عربي ودولي

مع عودته للحرب.. نتنياهو لـ”الإسرائيليين”: حكومَتي أولاً..

نتنياهو

“المدارنت”..
بعد نحو سنة ونصف من الفشل الذريع في كل ما يتعلق بتحقيق أهداف الحرب، بدلاً من تحرير 59 مختطفاً، اختارت هذه الحكومة الفاشلة الخروج إلى هجوم مفاجئ ضد حماس.
لا يوجد إسرائيلي إلا ويريد نهاية حكم منظمة الإرهاب في القطاع، كما لا يوجد إسرائيلي إلا يريد عودة المخطوفين. لكن بدلاً من عمل شيء ما حقيقي في هذا الشأن، تلقينا مرة أخرى القرارات إياها لحكومة عديمة الشخوص والقدرات، اختارت خوض حرب بلا نهاية وهجوماً لا غاية له.
لا حاجة ليكون المرء خبيراً في شؤون الإرهاب حتى يفهم بأن الحرب ضد حماس مثل مكافحة الأعشاب الضارة ذات قدرة البقاء العالية، التي يصعب إبادتها. يكفي رؤية الصراع المستمر ضد حماس في “يهودا والسامرة”.
للتخلص من حماس في قطاع غزة، ينبغي اقتلاعها من الجذور. ولاقتلاعها من الجذور يجب التخلص منها كجسم سلطوي وكمن تدير الحياة في قطاع غزة. للأسف، لم تتمكن هذه الحكومة من تنفيذ هذا بسبب شللها الكبير.
الهجوم المفاجئ لن يؤدي إلى القضاء عليها. فهو يستهدف أساساً إجازة ميزانية الدولة، التي يجب أن تقر حتى نهاية الشهر، ودرء الانتخابات. هذا الهجوم استهدف تلبية نزوات وزير المالية سموتريتش وبن غفير الذي عاد إلى الائتلاف وسيساهم بنصيبه في إجازة الميزانية.
فضلاً عن ذلك، هذا الهجوم المفاجئ يفترض أن يشتت الانتباه، في ضوء غضب شديد نشأ هذه الأيام في أوساط جمهور غفير جداً في إسرائيل عقب بيان نتنياهو نيته إقالة رئيس “الشاباك” رونين بار. في هذا الهجوم أيضاً ما يشتت الانتباه عن مطلب إقامة لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في كارثة 7 أكتوبر وعن المحاولة لإجازة قانون التملص من الخدمة. بكلمات أخرى، نوع من المخدر الذي تعطيه هذه الحكومة للجمهور في لحظات الأزمة فيما تهتز أساساتها.
الأفظع، أن هذا الهجوم يعرض مخطوفينا الأحياء للخطر. السؤال الكبير الذي يجب أن يُسأل هنا هو: هل أعطت هذه الحكومة الرأي في ذلك؟ فضلاً عن ذلك، كيف يساهم هذا الهجوم في إعادتهم؟ فقد سبق أن تعلمنا بأن بالقوة لن تعيد المخطوفين. وحتى مئات القتلى من حماس، والتصفية المركزة لكبار المسؤولين في قيادة المنظمة لن يعيدوا لنا المخطوفين، خصوصاً أن حماس لن تحرر كل المخطوفين دون اتفاق يضمن استمرار وجودها في القطاع، في مثل هذه المكانة أو تلك.
من يوهم نفسه بأن الهجوم المفاجئ جواً أو المناورة البرية المتجددة سننهي حماس ونعيد مخطوفينا، يبدو أنه لم يتعلم بعد من هي حماس. الأكثر إقلاقاً أن نتنياهو يفضل تمديد الزمن بدلاً من تحرير المخطوفين ثم مهاجمة حماس.
لقد سبق لهذا أن قيل وكتب، لكن في أعقاب هذا الهجوم المفاجئ، يجدر أن نعود لنكرر هذا: الزمن يعمل ضد مخطوفينا. وعليه، قبل كل شيء، يجب إعادتهم. كل ساعة تمر وكل هجوم كهذا، يزيد الخطر على حياتهم. غير أن الاستنتاج البشع، وهذا أيضاً ليس بجديد، أن بقاء الحكومة أهم لنتنياهو من المخطوفين.

المصدر: أفرايم غانور/ “معاريف” العبرية

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى