مقالات
عن أيّ مفاوضات يتحدث زيلينسكي؟!
ينقل موقع قناة الحرة عن صحيفة “واشنطن بوست” أن المسؤولين الأوكرانيين يشعرون بالقلق، منذ فترة طويلة، من أن الداعمين، خاصة الولايات المتحدة، قد يبدأون محادثات سرية مع موسكو، وازداد هذا القلق على خلفية صفقة تبادل السجناء الضخمة بين روسيا والغرب، التي وصفت بأنها أكبر عملية تبادل سجناء بين الطرفين منذ الحرب الباردة، فمع انتشار أنباء الصفقة، تساءل الأوكرانيون عما قد تعنيه بالنسبة لبلادهم، خاصة أنها كانت عملية ديبلوماسية صعبة وسرية شارك فيها مسؤولون من تسع دول، وشملت ما لا يقل عن 16 شخصاً محتجزاً في روسيا، مقابل 8 روس سجناء في الولايات المتحدة وألمانيا والنرويج وبولندا وسلوفينيا، وباستياء شديد وصف مسؤول أوكراني هذه الصفقة بأنها «إحياء ممارسات الحرب الباردة لتبادل المنشقين والجواسيس».
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف نفى التكهنات بأن صفقة السجناء يمكن أن تؤدي إلى مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولكن هذا التصريح ليس من شأنه أن يبدد مخاوف كييف، من أن مفاوضات مشابهة قد تجري في السر، هدفها بلوغ تسوية حول النزاع في أوكرانيا، ستفرض على كييف تنازلات لا ترغب فيها، رغم أنها ضرورية لأي تسوية مع موسكو، لذلك أصرّ المسؤولون الأوكرانيون، في تصريحات جديدة، على أنهم سيلزمون الرئيس جو بايدن بوعده الذي كرره مراراً: «لا شيء عن أوكرانيا، بدون أوكرانيا»، رغم أن الأوكرانيين، وفق الصحيفة، «يدركون أن بلادهم تعيش على الأسلحة والأموال المتبرع بها والمقترضة والمهداة من الخارج. إذا تم قطع أي من شرايين الحياة هذه، فإن أوكرانيا ستكون في ورطة كبيرة».
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف نفى التكهنات بأن صفقة السجناء يمكن أن تؤدي إلى مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولكن هذا التصريح ليس من شأنه أن يبدد مخاوف كييف، من أن مفاوضات مشابهة قد تجري في السر، هدفها بلوغ تسوية حول النزاع في أوكرانيا، ستفرض على كييف تنازلات لا ترغب فيها، رغم أنها ضرورية لأي تسوية مع موسكو، لذلك أصرّ المسؤولون الأوكرانيون، في تصريحات جديدة، على أنهم سيلزمون الرئيس جو بايدن بوعده الذي كرره مراراً: «لا شيء عن أوكرانيا، بدون أوكرانيا»، رغم أن الأوكرانيين، وفق الصحيفة، «يدركون أن بلادهم تعيش على الأسلحة والأموال المتبرع بها والمقترضة والمهداة من الخارج. إذا تم قطع أي من شرايين الحياة هذه، فإن أوكرانيا ستكون في ورطة كبيرة».
هذا كله لا يمنع من ملاحظة أن زيلينسكي أعلن في الفترة الأخيرة، وأكثر من مرة، استعداد بلاده لإجراء مفاوضات مع الممثلين الروس من أجل إنهاء الصراع الدائر في أوكرانيا، بل إنه أرسل وزير خارجيته إلى بكين لبحث موضوع المفاوضات مع موسكو، وهذه خطوات تكسر سياق الخطاب الأوكراني المستمر منذ أن ضغطت واشنطن ودول الناتو على كييف لإيقاف المفوضات التي جرت بالفعل بين الجانبين الروسي والأوكراني في بيلوروسيا وتركيا غداة تقدّم القوات الروسية في المناطق المتنازع عليها، حتى أن كييف أصدرت تشريعاً يُجرم أي شكل من المفاوضات مع موسكو.
هل يمكن قراءة هذا التظاهر بالمرونة من جانب كييف في التفاوض مع موسكو بأنه بمثابة استعداد لمرحلة مقبلة قد تأتي في حال قدّر للمرشح الجمهوري دونالد ترامب الفوز في الانتخابات الوشيكة، أم أنه ينم عن شعور خفي في كييف بأنه قد تأزف لحظة يجد فيها داعموها أنفسهم مضطرين لطرق باب التفاوض مع موسكو، تجنباً للكلفة العالية التي يفرضها استمرار الحرب على عواتقهم؟
هل يمكن قراءة هذا التظاهر بالمرونة من جانب كييف في التفاوض مع موسكو بأنه بمثابة استعداد لمرحلة مقبلة قد تأتي في حال قدّر للمرشح الجمهوري دونالد ترامب الفوز في الانتخابات الوشيكة، أم أنه ينم عن شعور خفي في كييف بأنه قد تأزف لحظة يجد فيها داعموها أنفسهم مضطرين لطرق باب التفاوض مع موسكو، تجنباً للكلفة العالية التي يفرضها استمرار الحرب على عواتقهم؟