زمن الرمّة والحروب العبثية
روعة شرفة/خاص “المدارنت”/ألمانيا
على غير انتظار أو شاطىء أمان، أو كأنها دوران في تواهة بخيط أريان و المينوتور الوحش، يسدّ كل المخارج، أو غضبة داخلية على زمن التآكل و البربرية. و الموت و الضحايا و المدن، و الخوف، وصولاً الى ذلك الحنين الرباني، من رحل من الكتاب قتلاً أو شهادة أو تعباً، أو تأثراً بمرض.
الرَّاحلون راحلون، تمتزج في تذكرهم الدمعة، والتحسّر، والفقدان، والشغور، الشغور المكاني الزماني، الجسدي والأنساني. فأي حاضر هذا، الذي ينطبق علينا، ويعمينا ويشوش إدراكاتنا، ويرمينا في مت…اهات الضياع والريبة والتوحّش البربرية، والقطيعة (العمى الجماعي ) والغرائز، والعبث في وجوه غاشمة، سائبة، المفتوحة على تراجيديات الوقت، و الأجسام، و المهجر، و الترك و الرعب؟.
من أطلق كل هذه المسوخ من قمقمها، من سجونها، من جوفياتها المظلمة، الشيطانية، بل كأنه يقول إنه زمن التخلّي، تلك اللحظة التي يفقد فيها الانسان كل أمل، في هذه الدنيا وأبعد منها، فيتشيّأ، ويتحوّل كائناً تسوقه الاَلة الجهنمية بلا وعي ولا رحمة، ولا إدراك، سوى المحو، والأنكسار والكسر وسحق الكائن، وتحطم المدن وروحها، والشرائع وقوانينها، والدين وإلزاماته، والحرية وادواتها، المستقبل و اَفاقه.
هذا هو الزمن الذي نعيش فيه، قالها سيف الرحبي، قالها هنا دمعة و هناك فعلاً .