هاريس وترامب بعيون أردنيّين: وجهان لسياسة أميركية سيّئة!
“المدارنت”..
“وجهان لعملة واحدة”.. بتلك الكلمات عبَّر أردنيّون عن انطباعهم تجاه النتائج المحتملة للتنافس في انتخابات الرئاسة الأمريكية، التذ ستجري في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل بين نائب الرئيس الأميركي الحالية كامالا هاريس، ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
وفي وقت ترتكب فيه “إسرائيل” إبادة جماعية بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، بدعم أمريكي. أكد الأردنيّون أن سياسة واشنطن لن تتغيّر تجاه الشرق الأوسط بفوز الديمقراطيين (هاريس) أو الجمهوريين (ترامب).
وضوح ترامب
عبد الله القرعان (تاجر 59 عاما) استهل حديثه بالقول: “الجمهوريون والديموقراطيون وجهان لعملة واحدة”.
واستدرك: “لكن بالنسبة لي أرى أن ترامب، أفضل من هاريس؛ لأنه يعمل بوضوح من دون أن يخفي شيئا عن الإعلام، وصريح بقراراته وتوجهاته ولا يمارس دور الشرطي على العالم ولا يتدخل بدول العالم”.
أضاف أن “هاريس، وحزبها على مرّ السنوات، ما يقولونه بألسنتهم لا يعكس واقع ما يقومون به.. ولا أظن أن أيًّا منهما سيكون إيجابيا تجاه القضية الفلسطينية وغزة”.
وفيما يتعلق بمستوى حقوق الإنسان، اعتبر القرعان أن المسؤولين الأمريكيين “يدعون أنهم يدافعون عن حقوق الإنسان، وبرأيي الشخصي أن للحيوان حقوق أكثر من حقوق الإنسان في الدول العربية والإسلامية”.
واستطرد: “هم يدافعون عن حقوق الإنسان لشعوبهم فقط لا غير، ولا يعنيهم قتل مئات الألوف من الأطفال والنساء العرب والمسلمين”.
تطهير عرقي
فادي أبو الرب (مهندس 46 عاما) قال إنه لا يفضل هاريس ولا ترامب، موضحا “من حيث المبدأ، لا يعنيني أحد، ومَن يهتم بالشرق الأوسط، يجب أن يوقف الحرب على غزة ولبنان”، مضيفا “سواء هاريس أم ترامب، كلاهما يبحث عن مصالح، ولكن كصداقة مع الأردن، أعتقد أن هاريس هي الأفضل”.
وبشأن حديث الأمريكيين عن حقوق الإنسان، تساءل مستنكرا: “أين هي حقوق الإنسان؟”.
وأردف: “هاريس وترامب يتحدثان عن الرهائن (الإسرائيليّون لدى حركة حماس بغزة)، من دون الاكتراث لحجم الدمار والقتل والتطهير العرقي في قطاع غزة”.
واستنكر “عدم إنهاء الأمريكيين الإبادة بغزة، استشهد المهندس الأردني بما جرى في ليبيا، إبان حكم العقيد الراحل معمر القذافي؛ إذ قال: “لأنه قتل عددا من الأشخاص شنوا حربا عليه وأحرقوا ليبيا ومَن فيها”.
المصالح الأمريكية
وليد الطعاني (أعمال حرة 53 عاما) رأى أن “كلاهما شيء (واحد)، ولكن هاريس ربما تكون أفضل من ترامب؛ لأننا جربناه (حكم في الولاية من 2019 – 2021)”.
وتابع: “بالنسبة للأردن، نحن تربطنا علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ولن يختلف الأمر بالنسبة لنا، سواء بفوز هاريس أم ترامب”.
وقال: ”ما يتم التخطيط له في الشرق الأوسط هو خدمة للمصالح الأمريكية، ولن نجد اختلافا في سياسة واشنطن تجاه المنطقة”، كما أضاف الطعاني.
واستبعد “أيّ تغير في مجال حقوق الإنسان للعرب والمسلمين”، مرجحًا أن “ينعكس ذلك على الأمريكيين أنفسهم”.
وتابع: “ما يجري في غزة، يثبت أن حقوق الإنسان للعربي والمسلم، لا تعني لهم شيئا”.
سيئ وأسوأ
“سيّئ وأسوأ”.. بهاتين الصفتين، وصف نبيل خضر (51 عاما)، الذي يعمل في صيانة المركبات، مرشحيّ الرئاسة الأمريكية.
وقال خضر: “إن ترامب دموي، وكل العالم يعلم ذلك، وهاريس ليست أقل سوءًا منه، وهي تحاول إرضاء الصهاينة، بوقوفها مع (رئيس حكومة العدوّ الأغرهابي الصهيوني بنيامين) نتنياهو في حربه على غزة ولبنان”.
وفيما يتعلق بعلاقة الرئيس القادم مع الأردن والشرق الأوسط، رأى خضر أن “هاريس ستكون أفضل؛ لأن ترامب أثر على علاقات الأردن مع بعض دول الجوار، وتبنى صفقة القرن (لتصفية القضية الفلسطينية) التي ستؤثر علينا بشكل كبير”.
وتوقع أن “تتغير السياسة الأمريكية بشكل عام بشيء قليل، إذا ما نجحت هاريس”.
لكنه أكد أن كلا المرشحين، سيكون “سيّئًا في حقوق الإنسان، والدليل على ذلك المجازر في غزة ولبنان، من دون أيّ تدخل منهم لوقفها”.
خضر استدرك: “بالعكس، هم يدعمون المجازر”، متسائلا: “من أين تأتي إسرائيل بأسلحتها وعتادها؟”، في إشارة إلى الدعم الأمريكي المتدفق.
ويعرض ترامب في برنامجه الانتخابي نهجا أكثر تشددا لدعم أمريكي غير مشروط لإسرائيل؛ حيث يسمح لها باتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة ضمن ما يصفه بـ”حقها في الدفاع عن النفس”، من دون أي تركيز على الجانب الإنساني.
بينما تدعم هاريس، ما تعتبره “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” ضد “حماس”، التي تزعم أنها “منظمة إرهابية يجب القضاء عليها”، لكنها تتحدث في الوقت ذاته عن “ضرورة حماية المدنيين في غزة”.
كما تقول هاريس، إنها تدعم “حلّ الدولتين” للصراع الإسرائيلي/ الفلسطيني، وتدعي أنها تعمل مع الإدارة الحالية على ضمان استقرار الأوضاع في غزة بعد انتهاء الحرب، بما يشمل إعادة الإعمار وإعادة حكم السلطة الفلسطينية.
وفيما يبدو موقف هاريس، أكثر توازنا من ترامب، إلا أن المواقف الفعلية إزاء غزة، لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تتواجد بها حاليا نائبةً للرئيس، تتناقض مع وعودها.
سباق متقارب
اتفق سليمان عبد الهادي (59 عاما)، وهو بائع في أحد المحال التجارية، مع خضر على فكرة “سوء كلا المرشحين”.
أضاف عبد الهادي: “إن الوضع سيّئ في العالم العربي نتيجة السياسة الأمريكية، نحن نريد مَن ينفع الأمة العربية، وبخاصة الأردن، الذي يتحمل كل تبعات الأزمات في الشرق الأوسط”.
وتظهر أحدث استطلاعات الرأي، أن السباق بين ترامب وهاريس، متقاربًا جدا على المستوى الوطني وفي ولايات عدة متأرجحة.
ويسير المرشحان في أغلب الاستطلاعات كتفًا بكتف، بينما تمنح استطلاعات محدودة تقدما ضئيلًا لهاريس، يراوح بين نقطة و3 نقاط.