عربي ودولي

“هآرتس”: إما إنهاء الحرب أو حلم سموتريتش.. ماذا يختار ترامب؟

“المدارنت”
في الأيام القريبة القادمة يجب على الرئيس الأمريكي، ترامب، وستيف ويتكوف، يده اليمنى، اتخاذ قرار استراتيجي. هل يجب مواجهة نتنياهو بشكل علني وفرض وقف لإطلاق النار عليه وإنهاء الحرب أو التنازل والسماح لسموتريتش بتنفيذ خطته، تدمير غزة؟ المرجل السياسي على وشك الامتلاء، ويبدو أن الوقت ينفد.

حتى أمس ظهراً، كانت المفاوضات في الدوحة فاشلة، ومواقف الطرفين لم تتغير، وحماس تريد صفقة لتحرير جميع المخطوفين مقابل سجناء، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل القطاع وإنهاء الحرب. إسرائيل، كما قال نتنياهو أمام العدسات من أجل تفجير المفاوضات، تريد الحصول الآن على عدد من المخطوفين ومواصلة الحرب بعد ذلك. وحماس ليست غبية، ولا مصلحة لها في خطة جزئية تسقطها في شرك نتنياهو.
ساد أثناء المفاوضات في الدوحة للحظة شعور بالتغيير، جاء هذا بعد أن وافق طاقم المفاوضات الإسرائيلي على التحدث عن إنهاء الحرب. ولكنها أقوال فارغة. لإسرائيل عدة طلبات تضعها كشرط، وهي غير مستعدة لمناقشة تفاصيلها: نزع السلاح من القطاع، ونفي قادة حماس. كم عددهم؟ إلى أين؟ ما معنى نزع السلاح من قطاع غزة؟ ماذا بشأن الأجهزة الأمنية؟ إسرائيل غير مستعدة لمناقشة ذلك. من المؤكد أن المخطوفين لا يهمون نتنياهو كثيراً. ومثلما قالت قناة الدعاية 14هذا الأسبوع، فإن هذه مأساة خاصة لعشرين شخصاً، وليست مسألة وطنية، ليست شيئاً دراماتيكياً مثل مظاهرة على مدخل صالون الحلاقة.
للوسطاء القطريين مصلحة كبيرة في إنهاء الحرب. هم يضغطون على حماس للموافقة على صفقة جزئية، مقابل تصريح علني لترامب بأن الأمر يتعلق بمرحلة ما قبل إنهاء الحرب. حماس لا توافق على ذلك، وتطلب وعداً خطياً من أمريكا يقدم لقطر، يكون مرفقاً بخطوات عقابية على إسرائيل إذا خرقت هذا الوعد. الأمريكيون لا يريدون إعطاء مثل هذه الورقة، وتكتفي بوعد شفوي. أمس في لقاء المنتدى الاقتصادي في الدوحة بالتعاون مع “بلومبرغ”، اتهم رئيس الحكومة القطرية محمد آل ثاني، إسرائيل وقال إنها تصعب على المفاوضات لاعتبارات سياسية.
سواء عاد الوفد الإسرائيلي أم لم يعد، فهو قرار للأمريكيين في نهاية المطاف. في الشهر الماضي، تغيرت النغمة في البيت الأبيض تجاه إسرائيل. ترامب استنفد الحرب، التي تعيق خططه الضخمة في الخليج، واحتمال حصوله على جائزة نوبل للسلام. في محادثات مع عائلات المخطوفين وفي إحاطات للسناتورات وفي الحوار مع النظراء في الخليج، يعود رجال البيت الأبيض لتكرار الرغبة في إنهاء الحرب. مع ذلك، لم يتخذ ترامب حتى الآن الخطوة الضرورية لإنهائها، وهو يجلس على الجدار على أمل أن يتوصل الطرفان إلى تفاهمات وحدهما.
دول الخليج تضغط على ترامب كي يطرح صيغة إنهاء الحرب التي يقترحها، بصورة تقيد حماس وإسرائيل أيضاً. لهذه الصيغة تفاصيل، لكن الجميع متفقون بأن حماس لا يمكن أن تبقى في الحكم في غزة. وهكذا، ستتم تلبية طلب إسرائيل الرئيسي، وقد تعتبر نفسها منتصرة في هذه الجولة. وزير الخارجية الإماراتي الذي أجرى مقابلة مع “فوكس نيوز” أكد أن هذا هو موقف دولته، التي تنسق هذا الأمر مع دول عربية أخرى، وأن حماس لن تحصل على الدعم لأي موقف آخر.
في حين أن ترامب ينشغل بما سيفعله لإخراج عربة المفاوضات من الوحل، فإنه يتم نسج تحالف ضد إسرائيل يضم كندا وبريطانيا وفرنسا، التي تنسق من أجل القيام بخطوات لإنهاء الحرب. هذه الدول لا تملك قوة الولايات المتحدة، لكن لها قوة اقتصادية وقدرة على جر دول أخرى إلى جبهة موحدة. تصريحات سموتريتش حول تدمير كل غزة ودفع السكان نحو الجنوب وتجويعهم إلى درجة الحصول على رغيف خبز ووجبة ساخنة في اليوم إلى حين طردهم من غزة، كل ذلك أشعل الدول الأوروبية التي أدركت أن هذا هو الموعد الأخير لوقف التطهير العرقي الأكبر في عصرنا.
البريطانيون هم من يدفعون نحو الخط المتشدد. رئيس الحكومة ستارمر لا ينوي الاكتفاء بالتصريحات الدبلوماسية والتشاجر في تويتر، بل ينوي فرض أي عقوبة محتملة على الاقتصاد الإسرائيلي وعلى أشخاص في إسرائيل وما شابه، للتوصل إلى إنهاء الحرب.
إسرائيل وحدها في هذه المعركة. لا أصدقاء باستثناء فيكتور أوربان. بقي الله الذي في السماء، ورؤية ما ينوي ترامب أن يفعله في الأيام القريبة القادمة.

حاييم لفنسون/ “هآرتس” العبرية
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى