“نيويورك تايمز” تؤكد تورّط القوات الأميركية في عملية استعادة الأسرى الأربعة!
“المدارنت”..
أعلنت “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، أن “عملية النصيرات” التي حرر فيها جيش الاحتلال الإرهابي الصهيوني، 4 أسرى صهاينة، لدى المقاومة، قد تسببت بمقتل 3 أسرى صهاينة آخرين، أحدهم أميركيّ الجنسية، في حين أوردت صحف أمريكية تقارير حول تورط الولايات المتحدة بالمجزرة “الإسرائيلية” بحق المدنيين الفلسطينيين في مخيم النصيرات والتي ارتكبت أمس السبت في إطار عملية “تحرير الأسرى الإسرائيليين”.
وفي مقطع مصوّر نشرته كتائب القسام، مساء، بعنوان: “حكومتكم تقتل عدداً من أسراكم لإنقاذ أسرى آخرين، والوقت ينفد”، قالت القسام: “بعد المجزرة التي ارتكبها جيشكم في مخيم النصيرات، أمس، لإنقاذ 4 أسرى، نعلمكم أنه مقابل هؤلاء، قتل جيشكم 3 أسرى في المخيم ذاته (النصيرات)، أحدهم يحمل الجنسية الأميركية”، مضيفة:”لن يخرج أسراكم إلا بتحرير أسرانا، والوقت ينفد”.
وفي وقت سابق، صرح الناطق باسم “القسام” أبو عبيدة، تعقيباً على عملية استعادة الأسرى الأربعة، بأن الاحتلال بما ارتكبه في منطقة النصيرات من جريمة حرب مركبة أول من تضرر بها هم أسراه، لافتاً إلى أنه استعاد بعض أسراه لكنه قتل بعضهم الآخر.
وأكد أبو عبيدة أن “هذه العملية العسكرية، ستشكل خطراً كبيراً على أسرى الاحتلال وسيكون لها أثر سلبي على ظروفهم وحياتهم”.
بينما أشارت “حركة حماس” في بيان، إلى أن “ما كشفت عنه وسائل إعلام أميركية وعبرية حول مشاركة أميركية في العملية الإجرامية التي نفذت في النصيرات، يثبت مجدداً دور الإدارة الأميركية المتواطئ، ومشاركتها الكاملة في جرائم الحرب التي ترتكب في قطاع غزة، وكذب مواقفها المعلنة حول الوضع الإنساني وحرصها على حياة المدنيين”.
تورط أمريكي في المجزرة
وأوردت تقارير لموقع “أكسيوس”، وصحيفة “نيويورك تايمز”، عن تورط الولايات المتحدة في عملية استعادة الأسرى الأربعة.
وحسبما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن عدة مصادر مطلعة، فإن الولايات المتحدة قدمت معلومات استخباراتية لـ “إسرائيل” في إطار عمليتها العسكرية في مخيم النصيرات، أمس السبت، وإعادة أربع رهائن “إسرائيليين”.
وحسب هذه المصادر، فإن فريقاً أميركياً متمركزاً في “إسرائيل” قدم المعلومات، لكنها قالت: إنها كانت “ثانوية مقارنة بالمعلومات الاستخباراتية التي جمعها الإسرائيليون قبل العملية، وأن المواد الأميركية تضمنت صوراً جوية”.
وكان هذا الفريق، الذي يتألف من أفراد من العمليات الخاصة والاستخبارات يعملون من السفارة الأميركية في القدس، موجوداً في “إسرائيل” منذ بدء الحرب في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، شارك الفريق نظراءه “الإسرائيليين” في جمع معلومات حول الموقع المحتمل للأسرى “الإسرائيليين” عبر مراقبة طائرات أميركية بدون طيار فوق غزة، واعتراض الاتصالات وغيرها من المصادر.
في السياق، ذاته، أشاد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض “جيك سوليفان” بعملية تحرير الأسرى “الإسرائيليين” والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 274 فلسطينياً بينهم 64 طفلاً في مجزرة مروعة ارتكبها الجيش “الإسرائيلي” في إطار تنفيذه العملية، قائلاً لقناة (ABC news): “إن إدارة الرئيس جو بايدن تعمل منذ أشهر مع إسرائيل لمساعدتها على استعادة الرهائن المتبقين من غزة، الذين يعتقد أن بعضهم ماتوا، بينما تضغط من أجل اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين مع استمرار جهود الإنقاذ”.
مضيفاً: إن الولايات المتحدة ستدعم “إسرائيل” وتتخذ الخطوات اللازمة لمحاولة إنقاذ الرهائن المحتجزين حاليًا لدى حماس، وبأن بلاده ستواصل العمل مع كيان الاحتلال “الإسرائيلي” للقيام بذلك.
وذكر “سوليفان” لمذيعة برنامج “هذا الأسبوع” “مارثا راداتز”: “يجب أن تتخذ عملياتهم العسكرية، بما في ذلك عمليات إنقاذ الرهائن، كل الاحتياطات اللازمة لتقليل حجم الأضرار بين المدنيين أو الضحايا المدنيين”.
صحف عبرية: العملية لن تغيّر واقع “إسرائيل”
الاستراتيجي المتأزم.. لا بدّ من صفقة
وفي سياق، ردود الفعل في الصحف “الإسرائيلية” حول عملية جيش الاحتلال في مخيم النصيرات، فقد جاءت غير مؤكدة “انتصاراً” فعلياً حققه جيش الكيان، وأجمعوا أن العملية “لم تغير شيئاً من الواقع الاستراتيجي الإسرائيلي المتأزم”، بل أثبتت ضرورة وقف “إسرائيل” الحرب على غزة والتوصل إلى صفقة حول تبادل أسرى.
ونقلت ترجمة لعدد من التقارير في الصحف العبرية الصادرة اليوم الأحد نشره موقع (عرب 48) ما قاله محللون عسكريون واستراتيجيون “إسرائيليون” حول العملية التي أطلقت عليها حكومة الحرب “الإسرائيلية” اسم “عملية أونون” نسية إلى الضابط “الإسرائيلي” الذي لقي مصرعه خلال العملية “أرنون زامور”.
وقال محلل الشؤون الحزبية في “هآرتس” “يوسي فيرتر”: إن “عملية “تحرير الرهائن” أمس لم تؤد إلى أي تغيير إستراتيجي، فـإسرائيل لا تزال عالقة عميقاً في وحل غزة، بلا أي أفق سياسي، وبلا خطة لليوم التالي بعد الحرب، وفيما العالم كله يتنكر لها، وعدد القتلى (الشهداء) الكبير في مخيم النصيرات في عملية التحرير العسكرية سيزيد من خطورة وضع إسرائيل الدولي”.
ولفت “فيرتر” إلى أن “الثمن كان يمكن أن يكون أكبر بكثير من مقتل ضابط إسرائيلي في العملية العسكرية، مقابل المخطوفين الأربعة، لو أن شيئا ما تعرقل، وهذا يثبت إلى أي مدى لا مفر من صفقة، الآن وحتى بثمن إنهاء الحرب”.
وأشار “فيرتر” إلى أن “عمليات إنقاذ غير قليلة استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة ألغيت في اللحظة الأخيرة، لأن الخطر أن يقتل مخطوفون تغلب على احتمال خروجهم أحياء”.
بينما يرى المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” “عاموس هرئيل”، أن “العملية العسكرية لا تبشر بتغيير إستراتيجي في صورة الحرب”، مرجحاً أن تكون حماس تعمل الآن من أجل تشديد الحراسة على المخطوفين الأحياء الباقين في الأسر وليس واقعياً التوقع أنه بالإمكان تحرير باقي المخطوفين، وعددهم 120، وقسم كبير منهم ليسوا على قيد الحياة، بطرق مشابهة.
ويعتقد “هرئيل” أن “إسرائيل” ليست قريبة من انتصار مطلق في القطاع، وإعادة عدد كبير من المخطوفين على ما يبدو، سيكون في إطار صفقة فقط، تستوجب تنازلات كبيرة” من “إسرائيل”.
وارتفع عدد ضحايا مجزرة مخيم النصيرات التي ارتكبها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” أمس السبت في إطار تنفيذه عملية “تحرير” لأربعة أسرى لدى المقاومة إلى استشهاد أكثر من 274 مدنياً فلسطينياً بينهم 64 طفلاً و57 امرأة و37 مسناً بالإضافة إلى أعداد من الشهداء وصلوا جثث عبارة عن أشلاء وكانهناك صعوبة في التعرف عليهم، فيما بلغ عدد الإصابات 698 مصاباً بينهم 153 طفلاً و161 امرأة و54 مسناً، من بينهم مصابون وصلوا مبتوري الأطراف أو مصابين بجروح خطيرة، وفق آخر تصريح صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.