محرقة غزّة المستمرة..!
“المدارنت”..
لا تزال “إسرائيل” (كيان الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحلة) متمسكة بمحرقتها في قطاع غزة؛ إذ إنها تشن المجزرة تلو الأخرى، إحداها بمنطقة المواصي في خان يونس التي صنفتها «آمنة»، راح ضحيتها نحو 100 نازح، تبخرت أجساد بعضهم بفعل ثلاث قنابل تزن كل واحدة منها نحو الطن استهدفت خيامهم.
ورغم تأكيد الجيش “الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني) أنه قضى على الفصائل الفلسطينية، ولم يبقَ في القطاع سوى بقايا مقاتلين، فإنه مستمر في مقتلته، دون أي تورع عن استهداف المدنيين، ليصبح ذلك قتلاً ممنهجاً؛ أيّ القتل لأجل القتل فقط، وليس لأهداف عسكرية معينة يتطلبها الميدان كما يدعي.
بنك أهداف “إسرائيل” انتهى، هذه الحقيقة، وألمح إليها الجيش أكثر من مرة، وسياسيون، ومنهم الوزير السابق في حكومة الحرب (الإرهابي الصهيوني) بيني غانتس، الذي طالب بنقل ثقل المعركة إلى الشمال، وعقد صفقة مهما كان الثمن لإعادة الأسرى “الإسرائيليين” من غزة، كما أكد أن شرط البقاء في محور فيلادلفيا لا يجب أن يكون مانعا للصفقة، وهذا يدل على حجم الانقسام في الداخل “الإسرائيلي”؛ حيث يرى جزء كبير منه أن وقف الحرب أمر لا بد منه، وأن غايتها بالفعل قد تحققت بتدمير القطاع، وأن الوقت حان لإنقاذ “إسرائيل”، ووقف النزف الاقتصادي وهجرة العقول والأموال.
لكن (رئيس حكومة العدوّ الإرهابي الصهيوني بنيامين) نتنياهو، له مآرب أخرى؛ حيث يتمسك بأهدافه، بإنهاء حكم الفصائل بالقطاع، وتهجير جزء من سكانه، وإبقاء الجيش داخله، ولا يزال يصر على استمرار الحرب إلى ما لا نهايـــة، حتى مع عروض الهدن المختلفــــة، التي يرفضها الواحدة تلو الأخـــرى، فهو يتخوف من ســــقوط حكومته، خصوصاً أنها مرتكـــزة على أعضاء يمينيين، تحكمهم أفكار متطرفة يطمحون إلى تطبيقها على أرض الواقـــع من خلال اســـــتيطان غزة، والاســــتيلاء على كامل الضفة الغربية وتهجير ساكنيها؛ لذا فإنه يدرك أنه في حال تخلي ائتلافه عنه فســـينهار حكمه، وسيخرج من رئاســـة الوزراء وهو متشـــح بإخفاق استراتيجي في حروبه الدائرة الآن في حال لم يحقق أهدافه، التي يقول الكثير من أقطــــاب “إسرائيل” إن تحقيقها كمـــا هو يريــــد شـــبه مستحيل، وسيظل موصوماً بالفشل التاريخي، ليس ذلك فحســــب؛ بل إنه ســــيكون أمام استحقاقات كثيرة، منها مقاضاته على ما حــــدث في السابع من أكتوبــــر الماضي، وعلى قضايـــا فســـــاد كثيرة لا تزال المحاكم تلاحقه عليها.
الحرب ليست في وارد الانتهاء؛ بل ربما تستمر شهوراً أخرى دون التوصل إلى حل، وستستمر المجازر؛ لأن وقفها يعني عملياً نهاية الحرب حتى من دون إعلان ذلك مع افتقار الجيش “الإسرائيلي” لأهداف عسكرية حقيقية، خصوصاً أن الولايات المتحدة غير جادة بضغط حقيقي لإنهاء الإبادة الجماعية التي تنفذ بقنابلها، وهي الوحيدة القادرة على وضع حد لنتنياهو وعصابته.