محليات سياسية

رحيل وتشييع القيادي الناصري عمر حسين حرب في بلدة المرج/ البقاع الغربي

القيادي الناصري الراحل عمر حسين حرب

“المدارنت”..
شيّع أهالي بلدة المرج وآل حرب وحشد من اهالي البقاع الغربي والأوسط والشمالي وبيروت وطرابلس والجنوب، الأمين العام السابق لـ”الاتحاد الإشتراكي العربي” ومسؤوله العسكري المركزي، القائد الناصري “الطليعي” عمر حسين حرب، في مأتم مهيب، ضاقت به طرقات البلدة، ووري الراحل في ثرى البلدة التي أحبها، في حضور حشد من الشخصيات السياسية اللبنانية والفلسطينية والسورية وبعض الشخصيات العربية، إضافة الى رؤساء بلديات من البقاعين الغربي والأوسط ومخاتير من المنطقتين، وشخصيات دينية وإقتصادية و”أكاديمية” وإعلامية ورجال أعمال، وأصدقاء الراحل ومحبيه وأبناء بلدته وأقاربه، وعدد كبير من الناصريّين القدامى والحاليّين.

“الإتحاد الإشتراكي العربي” ينعى عمر حرب

وكان “الإتحاد الإشتراكي العربي” نعى أمينه العام عمر حرب في بيان جاء فيه:
ببالغ الأسى والحزن،
تنعى قيادة “الاتحاد الاشتراكي العربي” أمينها العام عمر حسين حرب، الذي وافاه الأجل صباح اليوم الجمعة، الواقع فيه28-2-2025، بعد عمر أمضاه في الكفاح والعطاء من اجل لبنان، حراً عربياً مستقلا، وعانى من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية لأبنائه.
يتم تشييع المناضل عمر حرب بعد ظهر اليوم الجمعة، في بلدته المرج – البقاع الغربي الساعة الثالثة والنصف بعد صلاة العصر.
الآسفون عائلة المرحوم عمر حسين حرب وعموم آل حرب والمرج
وقيادات ومنتسبو “الاتحاد الاشتراكي العربي”.

الصيادي: عمر حرب من القلائل الذين استطاعوا
الثبات على مواقفهم في أحلك الأوقات وأصعبها

رسالة د. الصيادي
وجّه القيادي الناصري الطليعي سابقًا د. مخلص الصيادي/ أبو إياد، رسالة تعزية الى حسين حرب، نجل الراحل عمر حرب، جاء فيها:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخ حسين عمر حرب.
تلقيت بكثير من الألم والفقد خبر وفاة والدك المناضل الوطني والقومي المشهود له، عمر حرب/ أبو حسين، وقد كان علما بارزا من أعلام المناضلين من أجل وطنهم وأمتهم في لبنان، وفي الوطن العربي كله، وكان من الرجال القلائل الذين استطاعوا الثبات على مواقفهم في أحلك الأوقات وأصعبها، وبقي ممسكا بلواء مقاومة العدو الصهيوني ومعه ثلة من مجاهدي “الاتحاد الاشتراكي العربي” حتى لم يبق غيرهم في هذا الموقف المشرف فيما كان العدو يبسط سيطرته في ذلك الحين على بيروت الأسيرة.
وكان من الرجال القلائل الذين التزموا بالعمل القومي من خلال تنظيم “الطليعة العربية” “وكان عضوا في “اللجنة المركزية القومية”، وقام بدوره المأمول في بناء هذا التنظيم على الساحة اللبنانية والقومية، فكان رائدا في كل مواقفه وعطاءاته. وبذلك كان له في تاريخنا النضالي والتنظيمي حضورا، ووجودا، ومكانة تتعزز في كل يوم، ومع كل حدث وموقف.
ولقد كان لي ولأسرتي علاقة وتجربة خاصة مع والدك الراحل ووالدتك رحمهما الله، ومعكم جميعا. فقد كنا خلال سنوات وجودنا في بيروت نقيم في جواركم، (ومعنا في هذا الجوار أخينا على فتال أطال الله في عمره وأسرته، وأخينا الراحل الدكتور عبد القدوس المضواحي رحمه الله)، وكانت رحابة أخلاق والديك، وطيبة معشرهم، حسن تعاملهم، ودماثة أخلاقهم، وخوفهم الحقيقي علينا، – و كان الجميع يعمل في أجواء مكتظة بالمخاطر – أجمل الأثر في جعلنا لا نشعر بأيّ غربة، بل بأننا على وجه الحقيقة بين أهلنا وإخوتنا.
وأحسب أن كل من يبحث في تاريخ الحركة الوطنية اللبنانية، وتاريخ الحركة الناصرية في لبنان، والوطن العربي لا بد أن يقف أمام دور هذا الرجل، ومكانته، وجهاده، ومناقبيته.
رحم الله أبا حسين، وأحسن إليه، وجمعنا به في عليين.
لك يا أخي وابن أخي حسين، وللأهل جميعا خالص العزاء مني ومن السيدة أم إياد.
نتقبل بقلوب مؤمنة قضاء الله وقدره، فهذه سنة الحياة، وهذا هو اليقين الذي لا يحيد عنه أحد.
أنزل الله على قلوبكم الصبر الجميل، والعزاء لكم ولكل إخوانه رفاقه وأحبائه. في لبنان، وفي وطننا العربي الرحيب، وفيه الكثير ممن عايشوا الفقيد وعرفوه وارتبطوا به مثالا للرجل الطليعي الصادق.
اللهم تقبل عمر حرب في عبادك الصالحين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والحمد لله رب العالمين”.

صديقي وأخي وحبيبي عمر حرب

كتب رئيس تحرير موقع “الشراع” الزميل حسن صبرا
عندما ولد ابني عمر في 1-9-1985، قال كثيرون ان حسن صبرا أطلق اسم عمر على مولوده الجديد، تيمناً باسم صديقه عمر حرب، حيث كان معروفاً للسياسيين والحزبيين ان عمر حرب وحسن صبرا، هما ضمن قيادة “الاتحاد الاشتراكي العربي”، وأنهما كانا ضمن قيادته طيلة الفترة من 1974 حتى العام 1981…
وواقع الأمر انني اطلقت اسم عمر، تيمناً وحباً وفهماً لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكنت وما زلت اعتبره السياسي الاول في الدعوة، ثم الحكم الاسلامي، بعروبته الحضارية الواضحة.. وكان عمر حرب واضحاً ايضاً في عروبته.
في “الاتحاد الاشتراكي العربي”، وبعد انتخابات جرت فيه، تحت اشراف القيادة القومية لـ”الطليعة العربية”، وهو التنظيم السياسي السري الذي اسّسه جمال عبد الناصر، عام 1965, وأطلق عليه في مصر اسم “طليعة الاشتراكيين”، وكان عبد الناصر هو اول عضو فيه.
كان الهدف هو تثوير التنظيم السياسي ”الاتحاد الاشتراكي العربي” الذي كان يضم ستة ملايين عضو، عقدت القيادة المنتخبة اجتماعها لإختيار امين عام الاتحاد، الذي سيكون حكماً امين عام “التنظيم الطليعي” في لبنان، رشحت الاخ عمر اميناً عاماً، لكن ابو حسين عمر رشحني أنا.. لم أتراجع عن ترشيحي له، وهو لم يتراجع عن ترشيحي..
طال الوقت حتى تدخل عضوا القيادة القومية علي فتال ومخلص صيادي، وقدما اقتراحاً بأن يعتبر جميع أعضاء اللجنة التنفيذية (القيادة) مرشحون لمنصب الامين العام، وبعد الموافقة على هذا الاقتراح، تبين ان عمر ظل على ترشيحه لي، وانا ظللت على ترشيح عمر.. فحصل عمر على اربعة اصوات، وحصلت أنا على اربعة اخرى، لكن الحسم جاء من الصوت التاسع (عدد اعضاء اللجنة التنفيذية في “التنظيم الطليعي”، كما هو عدد اعضاء اللجنة التنفيذية العليا لـ”الاتحاد الاشتراكي العربي” في عصر جمال عبد الناصر، وهو رئيس الجمهورية العربية المتحدة، وقائد التنظيم السياسي، فصار ابو حسين عمر (تمييزاً له عن ابو حسين عبد الرحيم مراد الذي شغل هذه المسؤولية ايضاً عدة مرات).
وفي واحدة من الالتزامات الاخلاقية بيني وبين الاخ عمر، اتفاقنا على اننا يجب ان نلتزم مسار عبد الناصر الاشتراكي، بألا نمتلك شيئا، بل يجب ان نكون اشتراكيين غير ملاك.. كما هو عبد الناصر.
كان لدي شقة صغيرة في منطقة الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية، اشتريتها من خالي المرحوم محمد زين العابدين حمدان، وكان تاجر مباني معروف، بمبلغ 16 الف ليرة لبنانية، وكان سعرها الحقيقي 20 الف ليرة لبنانية، وأجّرها لي خالي لعائلة سورية، بمبلغ 225 ليرة شهريا، وكنت ادفع مثل هذا المبلغ من راتبي في شركة مشاريع التدفئة والتبريد التي وظفني فيها مدير المبيعات المهندس محمد شاهين (وهو الآن واحداً من اخلص اصدقائي).
باع خالي شقتي بمبلغ 40 الف ليرة، سددت بها ما تبقى من ثمن الشقة لخالي والباقي وزعته على العائلة.
وباع عمر ما يملكه شخصياً، في بلدته البقاعية في المرج، وظل له نصيبه في الشراكة مع اشقائه وشقيقاته..
