متفرقات

“منتدى الشفاء لإدارة الأزمات الصحّية”.. عمل مشترك لـ”البلمند” والطبابة العسكرية


“المدارنت”

برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون، وبالتعاون مع الطبابة العسكرية في الجيش اللبناني، نظّمت كلية الصحّة العامة وعلومها في “جامعة البلمند”، مؤتمر “إدارة الأزمات في القطاع الصحّي” بتاريخ 3 حزيران 2025 في حرم الجامعة في الكورة.
حضر المؤتمر ممثّل رئيس الجمهورية وزير الزراعة د. نزار هاني، ممثّل قائد الجيش العماد رودولف هيكل اللواء الركن رئيس الأركان حسان عودة، رئيس الطبابة العسكرية العميد الإداري داني بشراوي، رئيس الجامعة د. الياس وراق، عميدة كلية الصحّة العامة وعلومها في الجامعة د. هدى هاير، رئيسة قسم الصحّة العامة في الجامعة د. ميريام مراد، قيادات من القطاع الصحّي، الأكاديمي، العسكري، عمداء ومدراء الجامعة.
شكّل هذا المؤتمر محطّة بارزة ضمن إطار احتفالات الذكرى الثلاثين لتأسيس كلية الصحّة العامة وعلومها في جامعة البلمند، ويهدف إلى معالجة التحدّيات الأساسية التي تواجه النظام الصحّي في لبنان في ظلّ سلسلة من الأزمات الوطنية المستمرة التي واجهها لبنان في الفترة الأخيرة. يسعى المؤتمر الى تسهيل الحوار بين الجهّات المعنية الأساسية في القطاع الصحّي، ورصد التجارب والخبرات، وذلك من أجل اقتراح حلول مستقبلية مبتكرة تضمن تعزيز جهوزية النظام الصحّي اللبناني لمواجهة تحدّيات المستقبل.
تخلّل المؤتمر سلسلة من المحاضرات وحلقات النقاش التي تناولت مواضيع استراتيجية في مجال إدارة الأزمات الصحّية، وأبرزها تأثير الكوارث الصحّية والحروب والأزمات الإقتصادية على النظام الصحّي اللبناني، أهمية التخطيط الاستراتيجي، تعزيز البنى التحتية، مواجهة الأزمات المناخية، وتطوير القيادة الصحّية في بيئات الضغط العالي. وقد شارك في الجلسات عدد من خبراء الصحّة، وزير الصحّة د. ركان ناصر الدين، ممثّلين عن وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العمل، كما قُدّمت محاضرات من قبل د. نسيم طالب والسيد كارلوس غصن.
في مداخلتها، أوضحت د. مراد أنّ “ميزة هذا المؤتمر تكمن في التعاون مع الجيش اللبناني، الذي يمثّل إحدى ركائز الوطن الأساسية، ومشاركة وحضور العديد من الخبراء من خلفيات متنوعة، مع التركيز على مبدأ الشراكة، بهدف الوصول إلى مسودّة قرارات تُسهم في تحسين الوضع الصحّي، لأن الصحّة حق للجميع”.
وقد سلّطت د. هاير، الضوء على تميّز كلية الصحّة في “البلمند”: “نحتفل هذا العام بمرور 30 عامًا على تأسيس الكلية. ثلاثة عقود من الخدمة والتعليم والبحث في أكثر المجالات أهمية وتحديًا في لبنان”، مضيفة “رغم الأزمات المتعدّدة والمتراكمة التي مرّ بها لبنان، لا يزال قسم الصحّة منارةً للتميّز، ليس فقط من حيث التزامه بالخدمة والتعليم، بل بشكل خاص من حيث إنتاجه البحثي، وخصوصًا في المجالات الحيوية والناشئة مثل الصحّة البيئية وتغيّر المناخ”.
أمّا رئيس الطبابة العسكرية العميد الإداري داني بشراوي، فأكّد على ضرورة التعاون في هذه الأوقات: “في خضمّ كل هذه التحدّيات برزت حقيقة أساسية وهي أنّه لا يمكن لأي جهة مهما بلغت كفاءتها ان تواجه الأزمات بمفردها. التعاون لم يعد خيارا بل أصبح شرطاً للبقاء. من هنا يأتي هذا المؤتمر  ليشكل منصّة حوار وتكامل بين الجهّات الصحّية الرسمية والمؤسّسة العسكرية والقطاع الخاص والجامعات ومنظمّات المجتمع المدني”.
في كلمته شدّد د. وراق، على أهمية النهوض بالقطاع الصحّي بعد التحدّيات التي تواجهه قائلاً: “نظراً لكل ما حدث من تجارب ومآسي، يجب أن نتحوّل إلى بلد يتعلّم من المصائب ليجتاز المصاعب، من خلال الوعي المجتمعي الذي يجب أن يترافق مع خطط استراتيجية توضع من قبل أصحاب القرار في مواقع المسؤولية. لذلك يجب أن ندرك أهمية تحسين البنى التحتية لنظامنا الصحّي، ومن ضمنها تدريب العاملين في هذا المجال على مواجهة الأزمات، وإنشاء أنظمة استجابة طارئة من خلال الإستثمار في التكنولوجيا والتقنيات الحديثة”.
أما ممثّل قائد الجيش رئيس الأركان اللواء الركن حسان عودة، فأعلن: “يجسّد لقاءنا في مؤتمر إدارة الأزمات في القطاع الصحّي في جامعة البلمند الإرادة المشتركة بين عدة مؤسّسات وطنية، على رأسها وزارة الصحة العامة وعدد من كبار المسؤولين الرسميين والخبراء من مجالات مختلفة متّصلة بالرعاية الصحّية من أجل الارتقاء بالقطاع الصحّي في لبنان وتحصين وطننا أمام الأزمات التي تطال الصحّة العامة”، مضيفا “بذلت المؤسّسة العسكرية قصارى جهدها لأداء دور فاعل على الصعيد الصحّي خلال الأزمات الخطيرة انطلاقا من دورها كمؤسّسة ضامنة لأمن لبنان واستقراره وايمانا منها بقدسية واجبها المهني والأخلاقي في الوقوف الى جانب اللبنانيين بمختلف السبل”.
ولفت ممثّل رئيس الجمهورية الوزير الزراعة د. نزار هاني، الى أن “اختيار جامعة البلمند مع الجيش اللبناني لاحتضان هذا المنتدى لم يات من فراغ، فهذه المؤسّسة الأكاديمية لطالما لعبت دورًا فكريًا وطنيًا رياديًا في إحتضان المبادرات العلمية وتقديم مساحة للحوار البناء بين أهل الاختصاص وصناع القرار والشركاء الدوليّين”، مضيفا “ان الأزمات لا تُواجه بالقرارات العشوائية بل بالرؤية والتخطيط والحوكمة الرشيدة ومن هنا فإنّ ما يطرحه هذا المنتدى من محاور حول القيادة في أوقات الأزمات والشراكة بين القطاعين العام والخاص وتعزيز البنى التحتية الصحّية يشكّل خارطة طريق نحو بناء منظومة صحّية وطنية شاملة تستند إلى الإبتكار والعدالة والإستعداد المسبق لا فقط الى ردود الأفعال المحدودة”.
يُجسّد هذا المؤتمر رؤية “جامعة البلمند”، في رسم سياسات الصحّة العامة في لبنان، وتعزيز الجهوزية الوطنية لمواجهة الأزمات، من خلال جمع الأطراف المعنية على طاولة واحدة لبناء حلول واقعية ومستدامة.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى