مسلحون يغلقون معبر “مدينة الباب” بعد ساعات من افتتاحه التجريبي.. استباقاً لانفتاح تركي على نظام الأسد!
“المدارنت”..
قاد مسلحون من “حركة البناء والتحرير”، التي ينحدر غالبية عناصرها من المحافظات السورية الشرقية، هجوماً ضد معبر أبو الزندين في مدينة الباب الذي افتتح بشكل تجريبي يوم الخميس، بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة النظام السوري. وتمكن المهاجمون من اقتحام المعبر وتحطيم غرفه ومحتوياته الأمر الذي أخرجه عن الخدمة مجدداً بعد ساعات قليلة من تسيير أولى الشاحنات التجارية بين المنطقتين.
وأشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان”: الى أن “العشرات من أبناء مدينة الباب وريفها وبمشاركة النازحين من أبناء منطقتي دير الزور والرقة، تجمعوا أمام معبر أبو الزندين شرق حلب ضمن مناطق “درع الفرات”، رفضاً لإعادة افتتاحه بتوافق روسي تركي. واقتحم المتظاهرون المعبر وحطموا جميع الغرف داخله، تعبيراً عن استيائهم”.
وتبيّن لاحقاً أن معظم المشاركين في الهجوم على المعبر، ينتمون إلى فصيل “حركة البناء والتحرير” الذي يعتبر من أبرز الفصائل المكونة من أبناء المنطقة الشرقية الذين نزحوا إلى قرى ريف حلب خلال السنوات السابقة.
وأكد موقع “تلفزيون سوريا” المعارض ذلك نقلاً عن مصادر أفادت بأن معظم المشاركين في الهجوم على المعبر هم عناصر من “حركة التحرير والبناء” في “الجيش الوطني السوري” الذي تدعمه تركيا، إضافة إلى بعض المدنيين. وأشارت المصادر إلى أن الأفراد دخلوا إلى المعبر وانتشروا في محيطه، وكسّروا بعض الغرف الصغيرة داخله، مرددين هتافات تؤكد رفضهم افتتاح المعبر”، مضيفة “إن معظم العناصر التابعين لـ“التحرير والبناء” قدموا بشكل جماعي في حافلات عسكرية، من بلدة الراعي الحدودية باتجاه مدينة الباب.
وكان المعبر قد شهد الخميس تسيير أولى الرحلات التجارية بين مناطق سيطرة المعارضة ومناطق سيطرة النظام تنفيذاً لقرار المجلس المحلي في مدينة الباب الذي أعلن إعادة افتتاح المعبر كمعبر تجاري رسمي، وفق ضوابط وتعليمات ستنشر لاحقاً.
وقال المجلس في منشور عبر صفحته على “فايسبوك”: “إن فتح المعبر يأتي في إطار الحرص على تحسين الظروف المعيشية لأهالي المنطقة وتعزيز النشاط الاقتصادي المحلي، وأن فتح المعبر سيمكّن التجار وأصحاب الأعمال من نقل البضائع والسلع، ما يسهم في تنشيط الحركة التجارية وزيادة موارد المجلس المحلي، والتي سيتم استخدامها للمصلحة العامة وإعادة تأهيل البنية التحتية في المدينة.
وتعمل المجالس المحلية في منطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، بما فيها المجلس المحلي في مدينة الباب الذي قرر افتتاح المعبر، تحت إشراف والي كلس التركي، كما أن “حركة البناء والتحرير” تتبع للجيش الوطني السوري الذي يعمل تحت قيادة الجيش التركي وإشرافه المباشرين. غير أن مكونات مؤسسات المعارضة وهيئاتها تسودها الكثير من التناقضات والأهداف المختلفة لذلك غالباً ما تتنافر توجهاتها في المنعطفات الرئيسية.
وشنت الشرطة العسكرية في مدينة الباب حملة دهم ضد المتظاهرين وسط معلومات عن اعتقال أعداد منهم، وفق ما ذكر معرّف “مراسل الشرقية” على حسابه في موقع “تلغرام”.
ويعتقد على نطاق واسع أن ما تسبب في الاستياء الشعبي والعسكري ليس خطوة افتتاح المعبر بحد ذاتها، إنما تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أكد خلالها استعداده للقاء الرئيس السوري بشار الأسد وتحسين العلاقات بين البلدين. وبما أن “حركة البناء والتحرير” والمتظاهرين المدنيين لا يستطيعون التعبير بشكل مباشر عن رفضهم التصريحات التركية فقد اتخذوا من افتتاح المعبر ذريعة للتصعيد بهدف إعادة خلط الأوراق لعرقلة أي تقارب بين سوريا وتركيا لأنه لن يصب إلا في مصلحة النظام السوري وفق هؤلاء.
وفي هذا السياق عبّر بيان، صادر عن “ثوار نبع السلام” عن رفضه افتتاح المعابر مع مناطق النظام، مشيراً إلى أن “ما يجري اليوم من افتتاح المعابر وتطبيع لم ولن يكون لمصلحة الشعب المظلوم بل لمصلحة النظام وتعويمه وإعطائه شرعية ونفوذا من جديد”. ودعا البيان المعارضين السوريين في جميع المناطق إلى الوقوف مع أبناء الشمال ضد خطوة افتتاح المعابر.
وتحدث معرّف “مراسل الشرقية” المختص بمتابعة نشاط ابناء المحافظات الشرقية في ريف حلب عن إمكان تشكيل حراك ثوري كبير من جنديرس إلى جرابلس تحت عنوان “طوفان المحرر” لمواجهة أي خطوات تقارب بين سوريا وتركيا.
وكان الرئيس التركي قد أدلى بتصريحات عقب صلاة الجمعة امس أعرب فيها عن استعداد بلاده إقامة علاقات دبلوماسية مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح أردوغان في تصريحاته إلى الصحافيين، أنه “لا يوجد سبب يمنع إقامة العلاقات الديبلوماسية. سنواصل تطوير العلاقات كما كنا نفعل في الماضي. ليس لدينا أي هدف أو نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لأن الشعب السوري هو مجتمع شقيق”.
وأضاف: “أجرينا لقاءات مع السيد الأسد حتى على المستوى العائلي. ليس هناك ما يمنع من حدوث محادثات في المستقبل، فقد تحدث مرة أخرى”.