إلى هذا الحد كان التماهي بيني وبين الاخ عمر حرب، ضمن قيادة “الاتحاد الاشتراكي” وفي “التنظيم الطليعي”، وفي الالتزام المبدئي، غير ان هناك ان امراً طريفا، أذكره هنا، وهو انني اطلقت على الاخ عمر صفة مفتي الديار المصرية، حيث كان وما يزال معروفاً (كما نشاهد في الافلام المصرية)، ان القاضي الذي يعلن الحكم على اي مجرم بالإعدام، يقول بإحالة أوراق المتهم إلى مفتي الديار المصرية، كل من يحكم عليه بالإعدام، وكنت امزح مع زميلنا احمد قبيسي (رحمه الله)، قائلا: كل قضية تحول إلى الاخ عمر من القيادة، تعني انها محكوم على صاحبها بالإعدام، لأن عمر كان متشدداً، لا يهادن لا يفرط، وكان هذا من طباعه وسلوكه وتشدده حتى على نفسه..
ولم يكن غريباً ان يكون عمر حرب، هو القائد العسكري في “الاتحاد الاشتراكي العربي”، مع التذكير بان الاتحاد تمّ بعد قيامه من خمس تشكيلات ناصرية في بيروت والبقاع عام 1974, وان الحرب الاهلية في لبنان بدأت عام 1975، وان علاقتنا مع ليبيا بدأت في تلك الفترة، حيث أغدقت علينا بعدها بالمال والسلاح، وبعد حرب السنتين، أعطتنا ليبيا المال الوفير لبناء مؤسسات تربوية وثقافية وطبية واعلامية، كانت مجلة الشراع احداها، إلى جانب تراخيص جريدة السياسة ومجلة القلم الصريح..
كان عمر اشدنا حماسة لمواجهة جيش حافظ الاسد، الذي أطبق على لبنان، بتكليف من هنري كيسنجر، وقد واجهه عمر حرب بشجاعة، حتمت عليه ان يترك منزله في بلدته المرج، وان يخرج إلى مزارع البقاع لفترة، ثم يأتي إلى بيروت، ليبقى بيننا حيث مقر قيادة “الاتحاد الاشتراكي”.
كان عمر حرب، هو القائد الفعلي لـ”الاتحاد الاشتراكي”، رئيساً للجنة العسكرية، وفي اجواء الحرب كان يمكن للأخ عمر ان يسيطر على التنظيم، لكن انضباط والتزام ومناقبية عمر حرب، كانت فوق مستوى الشبهات، فما كان يخالف بحجم شعرة التزامه التنظيمي، وما كان يرضى اي تجاوز، وما كان يتهاون في مسألة الضبط والربط، وكنا ندعوه احياناً للمرونة، فكانت المرونة في رأيه خروجاً عن الالتزام التنظيمي، وكانت اهم اجتماعات عمر هو اجتماع اللجنة العسكرية بقيادته، وكان التزام اعضائها فيها اقوى وأكثر فاعلية والتزاماً، من فعالية والتزام معظم الاعضاء التنظيميين اي المدنيين.
وواقع الأمر ان الاخ عمر، بنى جسماً عسكرياً لـ”الاتحاد الاشتراكي العربي”، كان مفخرة في كل الاستحقاقات التي واجهت لبنان وحركته دفاعاً عن عروبته، وعن المقاومة الفلسطينية، طيلة سنوات.. غير ان من حق عمر حرب واخوانه وكل من احبه وعرفه، ان يفتخر بتلك المواجهات التي خاضها “الاتحاد الاشتراكي العربي” ضد العدو الصهيوني خلال اجتياحه لبنان وصولاً إلى حصار بيروت طيلة صيف 1982.
ولا انسى خوفي وقلقي ودعائي بالحماية والرعاية الالهيةً لعمر حرب، ورفيقه الراحل الكبير والصديق الأصيل صارم السامرائي (ابو صالح)، خلال المواجهات مع العدو الصهيوني الذي أطبقت قواته على بيروت الغربية طيلة شهور، كنا نستقبل خلالها اهالي حيّ شارع داوود ابو شقرا المسلمين والمسيحيين، وعرباً من جنسيات مختلفة (يمنيّين وسوريّين ومصريّين وفلسطينيّين)، في ملجأ مبنى الشراع، طيلة الحرب، والقصف الجوي الصهيوني على بيروت، حين كان عمر وصارم يجولان على جبهات القتال من عين المريسة إلى الجناح، حيث نشر عمر حرب مدفعية 130 في مرابض ضمت مدافع مختلفة، وعشرات المقاتلين ومنهم النائب الحالي ملحم الحجيري (نائب “حزب الله” حاليًا)، وبسام (ابو عرب) رحمه الله، وابو حاطوم، وعبدو زيتون ومحمد غنيم، وغيرهم..
وهذه المجموعة، غنمت دبابة صهيونية حاولت اقتحام خلدة، فقتلت جنوداً وهرب آخرون، ثم قادوها إلى الأوزاعي، حيث صادرتها جماعة (حركة) “امل”، لكن صور المجموعة التابعة لـ”الاتحاد الاشتراكي العربي”، امتطت الدبابة، والتقط الأعلام صورهم التي ما تزال حافرة في ذاكرة الجميع”.

رحيل عمر حرب
من رجال النضال الأول ضد الاحتلال

كتب عضو مجلس نقابة المحررين” (الصحافيين) في لبنان الزميل واصف عواضة:
رحل عمر حرب (أبو حسين) الأمين العام لـ”الاتحاد الإشتراكي العربي” والمسؤول العسكري للاتحاد أبان الإجتياح “الإسرائيلي” للبنان عام 1982، والمناضل الوطني والقومي العريق ضد الاحتلال “الإسرائيلي”.
عرفت عمر حرب في بداية الثمانينات من القرن الماضي، يوم شاركت في تأسيس مجلة “الشراع” إلى جانب نخبة من الزملاء، برئاسة الزميل حسن صبرا، وكان “أبو حسين” أحد قياديّي “الإتحاد الإشتراكي العربي” ومسؤوله العسكري بقيادة عبد الرحيم مراد، وقد عرفت فيه المناضل القومي العربي الناصري الذي لا تلين له عريكة، وقد أظهر ذلك في الإجتياح “الإسرائيلي” لبيروت عام 1982، حيث بقي هو ورجاله يقاتلون حتى اللحظة الأخيرة، وكان مقر الإتحاد في المصيطبة، على بعد أمتار من منزلي، آخر موقع يقاتل ويسقط في العاصمة.
أذكر جيدا ذلك النهار، قبل 43 عاما، حيث كانت الدبابات “الإسرائيلية” تتوجه من وسط المدينة باتجاه المصيطبة، عبر جادة سليم سلام للسيطرة على آخر موقع قتالي في بيروت، حيث يقع مقر “الإتحاد الإشتراكي” ومجلة “الشراع” التي لم يكن قد مضى على صدورها أكثر من عدة شهور.
أرسل قائد الهجوم “الإسرائيلي” رسالة إلى عمر حرب (الصورة) يدعوه فيها إلى التوقف عن القتال، عارضا ضمانات لسلامة المقاتلين. لكن “أبو حسين”، لم يستسلم بل ظل يقاتل ورجاله، وكان تفجير نفق سليم سلام بالدبابات “الإسرائيلية” التي شاهدناها مدمرة بأم العين على مقربة من منزلي على أيدي المقاتلين.

الرسالة التي وجهها اليه قائد الهجوم الصهيوني
والردّ الذي تلقاه الضابط الصهيوني (تدمير عدة دبابات إسرائيلية على جسر سليم سلام)

يروي عمر حرب، بعد ذلك التاريخ، كيف واصل النضال مع الحركة الوطنية لتحرير البلد فيقول:
“كنت قد أصبحت في البقاع، بعد أن احتل الصهاينة مقر “الاتحاد الاشتراكي العربي” الرئيسي في منطقة المصيطبة، في غرب بيروت. ذهبت إلى دمشق، من أجل ملاقاة بعض قيادات “الاتحاد” الذين خرجوا من بيروت، في نفس التاريخ 19-9-1983، ومنها عبد الرحيم مراد وحسن صبرا..
“جاءنا أمين عام “الحزب الشيوعي اللبناني” (الراحل) جورج حاوي إلى فندق شيراتون – دمشق، وتحدث معنا عن إنشاء “جبهة مقاومة وطنية لبنانية” (جمول) ضد الاجتياح الصهيوني، مشيداً بـ”مقاومة “الاتحاد الاشتراكي” للعدو المحتل من الجنوب إلى بيروت”، مشيراً إلى “مواقع الاتحاد على كل جبهات القتال، البرية والبحرية خلال حصار بيروت، قائلاً: “إن الرفاق في “الحزب الشيوعي” و”منظمة العمل الشيوعي” بقيادة (أمينها العام الراحل) محسن إبراهيم، يتابعون عمليات الاتحاد في الجنوب ضد الاحتلال”..
“كنا ننسّق مع شَاب من قيادة “حزب العمل الاشتراكي العربي”، وهو التنظيم اللبناني لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” بقيادة (الراحل) د. جورج حبش، الذي كان يزورني في المقر الرئيسي للإتحاد في المصيطبة، ويؤكد لي حُسن التنسيق بين مقاتلي “الاتحاد” و”حزب العمل” في الجنوب في عمليات المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني.. وأن شبابنا يعتمدون على شباب وأسلحة “الاتحاد”، التي تمّ طمر بعضها في بساتين في منطقة لا يصل اليها العدو..”. ”اشترينا سيارة “ترانس ام”، تخفي جيوباً، كنا نضع فيها اسلحة خفيفة ومتفجرات، وننقلها عبر الحواجز الصهيونية من بيروت إلى الجنوب، ونجحنا في تنفيذ عدة عمليات ضد الصهاينة في صور، وعند جسر القاسمية، من دون ان نعلن عنها، ووضعنا نصب أعيننا مقر الحاكم العسكري في صور، قبل ان تسبقنا “المقاومة” التي انشأها “حزب الله” في بداياته، إلى نسفه بعملية إنتحارية”.
ويتابع حرب: “عندما جاءنا أبو أنيس (حاوي) ليعرض علينا التنسيق مع الشيوعيين والبعث (العراقي)، اتفقنا على العمل وفق قدرات كل منّا، من دون ان نكون أعضاء في “جمول“، أيّ “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية”..(…)
منذ ذلك التاريخ، التقيت عمر حرب، مرات عدة، وزرته في منزله في المرج، ولقيت فيه الرجل الذي لا يتغير ولا يهادن في المسائل القومية.
رحم الله “أبو حسين” القائد الهادئ الدمث والصديق الصدوق، وأحد رجال النضال الأول ضد الاحتلال “الإسرائيلي”.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى