طهران تطمح إلى الوصاية على لبنان..!
“المدارنت”..
رغبة إيران في مصادرة القرار الشيعي اللبناني والإمساك به بعد اغتيال (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصر الله، وبالتالي إقصاء رئيس (مجلس النواب اللبناني نبيه) بري وغيره.
يبدو أن طهران، بما لها من حنكة الفرس وصبرهم، تعتمد سياسة إيصال الرسائل بخفّة غير معهودة، إذ اعتاد المتابعون على سياسة التنصّل من التصريحات التي يعلنها قادة النظام كل مرة، ثم يتراجعون بداعي الضعف في الترجمة، أو في الفهم، علماً بأن أحاديث رؤساء الدول ومسؤوليها، لا تتم بهذه الخفة، وغالباً ما يُسجّل أكثر من نسخة منها. لكن الإيرانيين، وفي سياق تكذيبهم مضامين أحاديث مسؤوليهم، لم ينشروا مرة النص الحقيقي أو التسجيل الكامل.
هذا في الشكل. أما في المعنى، فثمة أمور خطيرة تنطوي عليها التصريحات والأحاديث، وآخرها كلام رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف الذي نقلت عنه صحيفة “لوفيغارو” قوله إن طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701.
هذا الكلام، المعتَرَض عليه لبنانياً، وحكومياً تحديداً، برعاية أو إيحاء من رئيس مجلس النواب نبيه بري حكماً، يتضمّن الآتي:
أولاً: رغبة إيران في مصادرة القرار الشيعي اللبناني والإمساك به بعد اغتيال السيد حسن نصرالله، وبالتالي إقصاء الرئيس بري وغيره.
ثانياً: تبدي طهران تأييدها تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته بما لا يخدم “حزب الله” بشرط التفاوض معها، لفرض هذا التطبيق على الحزب في لبنان.
ثالثاً: محاولة فرض نفسها وصيّة على القرار الشيعي أولاً، واللبناني ثانياً، بدل الوصاية السورية التي تسلمت القرار بمباركة دولية، وحمت لا ظهر المقاومة فقط، بل أيضاً أمن إسرائيل. وتطمح طهران إلى أن تفوز بهذا الدور، بما يجعلها لاعباً رئيساً في كل المنطقة، وهي حالياً كذلك، لكنها تطلب الاعتراف الدولي والتكليف الرسمي بهذا الملف الشائك.