نتنياهو.. وتهديداته الفظة الوقحة!

“المدارنت”..
ربما علينا أن نشكر (رئيس حكومة العدوّ الإرهابي الصهيوني بنيامين) نتنياهو، لتهديداته الفظة الوقحة، وادعائه حماية الدروز، فتدخله السافر وضع القلة ممن يستدعون التدخل الأجنبي في السويداء في زاوية صعبة.
كما دفع الغالبية الساحقة من أهل السويداء المعروفين بحميتهم الوطنية، والتي يعتبرونها بحق ميراث بطل سوريا التاريخي سلطان باشا الأطرش، للتحرك ورفع صوتهم والتأكيد على عروبتهم وسوريتهم التي لاجدال فيها, ومن الآن سيجد من يدعو للتدخل الخارجي في السويداء وغيرها، ضد الدولة السورية الوليدة، أنه إنما يعمل في خدمة مشروع نتنياهو بغض النظر عن نواياه.
التسريبات التي نشرتها “رويترز”، حول المفاوضات التي جرت بين (الرئيس السوري) أحمد الشرع والوفد الروسي الذي زار دمشق، أواخر كانون الثاني الماضي، ألقت الضوء على حقيقة الموقف الروسي الذي يريد استعادة العلاقات مع سوريا، والابقاء على قاعدة حميميم وقاعدة طرطوس، من دون أن يكون مستعدا سوى للوعد بمساعدات انسانية.
فإذا كان هذا هو الموقف النهائي لروسيا، فربما يصبح من المناسب الغاء السماح لها بالبقاء في حميميم، وابقاء التفاوض على حقوق محدودة لهم في تقديم الخدمات اللوجستية لبحريتهم في طرطوس.
فبقاء مطار حميميم، تحت تصرفهم، يحمل في طياته خطر استخدامهم له في وقت من الأوقات ضد ارادة ومصلحة الشعب السوري, وقد برهن تاريخهم في سوريا عن استعدادهم لارتكاب أسوأ ما يمكن تصوره من أعمال، من دون أي اعتبارات انسانية أو أخلاقية. ويزيد من دواعي الحذر منهم ضغط “اسرائيل” على أميركا، لابقاء الوجود الروسي في سوريا.
في غروره وغطرسته فإن ما فعله نتنياهو، أيضا بتهديداته لسوريا، أنه دفع الشعب السوري نحو التطلع للتحالف مع تركيا، كضرورة لابد منها من أجل صيانة أمن البلاد ضد الانتهاكات “الاسرائيلية”, بهذا لم يعد التحالف مع تركيا توجها حكوميا سياسيا بل ضرورة حيوية لا يمكن لسوري أن يتجاهلها.
لقد ظن السوريون، لأول وهلة بعد اسقاط النظام، أن مجرد التعبير عن عدم الرغبة أو الاستعداد لأية مواجهة لـ”اسرائيل” في المرحلة الراهنة، يمكن أن يكون كافيا كي تتركهم “اسرائيل” بسلام, الآن قد تأكد أن “اسرائيل”، تحتاج لقوة رادعة لتتركهم بسلام, وليس هناك سوى القوة التركية، المتحفزة لتلك المهمة الحيوية لأمن سوريا.