
[1]
حياتي بَينَ أَقْلامٍ وَدَفْتَرٍ
وعُمْري نِصْفُ مِسْطَرَةٍ مُدَوَّرْ
هنا الـمِبراةُ تَنخُرُ وَهْيَ تَشْدُو
هنا الـمِمحاةُ تَركُضُ وهْيَ تَثْأَرْ
ويَومي “حِصّةٌ” في إثْرِ أُخرى
وهذي “فُرصةٌ” كالبَدْرِ تَظْهَرْ
مَكاني “اللَّوحُ” أشْرَحُ كُلَّ خافٍ
و”مِنْضَدةٌ” أُصحِّحُ كُلَّ مُضْمَرْ
يُراوِدُني امْتِحانٌ حِينَ أَغْفُو
وتَقْسيمُ العَلامَةِ حينَ أَسْهَرْ
[2]
قَضَيتُ العُمْرَ.. أَوْراقي سَرِيري
ولَونُ مِخَدَّتي كالحِبْرِ أَحْمَرْ
تُناجِيني “عُكاظٌ” في مَنامي
فأَرْحَلُ نَحْوَ وادِي الجِنِّ “عَبْقَرْ”
أَأَنْظارُ التَّلاميذِ اسْتَقَرَّتْ
عَلَيَّ؟ أَظُنُّهُ وَهْمًا تَبَخَّرْ
كأَنَّ وُجوهَهُم حولي.. وهذي
أَصَابِعُهم تُلِحُّ، ولَيْسَ تَضْجَرْ
[3]
غريبٌ أنَّني في كلِّ هذا
أحبُّكِ- مِهنةَ التَّعليمِ- أَكْثَرْ
كَمَنْ تَرَكَ الحلاوةَ والـمُربَّى
وسُرَّ بُخُبزةٍ طُلِيَتْ بِزَعْتَرْ
أوِ اقتَلَعَ البَنَفْسَجَ والأقاحي
وأبقى العُشْبَ في البُستانِ أخْضَرْ
ولَسْتُ بنادِمٍ ما عِشْتُ يومًا
فنُورُ الـحَرْفِ شلَّالاتُ سُكَّرْ.
وفي الـتَّعليمِ سِرٌّ ذو شُجونٍ
تَعشَّقَهُ المُعلِّمُ منذُ أبْحَرْ.