“مخيم الشباب القومي العربي” الـ29 في البقاع اللبناني.. إستياء كبير من المشاركة الحزبية وبخاصة “حزب الله” الأمر الذي أفقد المخيم استقلاليته


تحقيق وحوار محمّد حمّود
البقاع/ الخيارة/ “المدارنت”..
أكثر من ثلاثة عقود، هي الفترة الفاصلة بين إنطلاقة “مخيم الشباب القومي العربي” الأول، كأول تجربة عملانية رائدة على طريق الوحدة العربية، في 23 تموز 1990، من “مركز عمر المختار التربوي” في منطقة البقاع الغربي اللبنانية، برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية في حينه إبن مدينة زحلة البقاعية الراحل الياس الهراوي، الذي استضاف المشاركين في أعمال المخيم الى مائدة غداء أقامها على شرفهم في وادي العرايش/ زحلة، و”مخيم الشاب القومي العربي” الـ”29″، الذي تابع نشاطاته لهذه الدورة، في ضيافة “الجامعة اللبنانية الدولية/ LIU” في البقاع أيضًا.
وقد شهدت هذه الفترة، الكثير من الأحداث التي طالت أمتنا العربية، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: اجتياح قوات الجيش العراقي في عهد الرئيس (الراحل) صدام حسين دولة الكويت في 2 آب/ اغسطس 1990، توقيع “اتفاقية أوسلو”، في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، وإنطلاق سلسلة إنتفاضات في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدأت في العام 1987 مع إنتفاضة الحجارة الأولى، غزو القوات الاميركية (بقيادة الرئيس الاميركي جورج بوش الإبن) والقوات البريطانية وبعض القوات الأوروبية العراق في ليل 19 و20 آذار/ مارس 2003، واستمرت عملية الغزو لنحو شهر تقريبا، انتهت باحتلال العراق، وتسليمه لاحقًا لقوى سياسية عراقية معرضة لنظام صدام حسين، وموالية لإيران. وتواصل الإحتلال الصهيوني لجزء كبير من الاراضي اللبنانية، الذي بدأ في 5 حزيران 1982، على الرغم من وجود “القوات العسكرية” التابعة لنظام آل الأسد، والذي كان يحكم لبنان، منذ دخول قواته العسكرثة والأمنية الى الأراضي اللبنانية في العام 1975، كـ”قوات ردع عربية”، تحت عنوان “حماية الثورة الفلسطينية”، قبل الضغط من اجل إخراج قوات “الثورة الفلسطينية” وقيادتها التاريخية ممثلة بأبي عمار من لبنان، رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني/ فتح”، ورئيس “منظمة التحرير الفلسطينية” الممثل الشرعي الوحيد للثورة الفلسطينية والفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل وفي الشتات، وشتّتها في عدة دول عربية، منها تونس واليمن. كما شهدت هذه الفترة لاحقًا، سلسلة “ثورات وانتفاضات عربية، بعضها إنتهى بخلع عدد من رؤساء الأنظمة العربية، مثل زين العابدين بن علي في تونس، الذي فرّ الى خارج البلاد مع تفاقم الاوضاع في البلاد. ومقتل الزعيم الليبي “الأبدي” ملك الملوك، كما كان معمر القذافي يعتبر نفسه، على أيادي معارضيه في 20 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2011، في مدينة سرت، حيث كان مختبئًا، وشهد اليمن، مقتل رئيسه علي عبد الله صالح، على أيادي عناصر من ميليشيا حليفه “الحوثي” التابع لإيران في 4/ 12/ 2017، وهو في طريقه إلى مسقط رأسه في سنحان جنوب العاصمة اليمنية صنعاء. كما شهدت نفس الفترة، تنحي الرئيس المصري حسني مبارك، عن سدة الرئاسة في 11 شباط/ فبراير 2011، قبل إعتقاله وسجنه، في 12-5-2014. وأندلاع “ثورة” الغالبية العظمى من الشعب السوري ضدّ نظام آل الأسد، والتي ما تزال متواصلة حتى اللحظة، على الرغم من الدعم العسكري الخارجي الكبير الذي ما يزال يتلقاه النظام، من النظامين الروسي والإيراني، وبعض الميلشيات العسكرية التابعة لهما. كما شهدت تلك المرحلة، “إنتفاضة” شعبية في مملكة البحرين، في كانون الأول/ ديسمبر 1994، بدعم إيراني مباشر ضدّ نظام الحكم، انتهت بدخول “قوات درع الجزيرة” بقيادة المملكة العربية السعودية الى اراضي المملكة، وأعادت الأمور الى نصابها في البلاد. وشهد لبنان، إنتفاضة شعبية في 17 تشرين الأول في العام 2019، في ظل “الحكم العوني” برئاسة ميشال عون، إنتهت في المهد، بعد تآمر غالبية الأحزاب اللبنانية عليها، ووقوفها الى جانب النظام، وحمايته، وبخاصة من القوى الحزبية التي تشارك في السلطة منذ العام 1990. كما شهد السودان، سلسلة من الاحتجاجات الشعبية منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2018، في بعض المدن السودانيّة، بسببِ ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدهور حال البلد على كلّ المستويات، وفي 11 نيسان/ أبريل 2019، أعلن الجيش السوداني خلع الرئيس عمر البشير (من الاخوان المسلمين) عن السلطة، وبدأ مخاض التغيير العسير في البلاد.
واللافت في ما خصّ المخيم، غياب غالبية هذه الأحداث التي عصفت بالأمة العربية، وعدد من أقطارها عن برنامجه اليومي، وهذا ما انتقده بعض المشاركين والمشاركات، الذين أكدوا في أحاديث جانبية مع “المدارنت”، “إنتقادهم للقيّمين على المخيم، لأنهم أظهروا حرصًا بالغًا على تسهيل مشاركة عناصر من حزب الله الموالي لإيران في المخيم، وإتاحة الفرصة له لتسويق أفكاره المعادية للعرب”. كما أعرب مشاركون ومشاركات عن “سخطهم وغضبهم من القيّمين على المخيم، لأنهم تلقوا وعودًا تتكلم عن نشاطات معينة، ثقافية عربية، لكنهم فوجئوا بوجود تمثيل حزبي صرف داخل المخيم، مثل حزب الله على سبيل المثال، وأطراف فلسطينية موالية لحركتيّ الجهاد الإسالامي وحماس، ونظام آل الأسد في سوريا، وغيرهم من القوى السياسية، بالإضافة الى “حزب الاتحاد” اللبناني، الذي يستضيف المخيم في إحدى مؤسساته التربوية، الأمر الذي أفقد المخيّم إستقلاليته وإنحيازه الى الشباب العربي، بعد تكريس دوره المُحابي لأنظمة وأحزاب عربية موالية لإيران”.
كما انتقد بعض المشاركين، “غياب الزيارات الى أماكن أثرية وتاريخية في لبنان، وإقتصار الزيارات على أماكن تروّج لحزب الله، مثل “معلم مليتا”، ذات المعالم الإيرانية، ومشاركة ممثل لحزب الله (مسؤول العلاقات العربية والعالمية في الحزب عمار الموسوي) في حفل افتتاح المخيم”، متسائلين: “ما هي علاقة العرب بإيران والفرس؟! وهل تسمح إيران بعقد مخيم شبابي على أراضيها تشارك فيه قوى سياسية عربية في موقع الخصومة مع النظام الفارسي؟!”.
هذه التساؤلات، وغيرها، كان من المفترض طرحها على مسؤول المخيم، إضافة الى بعض الاقتراحات، لكن مواعيد نشاطات المخيم، قطعت الحوار معه، ولم يتسنَ للموقع متابعة الحوار معه بشأن المخيم، لذلك غابت الأجوبة عن أسئلة كثيرة، تمنّى علينا مُشاركون ومُشاركات طرحها على القيّمين على المخيم. لذلك يكتفي “المدارنت”.. بالمقابلات التي حصلت مع عدد من المشاركين.

إسماعيل: إمكانيات المخيم القليلة حالت
دون مشاركة أعداد أكثر من الوطن العربي
وفي هذا السياق، التقى موقع “المدارنت”، المسؤول عن إدارة “مخيم الشباب القومي العربي” الـ”29″ محمد اسماعيل/ مصر، الذي بدأت مشاركته في أعمال مخيم الشباب القومي في المخيم السابع، الذي أقيم في منطقة حلوان في مصر، والذ أشار الى أن “عدد المشاركين هو 150 مشترك، يمثلون 12 دولة عربية، منهم 55 فتاة، في حين رفضت عدة دول عربية المشاركة في أعمال المخيم، بسبب ارتفاع كلفة أسعار تذاكر السفر الى لبنان، ومنها موريتانيا والسودان، ولأن غالبية المشاركين يمثلون أحزاب وحهات سياسية، إضافة الى بعض المستقلين”.
وأوضح اسماعيل، أن “الهدف من إقامة المخيم منذ نشأته، هو التأكيد على فكرة وحقيقة الوحدة العربية، وانها ليست مجرد فكرة خيالية، وإتاحة الفرصة أمام تفاعل الشباب العربي وتبادل الافكار التي تجمعهم، وتكريس روحية التآخي بينهم”، مشيرا الى أننا “نعتبر المخيم صورة مُصغّرة عن الوطن العربي، بكل سلبياته وإيجابياته، ونحاول تخفيف الاختلافات في الرؤى بين المشاركين، وكما هو موجود اختلاف الرأي بين اللبناني المقيم في طرابلس واللبناني البقاعي، نجد هذا الاختلاف بين المشارك من المغرب العربي، وبين أخيه في المشرق العربي، على سبيل المثال”.
اسماعيل: “مخيم الشباب القومي العربي”
يسلّط الضوء على القضايا العربية المشتركة
وشدد على أن “أسعار بطاقات السفر الغالية، حالت دون مشاركة عدد أكبر في أعمال المخيم. بخاصة، وأن إمكانيات المخيم المالية متواضعة، وهي تأتي من خلال تبرعات بعض أعضاء المؤتمر القومي العربي، ولا ننسى تقديمات المضيف “حزب الاتحاد” في لبنان، الذي أمّن الإقامة والطعام، والنقل من المطار الى مقر المخيم، والرحلات الداخلية في لبنان، إضافة الى قاعات الجامعة اللبنانية الدولية لعقد المحاضرات”، لافتا الى أن “التبرعات من أجل إقامة المخيم قليلة”.
وذكّر بأن “المخيم الذي انطلق من البقاع في العام 1990، ما يزال يعقد سنويا، باستثناء فترة اجتياح جائحة كورونا، التي عمّت العالم، والذي حال دون إنعقاده لسنتين متتاليتين، ونحن نؤكد على استمرارية انعقاد المخيم، والقيام بدوره التوحيدي، من خلال فعاليات كبيرة تدعم الشباب العربي، وتعيد بناء الكادر العربي، وتؤكد على دوره في طرح ومعالجة القضايا العربية الواحدة”.

المشارك اليمني وديع الشدّادي يؤكد أن تحرير فلسطين
لا يبدأ بقتل اليمنيين من قبل ميليشيات “حزب الله” والحوثيين”
وفي هذا السياق، التقى موقع “المدارنت”، المشارك وديع حامد الشدّادي من اليمن/ تعز، الذي يحمل إجازة في علوم “الغرافيك ديزاين”، وأخرى في إدارة الأعمال، وحاليًا يتابع دراسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، والذي يشارك للمرة الثانية في “مخيم الشباب القومي العربي”، مع عشرة مشاركات ومشاركين من اليمن. الذي أكد أن “فكرة مخيم الشباب تبيّن قضايا تخصّ العرب، وتسلط الضوء على ما يشغلهم في الوقت الحالي، وهي القضية الأبرز، قضية فلسطين”، مضيفا “هناك قضية محورية أخرى غير القضية الفلسطينية، نحاول إثارتها ونسأل عنها، ولكن لا أجوبة من المحاضرين عليها، فهم يتهرّبون من الأجوبة”.
وأوضح “إننا نسأل عن علاقة القومية العربية بقتل اليمنيين من قبل ميليشيات الحوثيين وحزب الله اللبناني؟! وهل تمثل هذه الجرائم بحق اليمنيين مقاومة للكيان الصهيوني؟! وهل هذه الجرائم تعتبر مواجهة مع العدو الصهيوني؟! وعملية قتل اليمنيين في مدينة تعز التي تزداد يوميًا في هذه المدينة المحاصرة منذ ثمان سنوات.. هل يمكن اعتبارها مقاومة للعدو الصهيوني؟! بخاصة، وأن هذا الحصار المفروض من قبل ميليشيات الحوثي وحزب الله اللبناني، يدفع أبناء المدينة الى سلوك الجبال الوعرة، لفترات تصل الى سبع ساعات يوميًا لتأمين حاجاتهم ووسائل عيشهم، والحفاظ على حياة أبنائهم”.
مشارك يمني يرفض فتح المخيّم
لتسويق أفكار “حزب الله”
وأكد الشدّداي، “رفض الشعب اليمني مشاركة حزب الله اللبناني في أعمال مخيّم الشباب القومي العربي”، لافتا الى أن “كلّ الشعب اليمني مع المقاومة، ومع القضية الفلسطينية”، متسائلًا: هل يبدأ تحرير فلسطين بلجوء الحوثيين وحلفائهم الى قتل اليمنيين؟!”، مضيفًا “أنا أتحدث كشاهد عيان على الدعم العسكري واللوجستي الذي يقدمه حزب الله اللبناني الى ميليشيا الحوثي، وتدريبه لهذه الميليشيات”.
واشار الى أننا “تعرفنا في المخيم على وجوه شبابية عربية جديدة، على الرغم من الضعف الواضح في إمكانيات المخيم، إلا أن الخبرة الكافية لدى المشرفين عليه تكفي، وتفي بالغرض حاليا، وهناك الكثير من الأمور التي تعترض إدارة المخيم، مثل غياب القيادة الرائدة في الوطن العربي، التي أتاحت الفرصة لبروز قيادات أخرى تحملت مسؤولية الدور، ولكنها مالت به الى جهات سياسية وفق مصالحها”.
وختم الشدّادي: “اقترح إعداد دراسة ميدانية لوضع البلاد التي تستقبل مخيمات الشباب القومي العربي، وظروف استقبالهم في المطارات، كما أدعو الى زيادة فترة التجوّل و”الفسحة” خارج المخيم، وتحديد أوقات الندوات، وألّا تكون مفتوحة من دون ضوابط أمام أطراف سياسية معينة، لطرح أرائهم مثل “حزب الله” اللبناني، وقد تكون هذه أسباب جوهرية لعدم مشاركة شباب من دول الخليج العربي في أعمال المخيم، كما كان يحصل في البدايات”.

مندوبة “شبيبة حزب البعث السوري”:
سوريا مقصّرة في حق القضية الفلسطينية
من جهتها، المشاركة باسم “اتحاد شبيبة الثورة” في سوريا، رهف جاسم، المجازة في علم الاجتماع، والتي تشارك للمرة الثانية في أعمال المخيم، لفتت الى أنه “بصرف النظر عمّا يحصل في الوطن العربي، تأتي هذه المشاركة بعد اختتام أعمال المؤتمر القومي العربي”، موضحة أن “مخيم الشباب القومي سيتأثر بوضع الوطن العربي، وأرى أن هذه المخيم مختلف عن المخيم الذي شاركت فيه في العام 2013، ولكن يبقى الهدف والجوهر نفسه، لا يتغيّران، وكلنا نتحدث عن الوحدة العربية، متأثرين في ما يحصل في العالم”.
ولفتت الى أن “أعمال المخيم سابقًا، كانت تستمر لفترة 15 يومًا، أما اليوم فهي 8 أيام، واللجنة التحضيرية للمخيم تبذل كل الجهد، وتتعب، من أجل إنجاح المخيم، وتحقيق غاياته، وأهداف المخيم كبيرة، ولكنها لا تتحقق في لحظة، والأهداف هي فكرة، والفكرة بحاجة الى وقت لتحقيقها، فالاحزاب بدأت بفكرة، ناصرية أو البعث أو غيرها، بدأت فكرة، والباقي تفاصيل”، مشيرة الى أن “المخيم يجمع العديد من الطاقات العربية، والشباب والإمكانيات، وهو سيذهب حكما الى تحقيق أهدافه، وشرط هذه الاهداف تحرير فلسطين، وهنا لست بصدد الكلام عن تقصير الدول العربية بحق فلسطين، وإن كان بعض هذه الدول يدعم الشعب الفلسطيني، أو لا يدعم، فكل الأقطار العربية قدّمت لفلسطين، ولكنها بشكل عام مقصّرة، وسوريا أيضًا مقصّرة بحق فلسطين والشعب الفلسطيني، ما دمنا لم نصل الى هدفنا، فنجن مقصّرون، وكل عربي وقائد عربي ونظام يجب أن يكون مع القضية الفلسطينية”.
جاسم تدعو الى إعادة النظر
في شكل المخيّم وتنظيمه وترتيبه
وأوضحت جاسم، أن “تعدد الآراء داخل مخيم الشباب القومي العربي، هو دليل صحي بين الشباب المشاركين، وكل ما نشهده من تناقض او اختلاف في الآراء يستدعي إعادة النظر في شكل المخيم وتنظيمه وترتيبه، علما أن غالبية المقترحات موضوعية، وأنا مع وجود أكثر من طرف ورأي داخل المخيم، لذلك نرى على سبيل المثال: أن المؤتمر السوري/ السوري الداخلي أعطى نتيجة من خلال الحوار، وأثبت أن حلّ القضية السورية هو في سوريا، والأوضاع العربية ليست على ما يرام، ولكل قطر وجهة نظره، لذلك لا حلّ إلًا في الداخل السوري”،
وختمت: نحن سعداء في مشاركتنا في أعمال المخيم، لقد حصل ويحصل تبادل وجهات النظر بين المشاركين، وغاية المخيم إيجاد إقتراحات وسيطة تتوافق عليها غالبية المشاركين، على أن يكون المعيار الحقيقي للجميع فلسطين وقضيتها الحقيقية”.

المشارك الفلسطيني حسين العامودي
لا أؤيّد مقولة: هذا ما وجدنا عليه آباءنا
بدوره، أشار الناشط الإعلامي الفلسطيني حسين بسّام العامودي، والذي يحمل الشهادة الثانوية العامة، الى أنه “يشارك لأول مرّة في “مخيم الشباب القومي العربي”، وهدفه إيصال صوت الفلسطينيين في قطاع غزة، ونقل صورة حقيقية عن الواقع الفلسطيني، لأن الصورة التي تصل عن غزة دائمًا، هي للشفقة على نظام غزة، وهذه مشكلة، إذا لم يتم النظر الى الموضوع في جوهره من منطلق إنساني، هناك فئة شبابية تنظر بعين الشفقة، متجاهلين إبداع وقدرات أبناء القطاع، وقدراتهم على تحمّل المصاعب ومواجهتها، بخاصة في هذه الظروف الإقتصادية والسياسية الصعبة التي يمرّ فيها شعبنا في قطاع غزة”.
ولفت الى أن “الأحزاب السياسية في الوطن العربي، وغزة منه، لا تحتلف عنها، حيث استغلال أوضاع الناس، وتقديم بعض المساعدات الى بعض الاطراف أو العائلات، أو الهدايا الوظيفية مقابل دعمها لقوى الأمر الواقع في قطاع غزة، وهناك في فلسطين الدعم الإيراني الذي تستفيد منه كل من: حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، ومن لا تعجبه هذه الحركة أو تلك، يذهب في خياراته الى حركة فتح أو الجبهة الشعبية، حيث تقدم كل جبهة بعض العطاءات مقابل دعم الناس في مواجهاتها السياسية مع أخصامها في القطاع”.
العامودي: مشاركون في مخيّم الشباب القومي
يؤلّهون زعماءهم كما في الوطن العربي
وأسف العامودي لأن “مخيم الشباب يمثل عيّنة حقيقية عن مجتمعنا العربي، حيث يكثر تأليه القيادات والزعماء، كما في وطننا العربي، كما يأسف لكثرة هؤلاء الذين يمثلون واقعنا العربي المتردي”، مشيرا الى أنه “يرى في المخيم فرصة فردية حقيقية للمشاركة من أجل تضييق مساحة التباين الفكري والسياسي بين المشاركين، والباقين خارج المخيم، فهم من نخبة وعموم الناس، لذلك اقترح على القيمين على المخيم، الإبتعاد عن الشعارات الرنانة التي أهلكتنا، وأدعو الشباب الى التمرّد على فكرة ومقولة: هذا ما وجدنا عليه آباءنا”.
وشدد على أن “عقد المحاضرات المتتالية في المخيم ليس صحية، وهي كثيفة للغاية ومتعبة، يجب ان نخرج من هذه النمط التقليدي، ونتجه الى فكرة أكثر رحابة، وأكثر نفعًا للمشاركين، وهي تكليف أحد المشاركين دوريًا بإعداد محاضرة حول موضوع معيّن، يقوم المشاركون بمناقشته والتحاور معه في شأنها”، مشددًا على “ضرورة مشاركة شخصيات معروفة بولائها العربي لإلقاء المحاضرات مِن قبل من يمثلون الواقع العربي”، مؤكدا أن “طرح قضايا مهمة مثل قضية القدس، مهمّ، ولكني أستغرب سؤال أكثر من مشارك عربي عن معنى عبارة “تهويد القدس”، أمر مؤسف مشاركة ناس لا علاقة لهم بنا ولا بقضايانا العربية”.

المشارك من “حزب الله” قاسم حيدر:
ندعو لتعزيز الاندماج بين الثقافات
وقال أحد المشاركين من “حزب الله” اللبناني قاسم حيدر، أستاذ في التعليم الثانوي، والذي يشارك لأول مرّة في “مخيم الشباب القومي العربي”: “لقد شاركت في العديد من اللقاءات الشبابية من أجل دعم القضية الفلسطينية”، مشيرًا الى أن “المخيم مهم جدا، لأنه يجمع الشباب العربي، ويتيح لهم التعرّف على بعضهم البعض، والاطلاع على ثقافات متعددة، ورؤى وتوجهات مختلفة، وعلى الهموم المشتركة للشباب العربي، والإلتفاف حول قضيتهم الكبرى فلسطين”، لافتا الى “حصول عدة لقاءات شبابية ترتبط بدور الفكر القومي العربي، والإتحاد في مواجهة الاحتلال الصهيوني في كافة السبل، منها الثقافة والتعليم والفن والرياضة وتكريس هذه المضامين، ونقلها الى الشباب العربي، لتسهم في تعزيز روحية الاتحاد والتضامن العربي”.
حيدر: المخيم يجمع الشباب العربي
ويتيح لهم التعرّف على بعضهم البعض
وتابع: “إن تنوع الشباب العربي المشاركين في المخيم، يعزز وحدة الموقف، والضمانة الحقيقية للإلتفاف حول القضية الكبرى قضية فلسطين، وقضية القدس، التي تعتبر القضية الأكبر التي يلتف حولها الشباب العربي، وسيأتي اليوم الذي نعبر فيه من خلال الشباب العربي الى تحرير فلسطين، ودحر الاحتلال الصهيوني من الأراضي المقدسة في فلسطين”.
وختم حيدر: “أقترح من أجل تعزيز الثقافات وتنوعها، أن يُصار الى تكليف بعض المشاركين في إعداد محاضرات، وأن يقوم المشاركون في أعمال المخيم بمناقشتهم ومحاورتهم”.

مشاركة أردنية: المخيم يسهم
في تعزيز مفاهيم الوحدة العربية
ولفتت المشاركة الأردنية جنين حسين، الحائزة على الثانوية العامة، والتي تشارك لأول مرة في مخيم الشباب القومي العربي، الى أنها “تميل الى الحركات الثقافية والسياسية بشكل عام، ولا سيما القضية الفلسطينية”.
وأشارت حسين الى أن “المخيم يُسهم في تعزيز الروابط بين الشباب العربي، بخاصة، وان غالبية المحاضرات تتحدث عن الوحدة العربية، وسبل تحقيقها، وتعمل على تنمية القدرات الثقافية للشباب المشاركين في المخيم، وتتيح تبادل الثقافات”، مضيفة “إننا أدركنا من خلال المخيم، أن لا أحد يعيش في حالة راحة في الدول العربية”.
برنامج المخيم
تضمن يوميًا: الفطور وترتيب الغرف، التواجد في قاعة المحاضرات، استراحة وغداء، وتناول العشاء والسهرة الداخلية. إضافة الى سلسلة لقاءات مع شخصيات سياسية مقربة من نظام آل الأسد وإيران و”حزب الله”: منير شفيق، محمد أحمد البشير، أيهم السهلي، عبد الإله المنصوري، خلف المفتاح، عدنان برجي، نائب “حزب الله” ملحم الحجيري، ماهر الطاهر، الأسير المحرر أنور ياسين، فؤاد مطر، ياسين حمّود، وليد شرارة، معن بشور.
كما تضمن برنامج يوم الاثنين الواقع فيه 5-9-2022، زيارة “معلم مليتا” التابع لـ”حزب الله” في الجنوب اللبناني، وحوار مع شخصية من المقاومة تابعة للحزب.
وفي يوم الأربعاء الواقع فيه 7-9-2022، وقفة أمام نصب تذكاري للرئيس جمال عبد الناصر في منطقة عين المريسة، وزيارة نصب شهداء صبرا وشاتيلا، ومقر قناة “الميادين” الإخبارية التابعة لإيران، يليها مأدبة غداء الى مائدة مدير عام القناة غسان بن جدّو.
ولم يتضمن برنامج المخيم، زيارة أيّ معلم تاريخي أو أثري في لبنان، ولا سيما في منطقة البقاع حيث يعقد المخيم، مثل قلعة بعلبك، وقاموع الهرمل، وقلعة عنجر التي تبعد مئات الأمتار عن موقع المخيم، ووادي العرايش في زحلة، وقصر بيت الدين وقلعة موسى في جبل لبنان، ومغارة جعيتا، وغير ذلك من المواقع الأثرية والسياحية التي يستحسن زيارتها، بخاصة، وأن غالبية المشاركين العظمى من أقطار الوطن العربي، تزور لبنان لأول مرّة.
كما غاب مرفأ بيروت، المدمّر عن اهتمام مُعدّي برنامج المخيم، والذي توقّع كثيرون أن يكون من ضمن البرنامج، وتسجيل وقفة تضامن من المشاركين مع أهالي شهداء تفجير المرفأ، الذين يمثلون كل شرائح المجتمع اللبناني السياسية والطائفية.
واختتم المخيم اعماله اليوم، حيث ودّع المشاركون من لبنان، المشاركين من الأقطار العربية، قبيل توجههم الى المطار، في طريق عودتهم الى ديارهم.
