مقالات

“طوفان الجامعات العالمية” لوقف التعاون مع “إسرائيل”!

فاطمة يوسف الغزال/ قطر

“المدارنت”..
بدأت بوادر نتائج “طوفان الأقصى”، الذي قاده أبطال المقاومة الفلسطينية منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي في الظهور على السطح، وتناقلتها القنوات الفضائية العالمية، وعلقت عليها الصحف العالمية والإقليمية، وأصبحت حديث المجالس وصفحات التواصل الاجتماعي.
وهذا في حدّ ذاته يعتبر من المكاسب الكبيرة التي سوف تؤثر كثيرا في نظرة العالم والمجتمعات للقضية الفلسطينية، التي تم تشويهها من اللوبي (الإرهابي) الصهيوني، الذي يسيطر على جميع وسائل الاعلام العالمية ومصانع انتاج الأفلام والمسلسلات الترفيهية، التي غذّت بأفكارها عقول المجتمعات وجعلت اهتماماتها بعيدة جدا عن أصل قضية العرب والمسلمين الأولى، وهي قضية احتلال فلسطين، وتشريد أهلها في مختلف مناطق العالم.
وبعد ان انتفضت هذه الجامعات العالمية وتظاهرت ضد “إسرائيل” (كيان الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة)، وما تقوم به من حروب غير متكافئة مع شعب اعزل في قطاع غزة، تطورت هذه المظاهرات والاحتجاجات الى مطالب متقدمة، منها وقف التعاون والتعامل مع “إسرائيل”، وقد تنجح هذه المحاولات في عزل “إسرائيل” ومخططاتها عن بقية العالم المتحضر.

مجموعة الطلاء الأحمر
برز اسم مجموعة “الطلاء الأحمر”، بشكل متزايد منذ السابع من أكتوبر 2023م من خلال الاحتجاجات التي نظمتها ضد المؤسسات التي تدعم “إسرائيل”، والشركات برش طلاء أحمر على المباني والمرافق الهامة التي لها علاقة تعاون مع الكياني الصهيوني، احتجاجاً، ويرمز اللون الأحمر الى التواطؤ والصمت إزاء سفك الدم الفلسطيني، وقامت برش الطلاء على عدة مبان ومعالم بارزة في إنجلترا مثل مبنى “ويتوورث”، التاريخي العائد لجامعة مانشستر، وقامت برش مباني جامعة مانشستر نفسها احتجاجا على تعاونها مع “إسرائيل”، لأن الجامعة تقوم بإرسال طلابها للقيام بأعمال في مستوطنات يهودية، كما أنها تتعاون مع شركة تبيع أسلحة لـ”إسرائيل”.
كما قام نشطاء من هذه المجموعة برش مباني وزارتي الدفاع والخارجية أيضا، كما أنهم يعرقلون عمل شركات أسلحة من خلال الصعود على الأسطح وقطع الطرق، كل هذه المظاهر تدل على تغيير مؤشر الدعم للكيان الصهيوني وتعرية حقيقته أمام المجتمع مما ينتج عنه تغير في وجهات النظر نحو دعم القضية الفلسطينية العادلة، وإلى جانب جامعة مانشستر، بدأ طلاب في جامعات “نيوكاسل، وبريستول، ووارويك، وليدز، وشيفيلد، وشيفيلد هالام”، تنظيم فعاليات تشمل وقفات ونصب خيام داخل المباني الجامعية وحولها، احتجاجا على العدوان “الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني) المتواصل على قطاع غزة.

“طوفان الجامعات” في المدن العالمية
وفي هولندا، واصل طلاب جامعات أمستردام، وأوتريخت، وليدن ورادبود، احتجاجاتهم المتزامنة ضد الحرب “الإسرائيلية” (الإرهابية الصهيونية) على قطاع غزة، مطالبين إدارات جامعاتهم بوقف التعاون مع المؤسسات الداعمة لـ”إسرائيل”، وطالبوا بأكثر من ذلك باستقالة إدارات هذه الجامعات لتعاونها وتعاملها مع الاحتجاجات الطلابية.
وفي سويسرا واليونان اتسعت رقعة الاحتجاجات الجامعية لتشمل جميع الجامعات الكبيرة لتنضم الى مثيلاتها في أمريكا وأوروبا وقام الطلاب بتعليق لافتات على جدران حرم الجامعات مطلقين شعارات مساندة لفلسطين ومناهضة للكيان (الإرهابي) الصهيوني، وطالبوا إدارات جامعاتهم بتبني مواقف واضحة تجاه ما يحدث للشعب الفلسطيني في غزة، وقطع علاقاتها الأكاديمية مع “إسرائيل”.
كما قامت جامعة كولومبيا في نيويورك مطالبين إدارة الجامعة بوقف تعاونها مع الجامعات “الإسرائيلية”، وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية، وكلما جابهت الشرطة هذه الاحتجاجات بعنف، تتوسع حالات الغضب، لتمتد الى جامعات ومؤسسات أخرى، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا وباكستان والهند وغيرها.

كسرة أخيرة
الوضع الذي كان موجوداً في العالم قبل “طوفان الأقصى”، يختلف عن الوضع الجديد بعد الطوفان، وأحدث تفاقم في الخلل العميق في المواقف مع موجة الكراهية القوية للإسلام في العقد الماضي، وكل ذلك كان لخوف هذه البلدان من انتقال الصراع الى دولها، ولكي تعيش آمنة، كان لا بد لها من دعم الكيان الصهيوني، لتغليب السيطرة “الإسرائيلية” على الأوضاع في جميع الأراضي المحتلة.
وكشفت الأحداث الجارية أنه لا تزال القوى الغربية متحيزة تماما لطرف واحد، فهم من جهة، يدينون المقاومة المتمثلة في حركة “حماس”، ويصفونها بـ”المنظمة الإرهابية”، لكنهم في المقابل، لا ينظرون إلى ردّة الفعل “الإسرائيلية”، ولا يوجهون لها أيّ انتقاد، ولهذا فهم أمام شعوبهم متواطئون في الهجوم على غزة، وعلى المدنيين، وهذا ما يكشف زيف المواقف للقيم المعلنة من هذه الحكومات وتعرية مواقفهم.

المصدر: صحيفة “الشرق” القطرية
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى