غزّة “الشهيدة” الشاهدة على التدمير الإجرامي والتطهير العرقي!
“المدارنت”..
ممارسات وإمعان الاحتلال (الإرهابي الصهيوني) في تنفيذ سياساته العدوانية والإجرامية، سواء في قطاع غزة الذي يتعرض لمزيد من القتل للأطفال والنساء والتدمير، وما يجري في محافظات الضفّة الغربية بما فيها القدس، من اقتحامات يومية، واعتقالات جماعية وجرائم تتعرض لها، بخاصة المخيمات التي يتم تنفيذ سياسات قتل يومية بالرصاص الحيّ والقصف بالطائرات، كما جرى في مخيمات نور شمس، وجنين، وبلاطة، وعسكر في نابلس والمخيمات جميعا، وما يجري أيضا من اعتداءات للمستعمرين من خلال تسليحهم وإعطائهم الضوء الأخضر لارتكاب الجرائم.
وما تشهده مدينة غزة من غارات جوية وأحزمة نارية متواصلة هدفه التدمير الإجرامي والإبادة والتطهير العرقي، لما تبقى من سكان أحياء المدينة من المدنيين العزل، حيث تقوم حكومة الفصل العنصري الإرهابية الصهيونية) بتعذيب المدنيين، مما يضاعف الكوارث والأزمات الإنسانية بعد إجبار الآلاف منهم على إخلاء منازلهم والنزوح تحت القصف الإجرامي، وهي تهدف إلى تدمير ما تبقى من مبان ومرافق عامة في أحياء المدينة خاصة أحياء الدرج والتفاح والصبرة وتل الهوا والرمال.
وما يقوم به الاحتلال من تنكيل وتعذيب لأسرانا ومعتقلينا، بخاصة الأسرى من قطاع غزة الذين تتم تصفية ميدانية للعديد منهم، والمعتقلات السرية مثل “سدي تيمان” الذي تمارس فيه كل أشكال فاشية الاحتلال، في محاولة لكسر إرادة الصمود والتحدي.
ما يقوم به الاحتلال من الاستيلاء على الأراضي، وشرعنة ما تسمى البؤر الاستعمارية لتكريس الاحتلال، ومنع قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ما يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي لتجريم الاحتلال على تلك الممارسات وفي ظل قرارات المؤسسات الدولية، وبخاصة مجلس الأمن الدولي وقرار رقم 2334، الذي يؤكد عدم شرعية الاستعمار بما فيه في القدس المحتلة.
وفي ظل ممارسات الاحتلال وحرب الإبادة الممنهجة التي يواصل قادة الاحتلال المجرم، وعلى رأسهم (الإرهابي الصهيوني) بنيامين نتنياهو سفاح غزة ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني، لا بد من سرعة التحرك على كل المستويات الشعبية والفعاليات وخاصة على صعيد المؤسسات الدولية جميعا، واعتبار ما يقوم به الاحتلال هو جرائم حرب متصاعدة ضد شعبنا وأسرانا، ويتطلب تجريم الاحتلال ومحاكمته على ذلك ويجب على المجتمع الدولي اتخاذ ما يلزم من مواقف وقرارات وأهمية قيام مجلس الأمن بإصدار قرارات ملزمة لحكومة اليمين المتطرفة بإيقاف عدوانها على مقرات الأونروا، وخاصة التي تؤوي آلاف النازحين.
حرب الإبادة مستمرة ضد شعبنا في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة للشهر العاشر على التوالي، إذ يرتكب الاحتلال الجرائم والتدمير والقتل وينفذ سياساته من اجل إفراغ غزة من سكانها حيث اجبر نحو مليوني فلسطيني تم طردهم وتهجيرهم من منازلهم والعيش بالخيام بدون أي مأوى في محاولة لتنفيذ إستراتجيته الهادفة إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني عن أرضه وفرض سياسة الأمر الواقع “الإسرائيلية”.
الشعب الفلسطيني يدافع عن حقوقه وأرضه ويدفع أثمانا باهظة وتضحيات جساما، وسيبقى متمسكا بحقوقه ومقاومته، من أجل حريته واستقلاله وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وضمان حق عودة اللاجئين، وقرارات الإجماع الوطني التي جسدها شعبنا بالدم في مسيرة ثورتنا المعاصرة، وسيبقى متمسكا بالطريق ذاته حتى الحرية والاستقلال.
ولا بد من دول العالم الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني العمل على فرض مقاطعة شاملة على الاحتلال وعزله ومحاكمته على جرائمه المتصاعدة، وقطع العلاقات واتخاذ مواقف ذات آليات عملية ترتقي إلى مستوى هذه الجرائم.