صحيفة عبرية لرئيس الأركان: أنت تقتل الأطفال الأبرياء!

“المدارنت”
سيدي رئيس الأركان، إليك بعض الأسئلة التي ثارت عقب سلوكك منذ توليك منصبك:
لقد مر 50 يوماً منذ أمرت الجيش الإسرائيلي باستئناف القتال في القطاع بذريعة – الأمر الذي تصر عليه في كل تصريحاتك العلنية – أن على رأس اهتماماتك تحرير المخطوفين، ثم تدمير حماس. نتائج هذه العملية مخيفة. القوات التي هي تحت قيادتك قتلت مئات الغزيين غير المشاركين، من بينهم الكثير من الأطفال والنساء، وقتل ستة جنود، وفي قولنا قتلوا، فإن القصد أنهم ماتوا ولم يعودوا أحياء بيننا، سواء في السماء أو في العالم الحقيقي. إضافة إلى ذلك، أصيب عدد أكبر من الجنود، إصابة بعضهم خطيرة ومتوسطة، ستبقيهم معاقين طوال حياتهم، ولم يتم تحرير أي مخطوف، ولا حتى واحد.
هذا حسب المعايير التي أنت نفسك وضعتها لمواصلة القتال، تشكل فشلاً مطلقاً. ولم يتم تحقيق أي هدف، لا تحرير المخطوفين ولا تدمير حماس.
الآن، قررت إصدار عشرات الأوامر للأمر 8 لرجال الاحتياط. فأنت تنوي توسيع القتال. وهذا لم يفرض عليك من المستوى السياسي، بل خططك التي طبختها وتصر على إخراجها إلى حيز التنفيذ.
هل يقلقك فشل الضغط العسكري الذي استخدمته بصورة جلية في تحقيق الهدف الذي وضعته؟ وأن الجنود ماتوا وما زالوا يموتون من أجل تحرير المخطوفين، رغم أن موتهم لم يحرز التحرير المأمول؟ ألا تشعر بالضائقة الأخلاقية بسبب قتل مدنيين في غزة بشكل جماعي، وأنك المسؤول عنه مباشرة، ودون أن يدفع قدماً بشيء في تحرير المخطوفين؟
ما الذي تغير في خططك؟ أي أساليب عمل جديدة تنوي تطبيقها في غزة بعد استكمال تجنيد الاحتياط الكبير وشن الهجوم الجديد؟ لماذا تعتقد أن الأساليب ستحقق تحرير المخطوفين في هذه المرة؟ هل يعد قتل المدنيين بلا تمييز أمراً أخلاقياً عندك بصفته وسيلة لهدف تحرير المخطوفين؟ إذا كان الجواب نعم، فهل سيكون أخلاقياً عندك حين تفشل في تحقيق هذا الهدف؟
أتعرف أن الأطفال في غزة الذين قتلوا عقب الأوامر العملياتية التي تعطيها أطفال أبرياء؟ إذا عرفت، فكيف تعيش مع نفسك؟ هل من الأخلاقي إرسال عشرات آلاف أوامر الاحتياط للجنود الذين سبق وخدموا مئات الأيام منذ 7 أكتوبر، وفي الوقت نفسه التعاون مع سياسة الحكومة في إعفاء الحريديم من التجنيد؟
أيمكنك النظر في عيون عائلات المخطوفين وتقسم أمامها بأن الاستمرار في القتال لن يعرض حياة أعزائهم للخطر في كل ساعة؟ على فرض أنك لا تستطيع لأنك تعرف أنه كذب، فلماذا تكذب؟ ألا تعتقد أن على رئيس الأركان قول الحقيقة للجمهور؟
هل أنت على قناعة بأن فتح جبهة أخرى في سوريا الآن باسم حماية الدروز، هو مصلحة أمنية واضحة لإسرائيل؟ ألا تشعل حرباً مع الأتراك؟
عند تسلمك للمنصب، أعلنت بأن تكون 2025 سنة نهاية القتال، ولكنها تظهر كسنة تدعو إلى الحرب، بل وتبحث عنها، خلافاً لكل منطق أخلاقي وإنساني وعسكري. أنت تشعل حرباً في الضفة وفي قطاع غزة وفي سوريا ولبنان، وتضحي بالجنود، وبالمدنيين الغزيين، وتضحي بالمخطوفين، وتضحي بالتطبيع مع السعودية وبتطبيع مطار بن غوريون، وتضحي بازدهار الاقتصاد.
لا يطلب منك الإجابة، لأن المستوى السياسي هو من يقرر. هذه هي خططك واقتراحاتك ووعودك. الناس يموتون بسببك، بدون مبرر.