قتيلان في الكحالة.. الجيش اللبناني: الشاحنة محمّلة بالذخائر.. و”حزب الله” يؤكد أنها له.. مواقف تستنكر ما حصل وأخرى تؤيّد نقل السلاح
“المدارنت”..
على اثر إنقلاب شاحنة متوسطة الحجم، محمّلة بالذخائر لمصلحة “حزب الله”، على كوع بلدة الكحالة، “الشهير”، مساء أمس، حصل إشكال في المنطقة، عقب تجمهر أهالي من المنطقة، بقصد معرفة حقيقة حمولة الشاحنة ووجهتها، وتصدّي مجموعة من المسلحين المرافقين للشاحنة لهم بالسلاح، حيث بادرت الى إطلاق النيران، في محاولة تهدف الى منع إقتراب الناس من الشاحنة، الامر الذي قوبل بسلاح مضاد، وحصل إشتباك سريع، قتل نتيجته إبن بلدة الكحالة فادي بجاني، وأحد مرافقي الشاحنة من “حزب الله” أحمد قصاص.
وغداة ذلك، توتر الوضع الأمني، وبات يهدد بما لا تحمد عقباه، في حين وصلت قوة من الجيش اللبناني، وعملت على تطويق الشاحنة ومنعت الإقتراب منها، كما حضرت مجموعات من القوى الأمنية الشرعية، لمتابعة الوضع، ومنع تفاقم الأمور.
وعملت قوة الجيش اللبناني، على نقل الذخائر الى سيارتين عسكريّتين، فجر اليوم، ونقلتها الى أحد مقراتها العسكرية.
الجيش اللبناني يؤكد أن الشاحنة
التي إنقلبت في الكحالة محمّلة بالذخائر
وأوضح الجيش اللبناني/ مديرية التوجيه، في بيان، أنه بتاريخ 9-8-2023، لدى انقلاب شاحنة تحمل ذخائر على طريق عام الكحالة، حصل إشكال بين مرافقي الشاحنة والأهالي، ما أدى إلى سقوط قتيلين (فادي بجاني من بلدة الكحالة، وأحمد قصاص، أحد عناصر حزب الله المرافقة للشاحنة). وقد حضرت قوة من الجيش إلى المكان، وعملت على تطويق الإشكال، وتم نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكرية، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص.
وتابع الجيش: “بتاريخ 10-8-2023، عند الساعة الرابعة فجرًا، قامت القوة برفع الشاحنة، وفتح الطريق بالاتجاهين، فيما يواصل الجيش متابعة الوضع واتخاذ التدابير الأمنية المناسبة.
“القوات اللبنانية”: دويلة العصابات والسلاح لن تمرّ في الكحالة
“القوات اللبنانية/ عاليه”
من جهته، أصدر حزب “القوات اللبنانية/ عاليه”، البيان التالي: “مرة جديدة يدفع اللبنانيون ثمن التفلت الأمني وانتشار السلاح الغير شرعي، وهذه المرة كانت الكحالة الأبية مسرحاً لاستعراض فائض القوة واطلاق النار المباشر باتجاه المدنيين الذين تجمعوا على أثر انقلاب شاحنة يُعتقد أنها تحمل السلاح ليتبين أن مجموعة مسلحة ترافقها وقد قامت المجموعة باطلاق النار المباشر على المدنيين ما أدى الى استشهاد فادي يوسف البجاني الذي كان يحاول انقاذ السائق”.
ودعت القوات اللبنانية في منطقة عاليه، “القوى الأمنية ولا سيما الجيش اللبناني للقيام بدورهم عبر توقيف مطلقي النار واحتجاز الشاحنة واجراء التحقيقات اللازمة ومنع أي مظهر من مظاهر التفلت الميليشياوي”، مؤكدة أن “الكحالة لم ولن تكون مكسر عصا لعصابات السلاح المتفلت والمشاريع العابرة للحدود، فدويلة العصابات والسلاح لن تمر في الكحالة ودماء شباب الكحالة من جو بجاني الى فادي بجاني، كما دماء كل اللبنانيين من الكحالة الى عين إبل غالية جداً ولن نسمح بأن تذهب هدراً.
“حزب الله”: عناصر ميليشيات في الكحالة
اعتدت على أفراد الشاحنة وحاولت السيطرة عليها
“حزب الله”
بدورها أصدرت العلاقات الإعلامية في “حزب الله”، البيان التالي: “أثناء قدوم شاحنة لحزب الله من البقاع الى بيروت، انقبلت في منطقة الكحالة، وفي ما كان الأخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها الى مقصدها، تجمع عدد من المسلحين من المليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على افراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها، حيث بدأوا برمي الحجارة اولا، ثم باطلاق النار مما اسفر عن إصابة أحد الاخوة (أحمد قصاص) المولجين بحماية الشاحنة، وتم نقله بحال الخطر الى المستشفى حيث استشهد لاحقًا. وقد حصل تبادل لاطلاق النار مع المسلحين المعتدين، في هذه الاثناء تدخلت قوة من الجيش اللبناني ومنعت هؤلاء المسلحين من الاقتراب من الشاحنة أو السيطرة عليها. ولا تزال الاتصالات جارية حتى الآن لمعالجة الإشكال القائم.
“الجبهة السيادية”: آلة القتل المتنقلة لمنظمة إيرانية
أنهكت الدولة وجعلتها منعدمة الوجود
“الجبهة السيادية”
من جنبها، عقدت “الجبهة السيادية من أجل لبنان” اجتماعًا أستثنائيًا في مقرّها في السوديكو، وناقش المجتمعون، التطورات الأمنية الأخيرة والإعتداء السافر في بلدة الكحالة، وأصدرت الجبهة البيان التالي: “دأبت ميليشيا حزب الله الايرانية على توزيع الرسائل للداخل اللبناني وكذلك للخارج حيث تجتهد لإظهار لبنان وكأنه دولة مارقة قرارها بيد المقاومة المزعومة التي تتلطّى خلف هذه التسمية كي تدمر ما تبقّى من مقومات دولة بعدما أفقدتها هيبتها”.
ولفتت الى أن “عمليات نقل وتهريب السلاح لم تتوقف على مساحة ال،10452 كلم2، حيث ان حزب الله ينسف ليس فقط الاستقرار اللبناني بل ينسف كل القرارات الدولية في مقدمها القرار 1701، قبيل التجديد لقوات اليونيفيل”، مضيفة “إن آلة القتل المتنقلة لمنظمة إيرانية أنهكت الدولة وجعلتها منعدمة الوجود لا توفر منطقة ولا مدينة إلا وتجعل منها ساحة دم. إن جريمة الكحالة مسؤولية مشتركة بين ميليشيا مهيمنة تحكم وتتحكّم ودولة يديرها نواطير على الإدارات والوزارات معدومي الإرادة الوطنية قرارهم في حارة حريك”.
وشددت على أن “حزب الله يسعى لأمرين: الأول إفهام المجتمع الدولي بأنه هو الحاكم في لبنان وأي مفاوضة أو حوار تكون عبره دون سواه كما فعل في الترسيم البحري أما الأمر الثاني فهو يقول للبنانيين تشبهّوا بي واحملوا السلاح وكأنه يوجه دعوة للحرب”.
وتابعت: “إن الجبهة السيادية من أجل لبنان هي الجبهة اللبنانية الإسلامية/ المسيحية تتمسك بالتكاملية الإسلامية/ المسيحية ولن تحيد عن قناعتها هذه فالأزمة في لبنان ليست أزمة طائفية ولا مذهبية بل أزمة سلاح بيد مجموعة تعمل في خدمة إيران”، مؤكدة أن “لا خروج من أزمتنا الا من خلال سحب السلاح من يد حزب الله شأنه شأن كل الأحزاب اللبنانية على ما نصّت عليه وثيقة الوفاق الوطني. ولا حلول خارج إطار الدولة ومؤسساتها الراعية والحامية لذا المطلوب من الجميع القبول بشروط الدولة وليس بشروط أي جهة مهما إستقوت بسلاح أو هيمنة”.
وأكدت أن “من حق أهالي الكحالة معرفة هوية قاتل إبنهم فادي بجاني وتسليم المجرم الذي أطلق النار بدم بارد على شاب مسالم”، متسائلة عن “مصير المسلحين الذين هربوا بعد جريمتهم؟! وكذلك عن مصير الأسلحة المنقولة؟! وما هو دور الدولة وأجهزتها في هكذا أحداث سوف تتكرر كل يوم وفي كل المناطق اللبنانية؟!”.
“الرابطة المارونية” تستنكر ما حصل في الكحالة:
ثمّة من لا يقيم وزنا لسيادة الدولة
“الرابطة المارونية”
كما أصدر المجلس التنفيذي لـ”الرابطة المارونية” البيان آلاتي: “إن المجلس التنفيذي للرابطة المارونية يستهول ويستنكر شديد الاستنكار، ما حصل في بلدة الكحّالة ليل الأربعاء التاسع من آب 2023، جراء انقلاب شاحنة عائدة لـ”حزب الله” بحمولتها العسكرية، ووقوع شهيد من أبناء البلدة هو فادي بجاني، برصاص العناصر المرافقة للشاحنة، ويرى في ذلك اشارات لاستدراج البلاد الى فتنة تماثل ممهداتها ما حصل في أواخر ستينيات القرن المنصرم ومطالع سبعينياته، والذي أوصل البلاد إلى حرب طالت خمسة عشرة عاما”.
وتابعت: “ما حصل في الكحّالة، ومن قبل في عين إبل، يضع السلم الاهلي على كفّ عفريت، ويدني فتائل التفجير من الصاعق، ما يجعل من الصعب تدارك التداعيات الكارثية التي يمكن أن تحصل. واذا كان المطلوب من الجيش اللبناني، أن يأخذ دوره في الكشف عما تحتويه الشاحنة من اعتدة ومواد ويحدد وجهتها، ومن الأجهزة الامنية والعدلية أن يميطا اللثام عن حقيقة جريمة اغتيال الحصروني، فإن كل الفرقاء السياسيين مدعوون إلى تحمل مسؤوليتهم في هذه الاحوال الصعبة، والمبادرة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، كي ينتظم عمل الدولة، بدءا من بحث الاستراتيجية الدفاعية، هو واجب الوجود لأنه لا يجوز الاستمرار بمنطق الدولتين والجيشين ولو بمسميات شتى. وذلك حرصا على السلم الاهلي والعيش الواحد والعدالة، اذا كنا فعلا نعتبر أن لبنان سيد ومستقل، وان شعبه واحد تجمعه روح المواطنة والانتماء إلى وطن واحد”، مضيفة “إن الرابطة المارونية إذ تعزي ذوي الشهيدين فادي بجاني والياس الحصروني، تطالب بكشف قتلتهما، وتحديد الجهة التي ينتمون إليها”.
“سيدة الجبل”: هيبة الدولة اللبنانية سقطت في حادثة الكحالة
“سيدة الجبل”
وعقد “لقاء سيدة الجبل” غداة تدهور شاحنة “حزب الله” في الكحالة، اجتماعا استثنائيا حضوريا وإلكترونيا، وأصدر المجتمعون البيان التالي: “إن هيبة الدولة اللبنانية، سقطت أمس، في حادثة الكحالة، ومعها هيبة الجيش اللبناني، الذي لم يقتصر دوره على غض النظر عن سلاح حزب الله وإنما تجاوزه الى حماية هذا السلاح تنفيذاً لقرار الحكومة، كذلك سقطت قدسية موقع رئاسة الجمهورية، إذ تُبيّن جريمة الحزب في الكحالة أن أي رئيس قادم ستكون وظيفته تنفيذ إملاءات حزب الله ومشغّله الإيراني، لا أكثر ولا أقل”.
ولفت الى ان “الأهم أن موقعة الكحالة كشفت إدعاءات الحكومة اللبنانية لجهة احترام القرارات الدولية وتنفيذها، وذلك قبل اجتماع مجلس الأمن في 31 آب 2023 من أجل التجديد للقوات الدولية”، مضيفا “كشفت موقعة الكحالة ان لا خلاص للبنان إلا بالعمل الجدي والدؤوب والصريح والمُعلن لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان من خلال جمع اللبنانيين حول ضرورة تنفيذ الدستور والطائف والقرارات 1701، 1680، 1559، 2650 .. وإلا فإنّ ما جرى أمس سيتكرر في كل لحظة وإينما كان”.
“أحزاب وطنية” تعتبر أن الاعتداء على شاحنة المقاومة
في الكحالة هو خدمة مجانية للعدوّ الصهيوني
“أحزاب وشخصيات وطنية لبنانية”
دان “لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية” في بيان، “الإعتداء الذي نفذته مجموعة مسلحة من بعض الميليشيات على شاحنة تابعة للمقاومة، والعناصر المكلفة بحمايتها، على الطريق الدولية في منطقة الكحاله، ما أدى إلى استشهاد المجاهد أحمد القصاص، ومقتل أحد أفراد المجموعة المعتدية نتيجة الردّ على مصادر النيران”.
ورأى أن “هذا الإعتداء يقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني، عن قصد أو عن غير قصد، لأنه يستهدف عامل القوة الذي يؤمّن الحماية للبنان و ثرواته، و يردع العدو الاسرائيلي عن القيام بأي عدوان عن لبنان، من خلال معادلة الردع التي فرضتها المقاومة، والتي أجبرت العدو على الإعتراف بحق لبنان في ثرواته البحرية.”
واعتبر ان “الهجوم المسلح الذي نفذته عناصر مجرمة تابعة لبعض الميليشيات المعروفة سابقاً بتعاملها مع العدو الصهيوني، يؤكد أنها ما زالت تعمل وفق أجندة خارجية بعيدة كل البعد عن مصلحة لبنان واستقراره وأمنه، لا سيما وأن التنسيق قائم بين المقاومة والجيش اللبناني الذي يعرف أكثر من غيره أهمية سلاح المقاومة في حماية لبنان من العدوانية الإسرائيلية، كما يدل بوضوح عن وجود نيات مبيّتة لافتعال المشاكل والفتن في الداخل اللبناني، خصوصاً وأن العدو الصهيوني يعيش أسوأ أزماته الداخلية التي تهدد استقراره ووجوده”.
“حزب الوعد”
نعى رئيس حزب” الوعد” جو حبيقة، عبر وسائل التواصل الإجتماعي، فادي بجاني كاتبًا: “صرت مع حبايب قلبك يا غالي، الله يرحم رجال الفعل، ما بقى في إلا كتّيرين الحكي.. إلي الشرف أعرفك من وقت ما فتحت عيوني.. اليوم سكّرت عيونك..خلص الحكي. نفسك بالسما أبو يوسف، في جوار الأبطال والقدّيسين يا بطل”.