مقالات
من وحي كتاب: المثقف والسلطة” للمفكر الراحل إدوارد سعيد.. الجزء (3/2)
أشار الكاتب د. محمد الحسامي في مقدمة بحثه القيّم حول: كتاب المفكر الراحل إدوارد سعيد: “المثقف والسلطة”، الى “أهمية الكتاب الكبيرة، كون مؤلفه مفكر عميق وجهبذي في فكره، وبغض النظر عن الإتفاق أو الإختلاف مع عنوانه الجذاب والمغري لقراءته”، مضيفا “بغض النظر عن ذلك، هنالك العدد الكبير من الكتب التي تتطرق إلى المثقف العربي، بخاصة، والسلطة ماضيًا وحاضرًا، وذلك لما نحن فيه.. وعليه.. كأمة عموما، ولعل كتاب د. الراحل محمد عابد الجابري، المنشور تحت عنوان: (المثقفون في الحضارة العربية محنة إبن حنبل ونكبة إبن رشد)، كمثال جيد لتلك العلاقة بين المثقفين والسلطة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ولكثرة المحن والنكبات التي تعرض لها ويتعرض لها مثقفو هذه الأمة، ماضيا وحاضرا”.
وتطرق الكاتب الى “كثرة المثقفين الذين فضّلوا السير في ركاب السلطات، وتخلوا عن مهمتهم الحقيقية ودورهم الحقيقي المناط بهم تجاه وإزاء مجتمعاتهم وأمتهم”، لافتا الى “كتاب المفكر اللبناني علي حرب: “أوهام النخبة أو نقد المثقف”، كمثال على طرح مثل هذه الإشكالية. والأمثلة الحية كثيرة وكثيرة على أمثال هؤلاء”…
ويقول الكاتب الحسامي في المحور الثاني للبحث:
… أرجو أن تسمحوا لي بالقول هنا، وبإختصار شديد وموجز وكروؤس أقلام وعناوين، ومن وجهة نظري الشخصية المتواضعة إنه ومن دون الدخول في جدلية التعاريف المختلفة لكلمة “المثقف”, لغة واصطلاحا وغيرها وغيرها وغيرها من التعريفات المختلفة الأخرى.. ومن هو المثقف ومتى يكون الإنسان مثقفا، وهل كل إنسان يعتبر مثقفا أم لا، وكذلك الدور المناط به والصفة التي يتصف بها.
هل هو “المثقف النقدي” وفقا للمصطلح “السارتري”، و”النتشاوي” أم “المثقف العضوي” وفقا للمصطلح “الغرامشي” أم “المثقف الهاوي ( روح الهوية)”، وفقا لمصطلح المفكر/ أدوار سعيد في كتابه القيّم هذا، أم “المثقف الناقد” وفقا لمصطلح/ الدكتور الجابري، أو كما يسميه أيضا “المثقف الفطن الواضح الرؤية”، أم “المثقف الشجاع” وفقا لمصطلح المفكر/ جوليان بندا، أم “المثقف الشقي” وفقا للمصطلح الهيجلي، أم “المثقف الملتزم” عند بيير بورديو، أم مصطلح “الانتيليجنسيا” وفقا للصبغة الماركسية”. وغيرها من الصفات والتسميات والمسميات الأخرى.
وتطرق الكاتب الى “كثرة المثقفين الذين فضّلوا السير في ركاب السلطات، وتخلوا عن مهمتهم الحقيقية ودورهم الحقيقي المناط بهم تجاه وإزاء مجتمعاتهم وأمتهم”، لافتا الى “كتاب المفكر اللبناني علي حرب: “أوهام النخبة أو نقد المثقف”، كمثال على طرح مثل هذه الإشكالية. والأمثلة الحية كثيرة وكثيرة على أمثال هؤلاء”…
ويقول الكاتب الحسامي في المحور الثاني للبحث:
… أرجو أن تسمحوا لي بالقول هنا، وبإختصار شديد وموجز وكروؤس أقلام وعناوين، ومن وجهة نظري الشخصية المتواضعة إنه ومن دون الدخول في جدلية التعاريف المختلفة لكلمة “المثقف”, لغة واصطلاحا وغيرها وغيرها وغيرها من التعريفات المختلفة الأخرى.. ومن هو المثقف ومتى يكون الإنسان مثقفا، وهل كل إنسان يعتبر مثقفا أم لا، وكذلك الدور المناط به والصفة التي يتصف بها.
هل هو “المثقف النقدي” وفقا للمصطلح “السارتري”، و”النتشاوي” أم “المثقف العضوي” وفقا للمصطلح “الغرامشي” أم “المثقف الهاوي ( روح الهوية)”، وفقا لمصطلح المفكر/ أدوار سعيد في كتابه القيّم هذا، أم “المثقف الناقد” وفقا لمصطلح/ الدكتور الجابري، أو كما يسميه أيضا “المثقف الفطن الواضح الرؤية”، أم “المثقف الشجاع” وفقا لمصطلح المفكر/ جوليان بندا، أم “المثقف الشقي” وفقا للمصطلح الهيجلي، أم “المثقف الملتزم” عند بيير بورديو، أم مصطلح “الانتيليجنسيا” وفقا للصبغة الماركسية”. وغيرها من الصفات والتسميات والمسميات الأخرى.
إلا أننا نستطيع بأن نصنف “المثقفين” وفقا للدور الذي يقومون به – سلبا كان أم إيجابا – إلى صنفين: الصنف الأول: المثقفون الإيجابيون؟
الصنف الثاني: المثقفون السلبيون، وكل المصطلحات المذكورة سابقا تطلق على الصنف الأول وأعني به “المثقفون الإيجابيون”.
يقول الدكتور محمد عابد الجابري: “إن المثقفين هم الذين يتكلمون ليقولوا ما يعرفون، ليقوموا بالقيادة والتوجيه، هم الذين يلتصقون بهموم الوطن والطبقات المقهورة، فالمثقف يضع نفسه في خدمة المجتمع، يدافع عن الحق والحقيقة، ويرفض الظلم والقهر، هو الذي يشتغل بالثقافة إبداعا وتوزيعا وتنشيطا، إنه المشارك في “تنمية الثقافة” بتجلياتها المختلفة”.
ويرى الجابري، أن المثقفين هم الفئة الواعية المتسمة بموضوعية التفكير ووضوح الرؤية والقدرة على التحليل والمحاكمة المنطقية، وحدهم المثقفون القادرون على تصحيح صورة الوعي الجماهيري المزيف والدعايات المضللة.
أما الفيلسوف الفرنسي/ سارتر في كتابه: “دفاع عن المثقفين”، فيرى أن “المثقف الحقيقي ليس هو ذلك الذي يقف في حدود الكشف عن مختلف التناقضات القائمة في المجتمع, بل هو الذي يعمل على تغييرها وتوجيهها ويعلن مسؤوليته الثقافيه في مواجهة مختلف التحديات الناجمة عن ذلك”.
ويقول المناضل والمفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي: “إن المثقف الذي لا يتحسّس آلام شعبه.. ليس مثقفا حقيقيا ولا يستحق بأن يطلق عليه صفة مثقف”.
إنني شخصيا أرى أن “المثقف الإيجابي”- بما يملكه طبعا من قوة تأثيرية على الآخرين وعلى المحيط به-, هو “المثقف” الذي يتفاعل تفاعلا إيجابيا مع الإنسان الفرد، والإنسان المجتمع وقضاياه, مدافعا عن حقوقه ومنتصرا لإنسانيته وآدميته، ليس في مجتمعه المحيط به الذي ينتمي إليه فقط، وإنما في كل مكان على بقاع الأرض المعمورة، أينما وجد ذلك الإنسان الفرد والإنسان المجتمع.. بغض النظر عن جنسيته وعقديته ولونه وانتمائه الطبقي أو الجغرافي أو الايدلوجي… إلخ, واضعا نصب عينيه مبدأ “الإنسان والإنسانية”، ونصرتهما والدفاع عنهما, وهذا ما أستطيع أنا شخصيا بأن أطلق عليه مصطلح: “المثقف الإنساني الكبير”.
الصنف الثاني: المثقفون السلبيون، وكل المصطلحات المذكورة سابقا تطلق على الصنف الأول وأعني به “المثقفون الإيجابيون”.
يقول الدكتور محمد عابد الجابري: “إن المثقفين هم الذين يتكلمون ليقولوا ما يعرفون، ليقوموا بالقيادة والتوجيه، هم الذين يلتصقون بهموم الوطن والطبقات المقهورة، فالمثقف يضع نفسه في خدمة المجتمع، يدافع عن الحق والحقيقة، ويرفض الظلم والقهر، هو الذي يشتغل بالثقافة إبداعا وتوزيعا وتنشيطا، إنه المشارك في “تنمية الثقافة” بتجلياتها المختلفة”.
ويرى الجابري، أن المثقفين هم الفئة الواعية المتسمة بموضوعية التفكير ووضوح الرؤية والقدرة على التحليل والمحاكمة المنطقية، وحدهم المثقفون القادرون على تصحيح صورة الوعي الجماهيري المزيف والدعايات المضللة.
أما الفيلسوف الفرنسي/ سارتر في كتابه: “دفاع عن المثقفين”، فيرى أن “المثقف الحقيقي ليس هو ذلك الذي يقف في حدود الكشف عن مختلف التناقضات القائمة في المجتمع, بل هو الذي يعمل على تغييرها وتوجيهها ويعلن مسؤوليته الثقافيه في مواجهة مختلف التحديات الناجمة عن ذلك”.
ويقول المناضل والمفكر الإيطالي أنطونيو غرامشي: “إن المثقف الذي لا يتحسّس آلام شعبه.. ليس مثقفا حقيقيا ولا يستحق بأن يطلق عليه صفة مثقف”.
إنني شخصيا أرى أن “المثقف الإيجابي”- بما يملكه طبعا من قوة تأثيرية على الآخرين وعلى المحيط به-, هو “المثقف” الذي يتفاعل تفاعلا إيجابيا مع الإنسان الفرد، والإنسان المجتمع وقضاياه, مدافعا عن حقوقه ومنتصرا لإنسانيته وآدميته، ليس في مجتمعه المحيط به الذي ينتمي إليه فقط، وإنما في كل مكان على بقاع الأرض المعمورة، أينما وجد ذلك الإنسان الفرد والإنسان المجتمع.. بغض النظر عن جنسيته وعقديته ولونه وانتمائه الطبقي أو الجغرافي أو الايدلوجي… إلخ, واضعا نصب عينيه مبدأ “الإنسان والإنسانية”، ونصرتهما والدفاع عنهما, وهذا ما أستطيع أنا شخصيا بأن أطلق عليه مصطلح: “المثقف الإنساني الكبير”.
(يتبع في الجزء الثالث والأخير يوم غد”.
