متفرقات

“نقابة المحررين” الصحافيّين في لبنان تحيي اليوم العالمي لحرية الصحافة وذكرى شهداء الصحافة اللبنانية


“المدارنت”..

أحيت “نقابة محرري الصحافة” (الصحافيين) في لبنان، حفلا قبل ظهر اليوم، لمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وذكرى شهداء الصحافة اللبنانية، في قاعة ريمون روفايل في مقرّ الرابطة المارونية/ الكرنتينا/  المدور، في حضور نقيب “الصحافة” (أصحاب الصحف) عوني الكعكي، نقيب المحررين (الصحافيين) جوزف القصيفي، وحشد من الشخصيات.

الكعكي
بعد النشيد الوطني، وتقديم من الصحافية ريبيكا ابو ناضر، قال الكعكي: “على صعيد الاعلام، ففي العام 1950، خمسينات القرن الماضي، كان لبنان متميزا اعلاميا على كل الدول العربية ولكن العصر الذهبي الذي مر على اللبنانيين، لم يدم بسبب ان الدول النفطية اخذت في انشاء محطات تلفزة وصحف ووسائل اعلامية اخرى. فعلى سبيل المثال المملكة العربية السعودية اصبح لديها عدد كبير من التلفزيونات، بالاضافة إلى التلفزيون الرسمي. وهناك “قناة العربية” و”قناة الحدث” اللتان اصبحتا مثل الـ”سي ان ان”، بالاضافة الى “أم بي سي”، التي اصبحت مطبخا اعلاميا كبيرا بلغات عدة. كذلك الحال في قطر التي افتتحت “محطة الجزيرة” التي بلغت كلفة إنشائها المليارات وهي تضاهي الـ”سي ان ان”، أما الامارات العربية فقد أنشات قناة “سكاي نيوز” باللغة العربية، والتي اصبحت خلال فترة قصيرة من المحطات المنافسة في العالم العربي”.
وتابع: “ولو عدنا الى لبنان لرأينا تراجعا كبيرا في اصدار الصحف، ولا بد لي ان اتحسر على مؤسسات اعلامية لبنانية عريقة اقفلت، منها دار الصياد ودار الف ليلة وليلة والحياة  والدايلي ستار والسفير. فالسؤال الكبير لماذا تتوقف صحف ومجلات كبيرة وعريقة في لبنان.  لسبب بسيط هو اننا اليوم نواجه مرحلة بقاء ووجود في ظل التكاليف الباهظة لاصدار جريدة او مجلة. وقد حلت وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف الخلوي مكان الصحف والمجلات”.
اضاف: “هذا المخلوق الجديد تكلفته قليلة جدا مقارنة بانشاء واصدار جريدة او مجلة من تكلفة الورق والمكتب والموظفين. من هنا ارجو واطلب من الدولة اللبنانية، ومن جميع المسؤولين اصدار قانون ينظم انشاء ايّ موقع الكتروني، كي لا يبقى الوضع فلتانا كما هو اليوم. ولا اريد التهجم على بعض المواقع الالكترونية الذي يسيء الى الاعلام”.
وختم: اصبحت مهنة المتاعب غير مقتصرة على المتاعب، وعلى الاخطار بل على التمويل الكبير الذي لم يعد متوفرا ولن نقدر عليه” .

القصيفي
بدوره، قال القصيفي: “اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أقر الاحتفاء به في الثالث من ايار من كل عام، انبثق منذ ثلاثين عاما من اعلان ويندهوك تحت مظلة الامم المتحدة، وبناء على توصية من منظمة الاونيسكو، وها هو يعبر القارات والدول ويلاقي في وطننا بعد ايام قليلة ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية. وهم رواد الحرية ليس في لبنان فحسب، بل في المشرق العربي كله. فقد كانوا طلائع التحرر الذي بزغ فجره من أعواد المشانق التي تأرجحت عليها اجسادهم. فكانوا كبارا، وكان الموت صغيرا أمام عظمة تضحية لم يبخلوا بها، بل البسوها حلة المجد. اننا ننحني امام من بذلوا ارواحهم وهم يؤدون واجبهم المهني والوطني”.
وقال: “نغتنم هذا اليوم لنجدد التزامنا  الكامل بالحريات كافة لا سيما حرية الصحافة والجسم الصحافي الذي لنا شرف تمثيله. ولا عجب! فالحرية هي في اساس حياتنا وكياننا ودستورنا ومهنتنا، وهي المحفز الاساسي لازدهار المعرفة والفكر والثقافة والمحاسبة من اجل وطن مزدهر ومشع. انه اليوم الانسب للاضاءة على التحديات التي تواجهها حرية الصحافة. وهي فرصة لتقييم واقع المهنة واستشراف مستقبلها وثبات دورها الرسولي”.
اضاف: “اليوم تفتتح نقابة محرري الصحافة اللبنانية فعالياتها، باحياء هذا اليوم بضيافة الرابطة المارونية في اشارة  تقدير منها لدور الصحافة والاعلام. واتوجه بالشكر هنا الى رئيس الرابطة السفير خليل كرم لاحتضانه لقاءنا اليوم، ولمسؤولة الاعلام الزميلة ربيكا ابو ناضر لدورها الفاعل في اقامته. والشكر موصول  إلى نقيب الصحافة اللبنانية الاستاذ عوني الكعكي الذي لبى الدعوة للمشاركة وهو الادرى بالصعوبات والمشقات التي تكابدها المؤسسات الصحافية في ايامنا هذه، لأنه يخوض مغامرة اصدار صحيفة يومية ورقية إلى جانب حفنة من الصحف التي تعاني وتكابد، وتعاند، محاذرة السقوط الكبير”.
وأعلن انه “وفي تحية الى هذا اليوم تقدم نقابة المحررين الوثائقي ” الشهادة والدور تليه ندوة علمية متخصصة تطرح السؤال الكبير: هل الصحافة ولا سيما منها المكتوبة على طريق الاندثار؟ وهل من حلول تبقيها على قيد الحياة؟ واي دور ينتظرها اذا تمكنت من الثبات في وجه الأخطار التي تتهددها؟”.
وقال: “لقد تصدت نقابتنا في ادبياتها منذ ما يقارب العقدين من الزمن لهذه القضية، واقرت بالتحديات التي تواجه هذا النوع من الصحافة، وقدمت اقتراحات وحلولا للحكومات المتعاقبة، ووزارة الاعلام. لكن أحدا لم يول ذلك اي اهتمام. فتوقفت صحف ورقية كثيرة عن الصدور، وكانت تشكل ذاكرة لبنان المكتوبة وسجل وقوعاته اليومية، ولم يتبق منها الا ما يقل عن أصابع اليدين عدا. كلكم يعرف تاريخ الصحافة اللبنانية ومآثرها داخل الوطن وخارجه. والتعداد يستغرق ساعات اذا اسهبنا”.
وتابع: “نترك للمشاركين في الندوة الإضاءة على المشكلة، وكيفية بناء جدوى اقتصادية تؤمن استمرار الصحافة الورقية، وجعلها تتكامل وتتناسب مع الاعلام الرقمي، لضمان حضورها كعامل فاعل ومؤثر في المجتمع. ولكن اكتفي بالاشارة بأن الدولة اللبنانية غير معفاة من مسؤوليتها في إنقاذ هذا القطاع، على غرار ما اضطلعت به دول عريقة في تراث الحرية، وحريصة على دور للصحافة يتجاوز العوائق المادية”.
وأشار الى أن “الاعلام ليس مجرد وسيلة فحسب، ولا يمكن تصنيفه بين تقليدي وحديث”. وقال: “الاعلام هو الاطار الاوسع والمحركّ الرئيس لحركة المجتمع بكل ما يحفل من ديناميّة، وتنوّع، وتصارع وتناغم، وتكامل وتضاد. وليس هناك إعلام حديث  -كما يخيّل للبعض- بل وسائل حديثة للاعلام. ومهما بلغت هذه الوسائل من درجة متقدمة وأهميّة قصوى، فان المحتوى يبقى هو الأهم. وهذا ما يدفعنا الى العمل معاً على مقاربة تتجاوز الآني والوصفي، تتناول عمق المأزق الذي تعيشه الصحافة والغوص على اسبابه الحقيقية، فنحن نعالج موضوعاً يتصلّ بالانسان، وحقوقه البديهيّة والطبيعية، المكرسة في المواثيق الدولية والدساتير الوطنيّة: الحرية والحق في الاعلام والاستعلام والوصول الى المعلومات”.
وختم: “شكرا للمحاضرين والحاضرين فردا فردا، وعسى أن تثمر الحوارات وتفتح آلافاق المستغلقة على حلول عملية خلاقة، تحدث ثقوبا في الحائط المسدود”.

ندوة
ثم عُقدت ندوة بعنوان “الصحافة: مهنة على طريق الزوال؟” شارك فيها رئيس تحرير جريدة “اللواء” صلاح سلام والمدير التنفيذي لجريدة “لوريان لو جور” فؤاد خوري حلو والمستشار في التواصل لدى المنظمات الدولية نصري مسرّة.

سلام
وقال سلام: “ان ما يميز الصحافة اللبنانية حتى اليوم عن الدول العربية، الحرية التي نتمتع بها في الأقلام اللبنانية، رغم كل الظروف والمآسي التي نعيشها اليوم. ما زلنا نستطيع انتقاد الحاكم ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والوزراء ورؤساء الأحزاب وبعض المقدسين في بيئتهم السياسية أو الجماهرية بكل حرية وموضوعية”.
اضاف: “هذه المساحة من هذه الحرية يقابلها نوع من الإنهيارات المهنية والمالية بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها الصحافة اللبنانية، بسبب تخلي الدولة اللبنانية عن دورها في دعم أهم قطاع إعلامي وطني يشهد التاريخ له من أمجاد وسعة إنتشار. صحافة لبنان كانت حافة العرب والملوك والقادة العرب. وهذا ما يؤكد أحمية الصحافيين اللبنانيين وكتاب الرأي. نحن نتأثر كثيرًا لأن لبنان منذ أكثر من خمسين سنة يتخبط بأزماته، وبحالة عدم الإستقرار التي نعيشها على المستوى الإقتصادي والمالي وبعزلة لبنان عن محيطه العربي”.

حلو
من جهته، أشار حلو الى ان “هناك شرطان لاستمرار الصحافة، شرط سياسي وآخر إقتصادي. الشرط السياسي ألا يكون هناك طاغية، تقفل المكاتب وتسجن الصحافيين كما يحصل في بلاد كثيرة من حولنا. سرطان لبنان هو الطائفية والإنقسام الداخلي ولكن على الرغم من ذلك لدينا مساحة للتحرك ولتقول الصحافة كلمتها في ظل إنقسام في الرأي بين صحيفة وأخرى حول الموضوع نفسه، كما هي حال السياسة. لدينا 600 ألف قارىء شهريًا وثمانون بالمئه منهم خارج لبنان، وطبعًا ليس كل قراء “لوريان لوجور” يدفعون اشتراك الجريدة الإلكترونية. والإنترنت يسمح بانتشار الكلمة إلى المغتربين في كل قارات العالم”.
واكد ان “مشكلة الصحافة في لبنان ليست مشكلة سياسية بقدر ما هي مشكلة مالية وإقتصادية”.

مسرّة
وقال مسرّة: “مستقبل الصحافة والحرية لا يمكن لنا أن نفصلهما عن بعض. لا مستقبل للصحافة من دون حرية. وفي ظل الإنتشار الواسع لمواقع التواصل الإجتماعي صارت الكلمة موضع تحوير. وأنا اعتبر أن الحرية من دون ثقافة ومبادىء هي فوضى أو إجرام. وفي لبنان هناك العديد من الصحافيين استشهدوا من أجل حرية الصحافة والكلمة الحرة التي آمنوا بها وفي سبيلها استشهدوا”.
اضاف: “الصحافي اليوم، إما صحافي مؤثّر لم يدرس أصول المهنة، ويعتبر نفسه صحافيًا ويضرّ في بعض الأحيان بالمهنة، كما لدينا صحافي القائد للرأي. الصحافة الصحيحة تتطلب قائد رأي وليس من يعتبر نفسه صحافيًا مؤثرًا. نريد صحافيًا حاملًا فكرًا ورأيًا ومبادىء وقيما وثقافة، لتبقى الصحافة الحرة مصانة. صحيح نريد أن تكون الصحافة مهنة ولكن نريدها في البداية رسالة في وطننا ومجتمعنا. علينا الإرتقاء بمهنة الصحافة للمحافظة عليها مهنيًا”.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى