رأس السنة.. بداية جديدة أم استمرار؟!
خاص “المدارنت”..
كيف أكتب للسنة الجديدة، والأحداث تتدحرج أمامي ككرة الثلج، تلملم آخر بقايا سنة 2019؟ ونسأل ما هو آخر حدث، قبل أن تعلن 2020 فرش أجنحتها، محلّقة في سماء العالم؟ هذه السماء التي قُسّمت من دون نقاط تفتيش، ووضعت حدودها في تلك الليلة، عاكسة حالة شعوب الأرض.
قسم منها تغطيه عتمة دخان الحروب، التي علت متطايرة، مُحمّلة بالبؤس والحرمان، هاربة من نظرات الشعوب المعذبة على الأرض، هاربة من نظرات أم وطفل، من أب وشاب، من عجوز، عيونهم ترافق هروبها، مليئة بدموع الرجاء، أن تحمل معها صلاتهم الى الله، راجيته أن يخفف عنهم الذلّ والقهر، ويرحمهم برحمته.
وقسم آخر من تلك السماء، مرآة تعكس أنوار الليل الصافي، وغَيم يتعالى، مسافر الى الأعالي، مُحمّل بموجات من صخب الموسيقى، وأصوات الفرح المنبعث من شعوب تحتفل، وكأنها تحمل صكّ موقع بحقها بالحياة.
لا.. ليست وحدها تستحق الحياة! الفرح يستحقه كل من أنعم الله عليه بنعمة وجوده على هذه الأرض. نعم هذه هي حالة السماء، وهكذا أراها عن بعد، ولا أعتقد إني الوحيدة التي ترى هذه المشهدية الصادمة. ولكن، قد أكون الوحيدة التي تنقلها على الورق بشجاعة، بعين ترى، وضمير ووجدان، ويد تكتب بكل تجرّد واستقلالية.
لا يهمني سوى الانسان، الذي مُنح الحياة ليعيش بأمن وأمان، فلا يحق لأحد أن يجري تجارب حربية، على دول تُسمى دولاً فقيرة أو نامية، كما لا يحق للقوّة أن تُمارس على شعوب عزّل، من أجل مطامع توسّعية، تنتقل بنتيجتها حدود الدول، بعد أن تقتل السواد الأعظم من شعبها، وتهجّر وتشرّد عوائل كاملة.
في السنوات القليلة الماضية، تقصّدت عدم الكتابة عن المأساة، التي كنت أراها مكابرة فوق الجراح، رافضة إلّا أن أكتب عن السلام الآتي، ولكن طفح كيل الحروب المتنقلة في شرقنا، وكأنها عدوى تُبيد شبابنا، وتطال أطفالنا وكبارنا.
أكتب، وقلبي مليء بالقهر، نعم، سأفصح للقراء الأعزاء. إن الرسائل التي تصلني من كافة دولنا العربية، فيها قصص تفوق أيّ احتمال، وتُدمي القلب، ولكن ما يصبّرني على تلك المآسي، هو: أولاً، المضي قدماً متطوّعين جميعاً للعمل ليل ـ نهار، من أجل بناء مملكتكم، “مملكة الجبل الأصفر”، مملكة السلام، مع سمو الملك والسادة الوزراء والمستشارين، وفريق العمل.
ثانياً، هو كلامكم الطيب، ودعمكم، الذي يصلنا عبر كتاباتكم الكريمة على مواقع التواصل، إمّا من خلال صفحاتكم وصفحات المملكة، أو من خلال الرسائل التي تعبّروا بها عن استعدادكم للمساعدة، للجميع عندنا مكان ومكانة، وما نعمل عليه، هو من أجلكم، وفّقنا الله وإياكم لننعم جميعاً بالأمن والأمان، والحياة الكريمة.
وبمشيئة الله تعالى، نشعل أضواء مملكتنا السنة القادمة. ولا تنسوا أن التجديد نصنعه نحن، إيماناً منّا أن الفرح قادم باذنه تعالى، وكل عام وأنتم تنعمون بأمة، يخيّم عليها السلام.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=