عربي ودولي

طردتهم وفتحت أمامهم مستوطناتها في الضفة! “إسرائيل”: سنأكل الهامبرغر بلا فلسطينيين!

“المدارنت”..
تم منع حدوث كارثة كبيرة في هذا الأسبوع. في المجمع التجاري “بيغ”، الأكبر في البلاد وفخر إنجازات الدولة في السنوات الأخيرة، وتم اكتشاف عشرة أشخاص من الماكثين غير القانونيين. تخيلوا، عشرة ماكثين غير قانونيين في منشأة “الترفيه والتسوق”. أصنام في هيكل الإسرائيلية المقدس. 150 ألف إسرائيلي شره انقضوا على “بيغ” في نهاية الأسبوع، وتعرضوا لخطر لا يدركون وجوده؛ يجب تشكيل لجنة تحقيق الآن. أجريت مع الناجين من الكارثة التي لم تحدث، مقابلات في كل مكان.
وقالوا إنهم لم يتخيلوا وجود ماكثين غير قانونيين في هذا المجتمع. هم في نهاية المطاف يبحثون عن الأمان وقت أكل الهامبرغر وشراء الملابس الرياضية. ظهرت في محل “زارا” عاملة تنظيف من الماكثين غير القانونيين، ويبدو أيضاً في “دلتا”. من تمت مطاردتهم وصيدهم نقلوا مكبلين إلى مكان الاعتقال. جنود حرس الحدود، أبطال إسرائيل، اعتقلوهم بشكل جريء وتصميم مميز. الآن، يعمل رجال العلاقات العامة في الشبكات الاجتماعية على تقليص الضرر وتخفيف الذعر. “لن يكون بعد الآن ماكثون غير قانونيين في “بيغ”. الجميع مدعوون إلى السوبرماركت الذي تم تطهيره”.
الماكثون غير القانونيين كما يشير اسمهم، ليسوا بشراً، ولا أسماء لهم أو وجوه، أو أحلام أو أزمات. يكفي القول بأنهم ماكثون غير قانونيين. أجسام مشبوهة. سيتم قريباً تطوير وسائل للعثور عليهم وإبعادهم بدون أن تلمسهم يد بشرية. عندما يقولون “لا يوجد أشخاص غير مشاركين في غزة” فهم يقصدون أيضاً الماكثين غير القانونيين من الضفة الغربية. هم قنابل موقوتة إلا إذا ثبت العكس. مراسلون إسرائيليون جريئون يسارعون إلى السلطات للوشاية بهم. يشعرون بأنهم أدوا رسالة صحافية.
أحد المتميزين، يوسي إيلي من “أخبار 13″، اكتشف منذ فترة جاذبية خاصة للتنكيل بالفلسطينيين. لمعت عيناه عند عرض تحقيق علاقات عامة محرج، أظهر التنكيل بشباب النخبة. لقد وقف بتأثر أمام العرض الفضائحي الذي أجراه السجانون تقديراً له، بإهانة المعتقلين أمام العدسات. ربما اعتقد أنه يقوم بدور المراسل. في إسرائيل 2025 عرض التنكيل بالفلسطينيين هو علاقات عامة، ذات يوم هذا كان مصدراً للخجل.
إيلي على ثقة بأن عملية المطاردة والصيد في “بيغ” جاءت نتيجة مقاله التأسيسي عن “أسراب الماكثين غير القانونيين الذين يتدفقون نحو إسرائيل”. لقد تفاخر عندما قال في “اكس” إنه انضم إلى “التنظيم المدني” لتهريب الماكثين غير القانونيين “الذين لا يحصلون على العلاج”، حسب رأيه. وثمة صحافي مثله يروي قصة وسائل الإعلام الإسرائيلية.
الماكثون غير القانونيون بشر، مساكين، حرمتهم إسرائيل بشكل اعتباطي وبعقاب جماعي من مصدر الرزق. منذ سنة ونصف لا يمكنهم الدخول إلى إسرائيل، وبقي مئات آلاف الأشخاص بلا شيء. اليأس في الضفة آخذ في الازدياد، ومثله أيضاً عار الفقر. يتجه بعضهم نحو العنف، والبعض يحاولون التسلل. يأتون من أجل تحطيم شرخ. يتسللون إلى إسرائيل مثل يهود تسللوا من الغيتو للحصول على الطعام. وهؤلاء كانوا ماكثين غير قانونيين.
هم يعرفون ما ينتظرهم إذا تم اعتقالهم. ولكن أولادهم جوعى. إسرائيل التي تحظر عليهم العمل داخلها ها هي تسمح لهم، يا للدهشة، بالعمل في المستوطنات. فهناك لا تعتبرهم ماكثين غير قانونيين! طمع المستوطنين الذين يعتاش معظمهم من بعض المهن، وبعضهم من استغلال عمل الفلسطينيين الرخيص، يتغلب على كل شيء. في نهاية المطاف، يجب أن يكون هناك من ينظف شوارع المستوطنين ويبني لهم البيوت. الخطير في “بيغ” غير خطير في حلميش. العنصرية ونزع الإنسانية، قبل أي شيء، مغلفة بـ“السلوفان” الأمني الذي يشرعن كل شيء، بما في ذلك العقاب الجماعي والإهانة والتجويع.
ولكن من غير الواضح ما هو الأخطر على إسرائيل: إغلاق باب يؤدي إلى الجوع واليأس، أم فتحه بشكل مراقب. في هذه الأثناء، نربي أجيالاً من الإسرائيليين الذين يأتون السبت إلى السوبرماركت ويرون ماكثاً غير قانوني يُصطاد مثل حيوان. الصادم أن يكون هذا الحيوان بائساً، ولا يقل عن ذلك صدمة عندما يكون هذا عاملاً مسكيناً، قام عشرات آلاف مثله ببناء هذه البلاد وشقوا شوارعها.
إذا وجدتم ماكثاً غير قانوني فعليكم استدعاء حرس الحدود أو يوسي إيلي.

المصدر: جدعون ليفي/ “هآرتس” العبرية
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى