مقالات

دمشق..

 

من دمشق القديمة

كتب الشاعر السوري المهجري جورج صيدح

دمشق أعرفها بالقبة ارتفعت
بالمرجة انبسطت، بالشاطئ ابتردا

بالطيب يعبق في الوادي، وأطيبه
في تربة الأرض غذاها دم الشهدا

أمشي على الضفة الخضراء مؤتنساً
بالحور والسرو والضفاف، منفردا

وأهبط المنحنى مستنطقاً فمه
صدى الليالي الخوالي لو يعد صدى

تغوص في لجك الثرثار ذاكرتي
على الأغاني التي أسمعتني ولداً

من الهدير على البطحاء مبتدرا
إلى الخرير على الحصباء متئدا

فأنثني وربيع العمر عاودني،
كأنني لم أضعه بالنزوح سدى

يا مورد الغوطة الفيحاء، ما بخلت
بالأطيبين وما ضاقت بمن وردا

أهواك في ثوبك الفضي زركشه
بدر الدجى بشعاع حوله مسدا

أهواك في صفحة للفجر ضاحكة
خط النسيم عليها شعره زبدا

أهواك في قلبك الشفاف لاح به
ظل المآذن والأشجار مطرِدا

أهواك كالليث وثابا ومقتحما،
كالأفعوان تلوى، كالغزال عدا

أهواك في يقظتي، أهواك في حلمي
أهواك مقترباً، أهواك مبتعدا

قسمت كفك ـ حبًّا بالقطين ـ إلى
أصابع سبعة فاضت عليه جدا

ملأتُ منك يدي بعد امتلاء فمي
ولو قدرت ملأت الصدر والكبدا

حتى أقول لدهر سامني ظمأ
في غربتي ـ لن تراني ظامئاً أبدا
٠٠٠٠٠٠
للشاعر السوري جورج صيدح
من شعراء المهجر

دمشق أعرفها بالقبة ارتفعت،
بالمرجة انبسطت، بالشاطئ ابتردا

بالطيب يعبق في الوادي، وأطيبه
في تربة الأرض غذاها دم الشهدا

أمشي على الضفة الخضراء مؤتنساً
بالحور والسرو والضفاف، منفردا

وأهبط المنحنى مستنطقاً فمه
صدى الليالي الخوالي لو يعد صدى

تغوص في لجك الثرثار ذاكرتي
على الأغاني التي أسمعتني ولداً

من الهدير على البطحاء مبتدرا
إلى الخرير على الحصباء متئدا

فأنثني وربيع العمر عاودني،
كأنني لم أضعه بالنزوح سدى

يا مورد الغوطة الفيحاء، ما بخلت
بالأطيبين وما ضاقت بمن وردا

أهواك في ثوبك الفضي زركشه
بدر الدجى بشعاع حوله مسدا

أهواك في صفحة للفجر ضاحكة
خط النسيم عليها شعره زبدا

أهواك في قلبك الشفاف لاح به
ظل المآذن والأشجار مطرِدا

أهواك كالليث وثابا ومقتحما،
كالأفعوان تلوى، كالغزال عدا

أهواك في يقظتي، أهواك في حلمي
أهواك مقترباً، أهواك مبتعدا

قسمت كفك ـ حبًّا بالقطين ـ إلى
أصابع سبعة فاضت عليه جدا

ملأتُ منك يدي بعد امتلاء فمي
ولو قدرت ملأت الصدر والكبدا

حتى أقول لدهر سامني ظمأ
في غربتي ـ لن تراني ظامئاً أبدا
٠٠٠٠٠٠

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى