في اليوم الـ335 لحرب الإبادة العدوّ يواصل استهدافه خيام النازحين ويعتقل 16 فلسطينياً بينهم صحافي وفتاة في الضفة الغربية!.. ومخاطر تهدد الأسرى الفلسطينيين!
“المدارنت”..
مع دخول حرب الإبادة الإرهابية الصهيونية على قطاع غزة، يومها الـ335، كثّف جيش الاحتلال الصهيوني هجماته الجوية والمدفعية على خيام ومراكز إيواء النازحين في أنحاء مختلفة من القطاع.
وفي وقت مبكر من فجر اليوم، الخميس، الواقع فيه 5 أيلول/ “سبتمبر” الجاري، استشهد خمسة فلسطينيين، وأصيب آخرون، إثر سلسلة غارات جوية صهيونية إلى جانب قصف مدفعي إرهابي صهيوني، استهدف مناطق في وسط وجنوب قطاع غزة، وخيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، وسط القطاع، من بينهم أطفال ونساء.
كما أسفر قصف صهيوني آخر، استهدف خيمة للنازحين في مواصي خان يونس عن استشهاد فلسطيني وإصابة أكثر من عشرة آخرين.
وشمالي القطاع، أفادت مصادر طبية أن طواقم الإسعاف نقلت ثلاثة شهداء وعدة جرحى بعد استهداف قوات الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين في محيط مدرسة شهداء الزيتون بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ونقل الضحايا إلى مستشفى المعمداني، فيما نسفت قوات الاحتلال مباني سكنية في حي الزيتون.
واستمر القصف العشوائي ليطال حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، حيث استهدف جيش الاحتلال مناطق سكنية عدة، منها منزل في حي الشيخ رضوان شمالي المدينة، ما أدى إلى إصابات بين المدنيين.
طائرات ومدفعية الاحتلال كثفت هجماتها في مناطق متعددة من القطاع، حيث استهدفت نيران المدفعية حي الزيتون جنوب شرق غزة، والمنطقة الشمالية من مخيم النصيرات وسط القطاع، بالإضافة إلى قصف أرض فارغة جنوب غرب المخيم.
كما طال القصف بلدة عبسان شرق خان يونس ومنطقة شمال غرب رفح، حيث تعرضت المنازل لدمار كبير جراء القذائف.
ونقلت مصادر طبية، أنّ 23 فلسطينياُ استشهدوا منذ فجر الأربعاء نتيجة القصف الصاروخي والمدفعي “الإسرائيلي” الذي استهدف مناطق مختلفة من قطاع غزة، بينهم أطفال ونساء، ما يزيد من مأساوية الوضع الإنساني في القطاع المحاصر.
ويرفع ارتقاء المزيد من الشهداء خلال الساعات الماضية، عدد ضحايا حرب الإبادة الإرهابية الصهيونية، الذي أعلنت عنه امس وزارة الصحة، وكان حينها 40 ألفاً و861 شهيداً ونحو 94 ألفاً و400 جريح، بالإضافة إلى آلاف المفقودين.
العدوّ يعتقل 16 فلسطينيًا بينهم صحافيًا وفتاة في الضفة الغربية
من جهة ثانية، ومع استمرار الهجوم العسكري الإرهابي الصهيوني الواسع على شمالي الضفة الغربية، شنّ جيش العدوّ حملة اعتقالات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة، منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم، طالت 16 فلسطينياً على الأقل، بينهم الصحافي “علي دار علي” وفتاة من رام الله، بالإضافة إلى عدد من الأسرى السابقين.
وتركزت حملات الاعتقال في مناطق رام الله، الخليل، نابلس، أريحا، والقدس، حيث رافقتها اعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى تدمير وتخريب واسع في منازل الفلسطينيين.
وأشارت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، إلى أنه منذ إعلان الاحتلال حملته العسكرية الأخيرة في الضفة الغربية، تم اعتقال أكثر من 195 فلسطينياً، وهذه الأرقام مؤكدة لدى المؤسسات الحقوقية.
ومع استمرار العملية العسكرية في جنين، يصعب تحديد العدد النهائي للاعتقالات في المحافظة، التي تقدر بالعشرات، نتيجة الاقتحامات المتواصلة في مناطق مختلفة.
يُذكر أن الاحتلال اعتقل أكثر من 10,400 فلسطيني من الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ بدء حرب الإبادة “الإسرائيلية” على قطاع غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بالإضافة إلى الآلاف من الفلسطينيين الذين اعتقلهم جيش الاحتلال من القطاع وما تزال سلطات الاحتلال تتكتم عن أعدادهم ومصيرهم.
مخاطر تهدد الأسرى الفلسطينيين
جراء تفشّي الأمراض الجلدية في سجن “مجدو”
بدورها، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، صباح اليوم، من الوضع الصحي الخطير الذي يواجهه الأسرى الفلسطينيون في سجن “مجيدو” نتيجة تفشي الأمراض الجلدية، في ظل إهمال متعمد من قبل إدارة السجن التي توفر بيئة تساعد على انتشار هذه الأمراض.
وفي تقرير صادر عن محامي الهيئة بعد زيارته للسجن، أكد أنّ الأوضاع الصحية تتفاقم سوءاً يوماً بعد يوم، حيث يزداد عدد الإصابات بالأمراض الجلدية بسبب غياب العلاج اللازم وحرمان الأسرى من مواد التنظيف والمعقمات، فيما تفرض إدارة السجن عليهم وقتاً قصيراً جداً للاستحمام بالماء فقط، ما يعمق الأزمة الصحية.
وطالبت هيئة شؤون الأسرى منظمة الصحة العالمية بضرورة التدخل الفوري لتقديم الرعاية الصحية المناسبة للأسرى الفلسطينيين، وخاصة المصابين بالأمراض الجلدية المعدية التي أصبحت تشكل خطراً على حيواتهم.
وأشارت إلى أن بعض الأسرى يعانون من آلام مستمرة نتيجة تحول جلودهم إلى اللون الأحمر وتقرحات تنزف وتفرز القيح، في ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة داخل السجن.
وزار المحامي ثلاثة من الأسرى المصابين، وهم إياد عمارة (40 عاماً) من طولكرم، وأمجد جرادات (21 عامًا) من جنين، وعماد أطرش من سلفيت، وأكدوا جميعًا أن إدارة السجن تمارس الانتقام منهم بشكل مستمر، سواء من خلال الإهمال الصحي أو التعذيب الجسدي والنفسي، وقد تعرضوا للاعتداء العنيف منذ لحظة اعتقالهم.
وفي سياق متصل، شدد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدورة فارس، خلال مشاركته في برنامج ثقافي في الأردن أمس، الاربعاء، على أن الأسرى الفلسطينيين يعيشون في ظروف غير إنسانية داخل السجون “الإسرائيلية”، حيث تحولت السجون إلى “مقابر للأحياء” بعد تصاعد الاعتقالات العشوائية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأشار فارس إلى أن الأسرى محرومون من الطعام الكافي ومياه الشرب النظيفة والاستحمام، إلى جانب مصادرة ممتلكاتهم الشخصية وأدوات الطبخ، وحرمانهم من الأدوية والعلاج، ومنعهم من التواصل مع العالم الخارجي أو زيارات الأهل.
وأضاف أن التعذيب والضرب والإهانة بلغت مستويات غير مسبوقة، حيث تعرض الأسرى لكسر أطرافهم وسالت دماؤهم، وسقط بعضهم شهداء تحت التعذيب، كما أشار إلى استخدام سلطات السجون لأساليب قاسية مثل الاغتصاب والتحقير لإهانة الأسرى.
وفي ختام حديثه، دعا فارس المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والضغط على “إسرائيل” لوقف انتهاكات حقوق الأسرى، مطالبًا الحاضرين بدور أكبر في فضح الجرائم المرتكبة بحق الأسرى، خاصة سياسة الإخفاء القسري، والاعتقال الإداري، والجرائم الطبية التي يتعرض لها الأسرى داخل السجون “الإسرائيلية”.