“هآرتس” العبرية: الاحتلال جريمة وإدّعاء احتياطات الأمن كذبة!
“المدارنت”..
الفتوى التي نشرتها “محكمة العدل الدولية” في لاهاي، القاضية بتعارض وجود المستوطنات “الإسرائيلية” (الإرهابية الصهيونية) في الضفة الغربية مع القانون الدولي، وأن على “إسرائيل” (كيان الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة) إنهاء نظام الاحتلال الذي تديره في الضفة وفي شرقي القدس في أقرب وقت ممكن، هي فتوى لا تكشف لـ”الإسرائيليين” شيء يجهلونه.
هذه الفتوى تفجر الكذبة القائلة إن نظام الاحتلال مؤقت، ولا يستهدف إلا احتياطات الأمن. هذه هي الكذبة ذاتها التي رواها “الإسرائيليون” لأنفسهم طوال عشرات سنوات الاحتلال في الوقت الذي ابتلعوا فيه المزيد من الأراضي الفلسطينية، وسلبوا الفلسطينيين أراضيهم، وبنوا عليها مستوطنات، وكله برعاية الحكومات على أجيالها، من خلال المستوطنين وبإسناد الجيش “الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني) وجهاز القضاء. هذه الفتوى تفجر بالون الكذب هذا وترى في الأفعال المختلفة لحكومة “إسرائيل” خطوات لضم الأرض.
بعد 57 سنة، ليس هناك أي ذرة أمل بأن فتوى كهذه ستكفي لصحوة “إسرائيل” دفعة واحدة، فتخلي مستوطنات وتنهي الاحتلال؛ هذه أضغاث أحلام. ونتعرف على هذا من ردود فعل مقلقة في “إسرائيل” على الفتوى التي كلها – بدءاً من تعقيبات اليمين المتطرف، مروراً بتعقيبات رئيس الوزراء والوزراء (الغرهابيين الصهاينة)، وانتهاء بتعقيبات المعارضة من (الإرهابيّين الصهيونيّين)) غانتس ولبيد – يمكن أن نقيمها على طيف الصهيونية الدينية.
إذاً، ما الفرق بين “السيادة الآن” التي يدعو بها اليمين المتطرف، وهذر (الإرهابي بنيامين) نتنياهو بأنه “لا يمكن التشكيك بقانونية الاستيطان “الإسرائيلي” في أراضي وطننا كله”، وترهات غانتس عن “تحويل نزاع حزبي – سياسي إلى مسألة قانونية”، والمزايدة الأخلاقية الباطلة من جانب لبيد الذي قضى بأن الفتوى “منقطعة عن الواقع، وأحادية الجانب ومصابة باللاسامية وبسوء فهم الواقع على الأرض”؟!
لكن يمكن استخلاص أن ستكون للفتوى تداعيات قد تدفع “إسرائيل” لإعادة الاحتساب بشأن مشروع الاحتلال والاستيطان. ولا يدور الحديث فقط عن عقوبات على مستوطنين عنيفين أو عن منظمات ترتبط بالمستوطنات.
النقطة الأهم في الفتوى عملياً هي الواجب الذي تلقيه على دول العالم والمنظمات الدولية ألا تعترف بالوجود “الإسرائيلي” في “المناطق” [الضفة الغربية] وألا تساعد في الإبقاء عليه. في أعقاب الفتوى، باتت دول العالم عملياً ملزمة بإجراء استيضاح مسبق لكل تفاعل مع “إسرائيل”، سواء في “المناطق” أم في “إسرائيل” كي تتأكد من أنه لا يسهم في وجود إسرائيل في “المناطق”.
فرضية عمل “إسرائيل” بأن العالم سيظل متجاهلاً الاحتلال، ستتحطم في الأشهر الأخيرة. إذا استمرت “إسرائيل” بتجاهل ما يقوله العالم، فستستيقظ على واقع تكون فيه مقاطعة ومنبوذة، مثل جنوب إفريقيا في عهد “الأبارتهايد”.